لم تنتهي الحرب لتبدأ من جديد


التفاهم الأمريكي الروسي حول الملف السوري لم يكتمل بعد , فمنذ بداية الحرب على سوريا ونحن نؤكد أن هذه الحرب لها هدفان الأول إضعاف جيشها وتمزيق الوطن العربي لتامين امن إسرائيل والحفاظ على تدفق النفط لمصلحة الدول الاستعمارية وهاهو السلاح الذي كان يخيفهم قد يصبح خلال أيام تحت سيطرتهم فعندما تشرف عليه المؤسسات التي تخضع لنفوذ ألوبي الصهيوني فانه انتصار لهم ونصر ثاني حققته أميركا وإسرائيل بعودة لجنة التفتيش المكلفة بالتحقيق في خان العسل والتي وصلت إلى سوريا ومن ثم عادت أدراجها من حيث أتت من دون البحث في الهدف الموكل لها وتحويل الأنظار إلى ما فتعلوه في ريق دمشق (الغوطة) وهو ما اعتبره منفذوها انتصار لهم بعد أن انكشف أمرهم باستخدامهم لغاز السارين في خان العسل , وفتح باب الحوار المباشر مع إيران الذي افتقدته الولايات المتحدة والتي كانت عصية عليهم .

يجوز أن السوريون قد ابعدوا شبح الصواريخ عنهم لكنهم ما زالوا يقاتلون الأمريكيين وحلفهم على الأرض والحرب عليهم ما زالت قائمة والتدمير في كل مكان والدعم المالي ألا محدود ما زال يورد والأسلحة بكل أنواعها تصل وإسرائيل تعالج جرحى المسلحين وتشرف على كل شيء والاستخبارات العالمية والإقليمية تعمل في الداخل السوري وكل جهة من هؤلاء تتبنى إحدى المجموعات المسلحة وتحت مسميات مختلفة لكنهم مرجعيتهم واحده وما زالت الحدود السورية مستباحة من الإرهابيين والحرب ماضية من قبل المجموعات المسلحة ضد النظام والشعب السوري ولن تتوقف الحرب حتى توقف أميركا دعمها للمسلحين .

وعند التمحيص في هذه المجموعات المسلحة لا يمكن فصل مجموعة عن الأخرى فلا يوجد من بين هؤلاء من يقاتل لخلاف داخلي مع النظام فجميعهم يتبعون لمن يمولهم ويدربهم ويخطط لهم ويسلحهم فمن الصعب إيجاد إحدى المجموعات اختلفت مع النظام وحملت السلاح ليتمكن النظام من محاورتها أو التفاوض معها وما قامت به الجماعات التكفيرية من إجرام بحق الشعب السوري كشف عن زيف المطالب وما يدعون بأنهم طلاب حرية.

وحتى فان قتلت الأمة العربية بأكملها بالكيماوي أهون على المسلمين والعرب وأصحاب الضمائر الحية من أن يروا شخصا سفاحا يقطع رؤوس الناس باسم الله ويأكل أحشائهم ويدعي أنه يطالب بالحرية والأكثر وقاحة إعلامهم الذي يصر على ان هؤلاء يسعون لبناء ديمقراطية في سوريا لقد جاء الوقت لكي يستفيق من ضلل منهم , لكن هناك شك في ان يكون قد ضلل احدهم فهم مشاركون في المؤامرة ومأجورون فمنهم إعلاميون ومسلحون وتجار وغيروهم ساهم كل منهم حسب مهمته في قتل الشعب السوري وتدمير اعرق حضارة على وجه التاريخ ولذلك لن تقبل توبتهم.

صحيح أن السوريون قد انتصروا في العديد من جبهات الحرب ومنها إفشال مخطط الطائفية والتصدي للحرب الاقتصادية والدبلوماسية واستعادة العديد من القرى والمدن التي سيطر عليها المسلحون وإسهامهم في ولادة الحلف الجديد (التوازن الدولي) لكن ما زال أمامهم الكثير لتحقيق النصر فان الحرب على سوريا لم تنتهي لتبدءا من جديد كما اعتقد البعض .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات