مصر تحتشد ليوم الجمعة


تعيش جمهورية مصر العربية بعد الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي حالة عارمة من الفوضى بين التيارين الليرالين والإسلاميين بل قد وصلت الأمور مؤخراً إلى تأجيج نار الفتنة التي أعتقد بأنها ستشعل ناراً كبيرة لا يعرف مدها إلا الله سبحانه وتعالى وعندما نتحدث عن موضوع الشأن المصري برمته فإننا ندرك تماماً بأن أذرع الصهيونية العالمية لها الدور الكبير لمجابهة المارد الإسلامي الذي كان قد بدأ ينهض في مصر، وما زال يحارب في سوريا قوى الشر والطغيان وقد قال الحق سبحانه وتعالى (كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِين).

إن كل هذه النار التي يوقدونها ليشعلوا بها فتنة بين الناس وبين طوائف الشعب المختلفة هي نار لا وقود لها سوى هذا الشعب المسكين ولا يتم طبخ شئ عليها سوى لحوم ودماء أبناءه بصرف النظر عن أفكارهم ومعتقداتهم فإن نار الفتنة لن ترحم قوياً ولاضعيفاً.

المشكلة الحقيقة التي تواجهها مصر هو انخراط الجيش المصري في العمل السياسي ونسيان الدور المنوط به أصلاً، نحن نعلم تماماً بأن إسرائيل، وهي أهم من أمريكا، تحب البرادعي (وعمر موسى كذلك) وتكره مرسي، وأن قلبها معهم وسيوفها إذا اقتضى الأمر. ولكن الفشل في هذه المسألة ليس فشل مرسي أو فشل امريكيا وإسرائيل، وإنما فشل الأنظمة التي حظرت حركة الإخوان وحاربتها ستين عاماً، ثم إذا بها تستيقظ فتجد الإخوان يحكمون مصر، ولا شك أن عودة النظام القديم بسجونه ومخابراته لن تحل مشكلة الإخوان، بل إن التدخل العسكري الأخير ساعد الإخوان وغطى على فشل مرسي الذريع.

بعض المنتقدين ادعى أن المشكلة في مصر والعالم العربي هي أن الليبراليين غير ديمقراطيين والإسلاميين غير ليبراليين. ولكن من الواضح أن مصر كانت أكثر ديمقراطية وليبرالية في عهد مرسي منها في العهد ‘الليبرالي’ الحالي، الذي يبدو أنه يخشى حرية التعبير كما يخشى الديمقراطية، ولعلها مفارقة أن بعض أنصار الانقلاب أصبحوا يتحدثون ـ مثل إخوانهم في سوريا - عن ‘مؤامرة كونية’ تشترك فيها الجزيرة وسي إن إن والبي بي سي وأمريكا وقطر، ولكن الفرق هو أن النظام السوري (ومعه السعودية والإمارات إسرائيل، وبالطبع قناة العربية) رأوا في الانقلاب نصراً لتيارهم، الذي هو بلا شك تيار الليبرالية والديمقراطية الأول في العالم.

لم تستطع المؤامرات أن تؤثر على مصر وتنجح فى كسرها ولكن يبدو أن أبنائها سوف ينجحون فى ذلك أرجو من الله أن يرجع السيسي إلى رشده ويتفهم وضع الدولة المزرى على جميع قطاعاته وأن يبذل كل الوقت والجهد والعرق لدفع الدولة إلى الأمام قبل فوات الأوان وعلى النخبة السياسية أن تتفرغ إلى تلك الأمور الهامة التى من شأنها العمل على سقوط الدولة فى الهاوية بدلا من التلاسن والهجوم على بعضهم البعض فى الفضائيات والحد من ظاهرة التصريحات الكثيرة التى تعمل على إثارة اللغط والجدل على مستوى الرأى العام.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم في هذا اليوم العظيم أن يجنب مصر وسائر بلاد المسلمين من الفتن والقلاقل التي تهدف إلى زعزعة الأمن والأستقرار وأن يهدي حكام العرب والمسلمين لما فيه الخير والرشاد .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات