تفشي الفساد في معالمنا السياحية مسؤولية من ؟


حب الوطن فريضة وعشق ترابه رسالة نختزنها في قلوبنا وتتناقلها الاجيال من بعدنا ، كتبت كثيرا عن المواطنة الصادقة وحب الوطن، ليس لأنني اكثر الناس من غيري المحبين للوطن ان لم اكن مثلهم، لكن تكراري للحديث عن المواطنة هو من باب الغيرة ومن بواعث كثيرة، تجعلني دائما شغوفا الى الحديث عنه ، ومن البواعث التي جعلتني اكتب هذا المقال ما سمعته من خلال حديث دار بيني وبين صديق لي يعمل دليلا سياحيا ، هذا الصديق حبه للوطن جعله يترك هو وعائلته بلد من بلاد المعمورة الكل يتمنى الوصول اليها ، فقد عاد صديقنا وكله شوق وشغف للعيش في بلده الاردن ايمانا منه بان لوطنه عليه حق في الخدمة . لذلك انخرط ليكون كسفير متنقل مع السائحين ليعطي صورة مشرقة عن الاردن وحضارته لكل من يرافقهم من السياح. و طالما حدثني بانه يصدم كثيرا عندما يرى ابناء هذا البلد من العاملين في حقل السياحة في هذا القطاع وبالذات في مواقعنا الأثرية المنتشرة في بقاع الاردن الغالي يريدون تشويه سمعة هذا البلد امام هؤلاء السياح الأجانب بابتزازهم المادي لإشباع رغباتهم الجشعة ، فقد حدثني انه في احدى زيارته مع مجموعة من الاجانب الى موقع من مواقعنا الاثرية الهامة فوجئ بان الموظف المسؤول عن بطاقات الدخول للزائرين لهذا الموقع والتي يشكل ريعها دخلا سياحيا لخزينتا المتعبة والمثقلة بالديون ، يعرض عليه ادخال هؤلاء السياح بدون بطاقات على ان يتقاسم دخوليتهم بينه وبين صاحبنا ، فما كان من صاحبنا الذي صعق من كلام هذا الموظف، ورفض طلبه مصرا على صرف بطاقات الدخول الى مجموعته التي يرافقها ، ايمانا منه بان هذه الاموال هي اموال وقف لخزينة الدولة وليس لمن تستهويهم انفسهم بالجشع والطمع والبعد عن المسؤولية و الوطنية ، وهنا اتساءل واقول الا يعلم هذا الموظف المؤتمن عل صرف بطاقات الدخول بان ريعها سيرفد خزينتنا المترهلة، وان هذا هو القطاع الرئيسي الذي نعتمد عليه لدخلنا القومي ، الم يعلم هذا الموظف بان هذا القطاع يشكل منارة الاشعاع لنقل صورة الاردن الى العالم الخارجي، انني لست هنا من يسرد قصة خيالية ولكن هذا حقيقة ما يجري في بلدنا على مستوى الافراد المؤتمنين في هذه المواقع وهم كثر.

هنا اقول ان هذا العمل المشين من قبل المؤتمنين على مصالح هذا البلد لا ينم عن فضيلة ولا خلق وبعيد كل البعد عن المواطنة الصادقة تجاه بلدنا و مواطنيه ، فالجشع والطمع يذهب كل معنى للولاء و الانتماء ، ومحاربة الفساد والمفسدين واجتثاثها ليست مناطة بالدولة وكوادرها الامنية فقط بل لا بد من ان يكون واعزا ينطلق من داخل ضمائرنا، اذا ما اريد لنا ان نكون حريصين على مصلحتنا الوطنية وغيورين على بلدنا وشعبنا . فليس الفاسدين هم فقط من المتنفذين في مؤسسات الدولة والذين انكشفت اوراقهم وتم تعريتهم اما جميع شرائح الشعب الاردني ، لكن هناك الكثير الكثير ممن هم في مواقع ليس عليها العين، يشكلون وكرا للفساد وتشويه سمعة هذا البلد مبتزين اموالا لا احقية لهم بها، دفعهم الجشع والطمع وليس الفقر والعوز لذلك .

وهنا اوجه دعوة وطنية الى الجهات المسؤولة لمتابعة ومراقبة كل القائمين على معالمنا الاثرية لمحاسبة من تخوله نفسه من ضعاف الانفس وفاقدين الانسانية المساس بالمال العام وان يكون شعارنا الولاء والانتماء الى بلدنا محافظين على مقدراتها المادية وان يكون همنا نقل صورة جميلة، عن بلدنا نابعه من سلوكنا واخلاقنا المهنية ، فواقعنا السياحي الذي نستبشر به خيرا لرفد خزينتنا التي تئن من العجز والمديونية، بحاجة الى امناء حريصين على تنميته والمحافظة عليه ، وعندها اذا ما توفرت الأمانة والحرص على ما اؤتمنا عليه نستطيع القول بان وطننا يسكن فينا قبل ان نسكن فيه.



تعليقات القراء

الكاتب الصحفي زياد البطاينه


حقيقة ما شجعني على الرد على مقاله الزميل ....هو ماوجدته من حماس ورغبه لدى وزير العمل والسياحة والاثار الدكتور نضال القطامين الذي بدا مسيرته مع السياحة بكفتين متعادلتين الحقوق والواجبات والعقاب والثواب .... فكان لهذه المقاله تاثيرا واضحا ودلاله اكيده على ان هناك امور يجب ان يتنبه لها الانسان ويعالجها بروح الصالح العام

وارى لزاما علي ان ابدا اولا بشكر كاتب المقاله لاهتمامه وحرصه على القطاع السياحي الهام ... وان اسجل عتبي عليه وعلى زميلنا الدليل السياحي لو كانا اكثر وضوحا وبني مقالته على واقع ملموس لاواقعه سماعية حتى نستطيع ان نشرح القضيه ونعالجها بما لايسئ لمؤسستنا العزيزه والعاملين بها
فالمجتمع كالقمح اذا ما وضعته بالماء طفى الزوان .....ونحن لاننكر ان هناك من لايعرف قيمه الانتماء والولاء ومحبه الواجب وقدسيته
ولكننا ككتاب وصحفيين نكتب لا لنشهر او نتهم بل لنصوب .....فكم كان افضل لو جاء زميلي الينا سيما ان ابوابنا مشرعه كقلوبنا واجوبتنا لنستمع ونتعرف الى القضية ونعالجها جذريا بعد التاكد من صحتها دون تشهير او اتهاميه غير مبنيه على مبرزات او وثائق او دلائل

فكلنا يعترف ان في بلدنا اخطاء وعثرات وتجاوز على القانون هنا وهناك وهي اصبحت امور طبيعيه في كل المجتمعات البشرية وان كانت بنسب متفاوته
وهنا يبرز دور المخلص من ابناء الوطن ممن يؤشرون على مواطن الخلل بروح الحفاظ على الصالح العام ومصلحة الوطن بالكلمه الطيبه لابروح المغالاه والتشفي والاتهامية والتشكيك والشماته وانا لااعني احدا


واتسائل واسال ترى ....اليس في وطننا انجازات تستحق الاشاره اليها وان نفرد لها مساحات واسعه بدل ان تخصصها لتضخيم العيوب ان وجدت

نعم نحن نعرف ان صور الفساد كثيرة ومنها الاعتداء على المال العام... لكنها جميعا افراز للمناخ الفاسد وتغذية لمفاهيم طغريبه حطت علينا.... ونحسب ان العلاج يبدا منها
نعم نحن مازلنا نلحظ تعاظم الكثير من الاخطاء المسلكيه هنا وهناك وتنامي خروج البعض عن المالوف وعن قواعد واصول سلوك الرجل العام
ويدور بذهن الكثير منا اليس مشاركا بعمليه الفساد او الجريمه من يمتلك المعلومه و الملفويحتفظ بها ويتستر على المجرم ولا يقدمه لياخذ كل ذي حق حقه بدلا من الايحاء واتهام الناس لانه هذا مفهومه عند البعض لايزيد عن كونه لغوا واتهاميه
لان سمه التشكيك والاتهامية بدات عندنا تضرب اسس الكيان وتضع الوطن بعين العاصفة فهذا بحد ذاته اتهام واساءة للوطن ومزيد من الضيق على المواطن

نعم من الممكن لان تكون الواقعه صحيحه .... وقد شاهدنا وسمعنا وقرانا عن مثلها مما خلق لدينا اسئله عدة تجتاج لجواب شاف
هل هناك اخلاق وتقاليد مهنية؟؟؟ هل لدينا وظائف موصوفه ووصقف وظيفي ؟؟؟وهل يعرف شاغلو المواقع والوظائف لماذا وجدت وظائفهم وبالتالي ماهي المهام المنوطه بهم ؟؟؟وان هناك فرقا بين الشخص والموقع الذي يشغله ليتمكن من تقديم الخدمه المناطقه بهذا الموقع على ادق وجه

اسوق هذا وبهذا المقام من الشكوى المتعاظمه في بلدنا من غياب اخلاقيات الوظيفه وتقاليد المهنه وغياب الشروط والمواصفات لمن يشغل تلك المهنه او تلك الامر الذي يربك الاداء المهني والوظيفي في الحقلن العام والخاص في ظل غياب غياب الضمير والقانون والانظمه والتعليمات
نعم ان العنصر البشري هو من اهم مكونات الدوله لذلك يتم اختياره بعنايه باعتبار انها مؤتمنه على مرافق الدوله واجهزتها
وكم كنت اتمنى لو جاء الينا الزميل الكاتب او زميلنا بالعمل الدليل السياحي امعني مثل اي موظف اخر بالوزارة ووضعنا بالصوره حتى نعالج الامر لاننا بهذا نكون قد اكدنا على عمق العلاقه بين المواطن ومؤسساته الوطنيه وحرصه واهتمامه على ان تظل حصونها منيعه ومسيرتها سليمه وان نجتث الفساد من جذوره وان لانجعل للفتنه او النفاق منفذا

مره اخرةى نتمنى من الكاتب او الدليل ان لايتستر على الخطا او الجريمه وان يكن لنا عونا في معرفه الموقع والاسم لنعالج الامر حتى لاتتغلغل الغرغرينا بالجسد وبعدها لاينفع الندم
04-10-2013 05:12 PM
مهند
اعتقد ان رد الكاتب البطاينه كان كافيا لازاحه اللثام عن حالنا ومانحن عليه وانه ان الاوان لوقفه مع الذات
04-10-2013 06:32 PM
]د. ابراهيم قطيش عليوات
الاخ والزميل الكاتب الصحفي زياد البطاينة المحترم

بداية كل الشكر على اهتمامكم وردكم على مقالي ، وهنا اجد من الضروري وخاصة اننا جميعا نعمل لمصلحة الوطن وحبنا له والوطن عندنا جميعا هو فوق كل اعتبار ، فيا اخي نعمل جاهدا جميعنا ككتاب وصحفيين للوقوف على مرابط الخلل للتصحيح والمعالجة، ووقف نزيف الدم افضل من استمرار نزفه ، وعليه فان ما كتبته استقيت معلوماته من صديقي العامل في نفس الحقل وبقناعتي ان تصحيح الخطا افضل من استفحالة ، ولم اعني لا سمح الله التقليل او الحط من من رغبةمعالي وزير العمل والسياحة والاثار النهوض بقطاع السياحة ، وليس المقصود لا سمح الله الاساءة الى مؤسساتنا، وحتى لا نسيء الى شخص صاحبنا بتعرضة الى اية مضايقات قد تحصل له لا سمح الله خصوصا وانه يعمل بشكل دائم في هذا الحقل وفي نفس المواقع السياحية في بلدنا الغالي ، اردت اثارت هذه المشكلة لمتابعتها على ارض الواقع بشكل عام والتاكد من ذلك فالمراقبة والتحقق قد توقف الاستمرار عند من تستهوية نفسه لاي استغلال لوظيفته . مع شكري وتقديري لكم مرة اخرى



06-10-2013 11:28 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات