تعقيدات الأزمة السورية
يزيد المشهد السوري تعقيداً وخاصة مع كثرة الحديث عن قرب الضربة العسكرية وحملة التعبئة التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية لحشد التأييد اللازم لذلك، في ظل تخوف أوباما من أخذ قرار منفرد ما يتطلب دعما سياسيا من قبل الكونغرس الأمريكي الذي ينهي اجازته الصيفية في الثامن من الشهر الحالي قمة العشرون هي الأخرى تشهد نقاشات حادة وخلافات سياسية بين المؤيدين والرافضين للضربة وعلى رأسها روسيا وسط تغيير في موقفها الذي أعلن عنه الرئيس بوتين بقبوله للضربة في حال توفر الأدلة الكافية لإدانة النظام باستخدام السلاح الكيميائي وبشرط تنفيذ تلك الضربة تحت مظلة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وبتفويض منهم مما يزيد تعقيد المشهد السياسي وسط إصرارا امريكي وفرنسي على أن النظام هو من استخدم هذه الأسلحة والتي أوضحتها التقارير الاستخباراتية الفرنسية مما لا يجعل مجالا للشك لدى هؤلاء أن النظام هو المسؤول الأول والأخير عن تنفيذ هجمات الكيميائي التي راح ضحيتها أكثر من الف شخص من المدنيين في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق وتقول التقارير ان النظام استخدم تلك الأسلحة لكن بعض عناصره استخدموا كمية كبيرة من غاز السارين هذه المرة ما أسفر عن أعداد كبيرة من الضحايا فيما تتهم أطراف أخرى المعارضة المسلحة بالقيام بتلك الهجمات مع أنها لا تمتلك الوسائل الحديثة والمتقدمة للقيام بذلك لكن الأهم في موضوع الضربة الأمريكية هو مبدأ التدخل الأجنبي في الثورة السورية التي بدأت سلمية وتطورت في ظل المواجهات الدامية التي بدأها الأمن السوري في درعا وذلك باطلاق النار على المتظاهرين السلميين بالاضافة الى حملة الاعتقالات ، الشعب السوري الذي قامت ثورته على مبدأ المطالبة بالحقوق والحريات وكرامة الانسان، أخذت منحى آخر من بداية العام الماضي وازدادت في العام الحالي وذلك مع دخول عناصر غريبة على المجتمع السوري من المغرب العربي والقوقاز وغيرها من الدول بحجة الجهاد والدفاع عن الشعب السوري الذي يُقتل بآلة النظام العسكرية التي لم تميز بين مدني أو طفل أو امرأة، دخول تلك المجموعات المتطرفة كدولة العراق والشام الاسلامية وجبهة النصرة بالاضافة الى عدد من ألوية وكتائب الجيش الحر والتي أخذى منحى متطرفا شوهت بدورها الثورة السورية التي قامت لإرساء الدولة المدنية ، بل حولت الثورة لحرب طائفية وما زاد الطين بلة هو النظام الذي ما لبث الا أن أشعل حربا طائفيا في المناطق التي تسكنها الأقليات الدينية عن طريق تنفيذ تفجيرات هنا وهناك تقوم بها عناصر المخابرات السورية والتي لها باع طويل في تلك الأمور، هذا النظام الذي ادعى العلمانية، هو بالاساس قام على الطائفية وعلى اضطهاد شريحة كبرى من السوريين من الطائفة السنية الكريمة والتي حرمت من استلام أي مناصب كبرى في الدولة وحتى لو استلم بعض منهم الا أن في سوريا المخابرات والقوى الأمنية هم من يديرون شؤون البلاد والعباد ، كل ذلك أدى الى ازدياد الحقد بين أبناء الشعب السوري، وأحد تلك الشواهد مجزرة حماة التي قام بها النظام في الثمانينيات ضد جماعة الاخوان المسلمين، مما يطرح تساؤلا حول حق النظام في القضاء على من يختلف مع بالرأي في الوقت الحالي لا مجال للندم أو التراجع في ظل تطور الأحداث على الأرض وتورط عدد كبير من الأطراف في الصراع، فالطرفين استباحا الساحة في سوريا وسهلوا دخول الأجنبي الى البلاد، النظام الذي انهكت قواته تسانده على الأرض قوات من الحرس الثوري الايراني وعناصر من حزب الله اللبناني وميليشيات شيعية عراقية، والطرف الآخر استعان بالمجاهدين من جميع أسقاع الأرض وبتمويل تركي أمريكي أوروبي، وحتى عربي من السعودية وقطر، اذن هي حرب مصالح بين معسكرين، والخاسر هنا الشعب السوري وحده الذي خسر ثورته التي لا يعترف بها الكثيرون ويدعون أنها مؤامرة كونية على سوريا، تلك الكذبة روج لها النظام في وسائل اعلامه منذ اليوم الأول لكن السؤال الجوهري والأهم، هو هل يفيد التدخل الأجنبي الثورة السورية؟ وخاصة أن من يقوم بهذا التدخل له تاريخ طويل من العداء للأمة العربية، من يقود التحالف الدولي هو الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وكلها دول استعمارية لها اطماع في المنطقة بالمقابل يتمركز في المعسكر الآخر ايران وروسيا وهم أيضا لهم أطماع في المنطقة ومشروع يمتد من لبنان الى العراق، ويسأل أبناء سوريا ما الحل مع هذا النظام الذي يقتل يوميا من السوريين، فنحن أمام خياراين أمرّين أمام تدخل اجنبي لا يعرف أحد نتائجه واما نقف أمام نظام لن يرحم السوريين الذين ثاروا ضده، وما الخيار الثالث يتساؤل كثيرون!! مما لا يريدون تدخلا امريكا ويرفضون رفضا قاطعا هذا التدخل الذي يأتي في مراتب الخيانة العظمى
يزيد المشهد السوري تعقيداً وخاصة مع كثرة الحديث عن قرب الضربة العسكرية وحملة التعبئة التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية لحشد التأييد اللازم لذلك، في ظل تخوف أوباما من أخذ قرار منفرد ما يتطلب دعما سياسيا من قبل الكونغرس الأمريكي الذي ينهي اجازته الصيفية في الثامن من الشهر الحالي قمة العشرون هي الأخرى تشهد نقاشات حادة وخلافات سياسية بين المؤيدين والرافضين للضربة وعلى رأسها روسيا وسط تغيير في موقفها الذي أعلن عنه الرئيس بوتين بقبوله للضربة في حال توفر الأدلة الكافية لإدانة النظام باستخدام السلاح الكيميائي وبشرط تنفيذ تلك الضربة تحت مظلة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وبتفويض منهم مما يزيد تعقيد المشهد السياسي وسط إصرارا امريكي وفرنسي على أن النظام هو من استخدم هذه الأسلحة والتي أوضحتها التقارير الاستخباراتية الفرنسية مما لا يجعل مجالا للشك لدى هؤلاء أن النظام هو المسؤول الأول والأخير عن تنفيذ هجمات الكيميائي التي راح ضحيتها أكثر من الف شخص من المدنيين في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق وتقول التقارير ان النظام استخدم تلك الأسلحة لكن بعض عناصره استخدموا كمية كبيرة من غاز السارين هذه المرة ما أسفر عن أعداد كبيرة من الضحايا فيما تتهم أطراف أخرى المعارضة المسلحة بالقيام بتلك الهجمات مع أنها لا تمتلك الوسائل الحديثة والمتقدمة للقيام بذلك لكن الأهم في موضوع الضربة الأمريكية هو مبدأ التدخل الأجنبي في الثورة السورية التي بدأت سلمية وتطورت في ظل المواجهات الدامية التي بدأها الأمن السوري في درعا وذلك باطلاق النار على المتظاهرين السلميين بالاضافة الى حملة الاعتقالات ، الشعب السوري الذي قامت ثورته على مبدأ المطالبة بالحقوق والحريات وكرامة الانسان، أخذت منحى آخر من بداية العام الماضي وازدادت في العام الحالي وذلك مع دخول عناصر غريبة على المجتمع السوري من المغرب العربي والقوقاز وغيرها من الدول بحجة الجهاد والدفاع عن الشعب السوري الذي يُقتل بآلة النظام العسكرية التي لم تميز بين مدني أو طفل أو امرأة، دخول تلك المجموعات المتطرفة كدولة العراق والشام الاسلامية وجبهة النصرة بالاضافة الى عدد من ألوية وكتائب الجيش الحر والتي أخذى منحى متطرفا شوهت بدورها الثورة السورية التي قامت لإرساء الدولة المدنية ، بل حولت الثورة لحرب طائفية وما زاد الطين بلة هو النظام الذي ما لبث الا أن أشعل حربا طائفيا في المناطق التي تسكنها الأقليات الدينية عن طريق تنفيذ تفجيرات هنا وهناك تقوم بها عناصر المخابرات السورية والتي لها باع طويل في تلك الأمور، هذا النظام الذي ادعى العلمانية، هو بالاساس قام على الطائفية وعلى اضطهاد شريحة كبرى من السوريين من الطائفة السنية الكريمة والتي حرمت من استلام أي مناصب كبرى في الدولة وحتى لو استلم بعض منهم الا أن في سوريا المخابرات والقوى الأمنية هم من يديرون شؤون البلاد والعباد ، كل ذلك أدى الى ازدياد الحقد بين أبناء الشعب السوري، وأحد تلك الشواهد مجزرة حماة التي قام بها النظام في الثمانينيات ضد جماعة الاخوان المسلمين، مما يطرح تساؤلا حول حق النظام في القضاء على من يختلف مع بالرأي في الوقت الحالي لا مجال للندم أو التراجع في ظل تطور الأحداث على الأرض وتورط عدد كبير من الأطراف في الصراع، فالطرفين استباحا الساحة في سوريا وسهلوا دخول الأجنبي الى البلاد، النظام الذي انهكت قواته تسانده على الأرض قوات من الحرس الثوري الايراني وعناصر من حزب الله اللبناني وميليشيات شيعية عراقية، والطرف الآخر استعان بالمجاهدين من جميع أسقاع الأرض وبتمويل تركي أمريكي أوروبي، وحتى عربي من السعودية وقطر، اذن هي حرب مصالح بين معسكرين، والخاسر هنا الشعب السوري وحده الذي خسر ثورته التي لا يعترف بها الكثيرون ويدعون أنها مؤامرة كونية على سوريا، تلك الكذبة روج لها النظام في وسائل اعلامه منذ اليوم الأول لكن السؤال الجوهري والأهم، هو هل يفيد التدخل الأجنبي الثورة السورية؟ وخاصة أن من يقوم بهذا التدخل له تاريخ طويل من العداء للأمة العربية، من يقود التحالف الدولي هو الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وكلها دول استعمارية لها اطماع في المنطقة بالمقابل يتمركز في المعسكر الآخر ايران وروسيا وهم أيضا لهم أطماع في المنطقة ومشروع يمتد من لبنان الى العراق، ويسأل أبناء سوريا ما الحل مع هذا النظام الذي يقتل يوميا من السوريين، فنحن أمام خياراين أمرّين أمام تدخل اجنبي لا يعرف أحد نتائجه واما نقف أمام نظام لن يرحم السوريين الذين ثاروا ضده، وما الخيار الثالث يتساؤل كثيرون!! مما لا يريدون تدخلا امريكا ويرفضون رفضا قاطعا هذا التدخل الذي يأتي في مراتب الخيانة العظمى
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |