التّعويضات البيئية للبادية الأردنية ودورها في التّنمية الشّاملة


حصلت البادية الأردنية على تعويضات مالية تقدر بنحو 160 مليون دينار نتيجة للأضرار البيئية التي نجمت عن حرب الخليج من الأمم المتحدة لما تسبب من أضرار بيئية على الغطاء النّباتي والتّنوع الحيوي وتأثر التّربة مما أنعكس على طبيعة الحياة في البادية الأردنية وتأثرت الآف الدّونمات الزّراعية الّتي كانت تصلح لرعي الحيونات والّتي كانت تشكل مصدر رزق للكثير من الأسر في البادية ، ليس هذا فحسب بل تعدت الأضرار الى صحة الأنسان والحيوان و النّبات والمياه، وتسبب بكوارث بيئية في البادية الأردنية بحاجة الى البحوث والدّراسات والتّأهيل لجوانب كثيرة تهم الأنسان والبيئة من أجل مكافحة التّلوث البيئي والحد من استنزاف الموارد فيها لخدمة السّكان في تلك المناطق القاحلة والصّحراوية والتي هي بأمس الحاجة لتضافر كافة الجهود الحكومية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني وكافة المؤسسات البحثية والأكاديمية ويأتي على رأسها الجامعات الحكومية ومراكز البحوث والدّراسات وكذلك الصّناديق التي تعمل في مجال بحوث البادية ، كالصّندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية ، ومركز بحث وتطوير البادية الاردنية ، والجمعية الأردنية لمكافحة التّصحر ، وغيرها من أصحاب الخبرة والأختصاص في مجال تنمية وتطوير البادية .

ان إعادة تأهيل البادية وتطويرها يتطلب تحقيق تنمية شاملة ومستدامة من كافة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والتّنموية والبيئية والترّبوية والمعيشية بهدف الأرتقاء بالواقع الحياتي للنّاس وإحداث نقلة نوعية في جهود التنّمية كي يلمس النّاس والسّكان في البادية أثرها في واقع حياتهم اليومية في الصّحة والتّعليم والبنية التّحتية ومكافحة الفقر والبطالة وخاصة بين حملة الشّهادات الجامعية من خلال تبني حزمة من المشاريع والقروض لتأهيل الشّاب البدوي العاطل عن العمل لتوفير حياة كريمة من أجل المساهمة في تنمية المجتمعات المحلية في البادية ، بالأضافة تقديم الدعم المالي واللوجستي للجمعيات الخيرية والتّعاونية والنّسائية للقيام بأنشطتها المختلفة والمتنوعة ، وكذلك تقديم الدّعم للمراكز الشّبابية والأندية الرياضية والمنتديات الثقّافية لتقديم برامج للتّأهيل والتّدريب على العديد من الدّورات كالحاسوب واللغات وإدارة المشاريع ومهارات التّواصل الاجتماعي وعقد النّدوان و الحلقات النقاشية حول قضايا التّنمية ومشاكلها المعقدة في البادية الأردنية من أجل المساهمة في جهود التّنمية والأستفادة من خبراتهم وأفكارهم وطروحاتهم .

إن إحداث التّنمية الحقيقية في البادية يتطلب تأهيل البنية التّحتية من شبكات الطّرق والمياه والأناره وبناء المدارس وتوفير الحدائق والمتنزهات وتأسيس فروع للجامعات في مناطق البادية الثّلاث الشّمالية والوسطى والجنوبية ، وكذلك توفير المنح والمساعدات المالية للطلبة من أجل إكمال الّدراسة الجامعية والتّوسع في منح الطّب والهندسة والصّيدلة والتّمريض للعمل في المراكز الصّحية في البادية الأردنية كي يشهد النّاس التّنمية الحقيقية لمناطق البادية ويرى المواطن البدوي أثرها في حياته اليومية، من الأرتقاء بالواقع الاجتماعي والاقتصادي بشكل واضح وملموس.

ان الاستفادة من هذا المبلغ والذي يقدر بنحو 160 مليون دينار لا يكون بحفر السّدود وتقديم دعم للاعلاف وتطوير أراضي رعوية والتّركيز على الحصاد المائي فقط ، وخاصة إذا علمنا أن الكثير من السّكان في البادية الأردنية قد هجر مهنة الرّعي وتربية الثّروة الحيوانية ، ولكن يجب أن يوجه نحو القضاء على الفقر والبطالة والجوع وإقامة المشاريع وتأهيل النّاس وتحسين نوعية السّكان ، وهنا نشير بل ونؤكد على ضرورة التّشارك بين المجتمعات المحلية في البادية الأردنية ووزارة البيئة وصندوق تعويضات البادية الأردنية في وزارة البيئة من أجل التعاون والتنسيق في تحديد المشاريع الحيوية والتي تخدم السكان في البادية الأردنية .



تعليقات القراء

حازم
المشروع كله فساد
30-07-2013 02:14 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات