البوليتكنك " كفانا سكوت "


البوليتكنك " كلية الهندسة التكنولوجية " إحدى الكليات التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية , وهي متخصصة فقط في تدريس برامج الهندسة لكل من مرحلة البكالوريوس والدبلوم .
لن أتكلم اليوم عن مناهج تدرس ولن أتكلم عن مدرسين الكلية ولا عن الأسلوب ولا عن موظفين الكلية لن أتكلم إلا عن شيء واحد وهو الخدمات ومستواها , لن أتكلم عن الكماليات ولن أتكلم عن مستويات راقية من الأجواء الجامعية التي ينبغي لكل كليةٍ أو جامعة أن توفر على الأقل نصفها إذا لم يكن كلها , سأتكلم فقط عن أبسط الحقوق التي من الممكن أن ينالها أي إنسان , إنسان ليس بإنسان جامعي !

نبني بيوتا ونشيدها لتحمينا من حر الصيف وبرد الشتاء , لتقينا من الأمطار المتساقطة في كل عام , كذلك في كليةٍ عريقة تتصف مبانيها بالقِدم , في فصل الشتاء تتحول بعض القاعات لغرف سباحة , ليس ذنب أحد إلا أنه ذنب قِدم المباني المهترئة , في فصل الصيف تجلس في قاعةٍ صفيّة على أمل الحصول على بعض المعلومات التي من أهدافها أن نقدم الخدمة للمجتمع , وأن نخدم الوطن الذي لطالما حرص على توفير كل شيء لمواطنيه من سبل عيشٍ كريم , تجلس وتكاد تموت اختناقاً من شدة الحر , تنظر إلى القاعة الصفية وتنظر إلى كبر حجمها لتجد أن السقف يحتوي على مروحة واحدة , ليس هنا الخلاف , الخلاف إنها حتى تلك الوحيدة معطلة ! , وهذا الحال ليس لكل قاعات الكلية وإنما في البعض منها ولكن بشكلٍ عام لا يتناسب الجو الدراسي والجو البيئي الموجود , وإذا اتهمنا أحدهم أن هذه مجرد كماليات لا حاجة لنا بها , سأعلن صرف الانتباه عنها لأوجه الانتباه إلى المقاعد التي نجلس عليها , تلك المقاعد التي لا تحترم أي حسٍ هندسي تعلمناه , تجد المقاعد وأكتافها موضوعة في حال صعود للأعلى , كيف يكون ذلك في كليةٍ هندسية للأسف ! , الكل يعلم أن المقعد مستوٍ على الأرض ليتمكن من الجلوس بِجلسةٍ صحية معتدلة , لكنّ الحال أمرُ وأدهى !
إذا ما خرجنا خارج المباني إلى الساحة الجامعية , تتفقد المقاعد الموجودة " على الرغم من قلتها الشديدة " فتجدها كلها ممتلئة , على الرغم من أنها موضوعة في مكانٍ لا تغيب عنه الشمس وقت الظهيرة , ربما البحث عن إبرةٍ في كومة قش أسهل من البحث عن مكانٍ للجلوس فيه , لماذا نحرم من الظل الذي أوجده ربنا لنا حماية من الحرارة الشديدة التي تبخر العقول !

أما إذا ما وجهنا النظر إلى النشاطات الطلابية , لو رأى الناس حالنا لبكوا علينا , تجد مشاريع وتوجهات من بعض الطلبة تهدف إلى إظهار الجامعة بالأسلوب الحضاري لجذب أي طالبٍ إليها , أو بعض المشاريع التي تهتم بتأصيل ثقافتنا , أو حتى بعض المشاريع التي هدفها تحسين بيئة الجامعة , تجد كل شيءٍ مرفوض , وإن حصل خطأ ما وتمت الموافقة على مشروعك حتى وإن كان بسيطاً ستجد أن الدعم الجامعي غير موجود وستضطر إلى دفع المبالغ من جيبك على الرغم أن قيمة ما ندفعه لمثل المشاريع الطلابية يقارب 13 ألف دينارٍ سنوي إن لم يكن أكثر من ذلك وهو بالفعل أكثر من ذلك , فلماذا هذا الخراب والدمار , أنقذوا ما تبقى من بقايا الطلاب , فهؤلاء هم بناة المستقبل ومهندسوه , وهم أبناء الوطن , وكل هدفهم خدمة الوطن .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات