التعليم بين الإرادة و اللاارادة
تبعات الاضطراب في رئة المجتمعات تبدأ منذ أن تمارس العشوائية والتنازل عن السمو في المسلمات والاكتفاء بالحدود الدنيا من المصطلحات غير الحازمة في ما يتعلق بالتعليم والذي أخذ رمز استمرارية النمو الإنساني للمستقبل نظرا لمحدودية الموارد الأخرى , وانه لا بد من الإيقان والتأكد أن العملية التعليمية تعد مصدراً صريحاً للدعم هنا في البلاد وأساسا هاماً في تغذية المخزون البشري, كل هذه الحساسية في المصطلحات لا بد وان تكون تنبع من أن هذا المجال هو باختصار بمثابة جهاز التنفس للمجتمع وللاقتصاد.
فمن ينكر ظهور بعض أعراض المرض التي بدت معالمها تظهر في أرجاء سلوك الوحدات البنائية للتعليم وفي النظرة المجتمعية لرواد صناعة التعليم وفي المخرجات كمصطلح يتبع لمعايير جديدة اعتلاها التعويم والمماطلة واللذان أصبحا أهم دعائم هذا المصطلح, فإذا انتاب مصطلح المخرجات كل هذا الاعتلال فما حال أخيه العالي والذي اخذ المدخلات عنواناً ونقطة للبداية.
فبدايةً من المنظومة الأولى في التغذية التعليمية أي المدرسة ذات الاثنا عشر سنة من العمر البشري فهذه المنظومة بدا الاضطراب يظهر فيها على سلوك وطبيعة العاملين والمتلقين فيها, فهي تفتقر لمن يتمسك بحبل المهنة فيها,وترى واقعيا صيغ الاستقالات تتفاوت ويسترسل في بعضها,وترى أيضا التململ أصبح هواءً يصول ويجول في أرجائها,ناهيك عن تناثر أحلام ومتطلبات العاملين والمتلقين فيها على حد سواء , وفرض المهنة لشروطها على الحياة الشخصية للعاملين في هذا المجال الحيوي ناهيك عن انه قد تقابل من بدا له انه يضيع وقته في هذه المهنة كما و من المحتمل أن تلاقي من يخجل مجاهراً لا تصنعا من التعريف باسمه الوظيفي ,هذا كله يوجد على ارض الواقع , بعد أن كان هناك كمية كبيرة من الاحترام كانت تصرف لصاحب هذه المهنة القديم فماذا تقول لهذا الجديد وكيف سوف نحمي رئتي المجتمع من الآلام التي بدأ يشكو منها.
فالتقليل من شأن المعلم مادياً واجتماعياً بدا ملموساً وواضحاً, كما وان هذا النوع من الموظفين يتم استهدافه في هذا الوقت بكل أنواع المثبطات, فهو يرى إخوانه في الأجهزة الأخرى من الدولة يرتفع مستوى معيشتهم نسبياً وهو يقف أمام دينارين إلى أربعة دنانير تضاف إلى مرتبه في كل نهاية عام وظيفي, فهل هذا الرقم يتناسب مع شرف هذه المهنة ,نحن هنا لا نقيس الاحترام والإخلاص بالوظيفة بالمال ولكن بعيداً عن المثاليات ألا يحتاج المعلم لنوع معين من الراحة النفسية التي رضينا أم أبينا يوفرها الوجود المادي الكافي , وهل فينا من يشك أن هذا التأزم لا ينعكس بشكل كبير على نواتج هذه الصناعة البشرية متمثلاًً بالطلاب .
بهذا الوصف البسيط والقابل للتجريب عملياً من كل شخص فينا, نكون قد مارسنا مسحاً بسيطا للوضع في المرحلة الأولى من التعليم.
أما المنظومة الأعلى وهي التي تعتبر ذروة التعليم في المجتمعات, فهي منظومة التعليم العالي والتي بطبيعة الحال تلتهم مخرجات المرحلة الأولى بدافع الضغط الاجتماعي من المجتمع على بعضه البعض لدخول الجامعات بوصف خريج الجامعة شخصاً مثقفاً وواعياً بناءاً على هذه النظرة الغريبة في المجتمع, ويلاقى هذا الدافع من المجتمع بنهم وشراهة من مؤسسات التعليم العالي التي تبحث عن إسناد العجز في الميزانيات الذي بات شامخاً وصامداً فيها كمبانيها فتبدأ هنا مرحلة أخرى من صناعة الخريج غير المؤهل في بعض الأحيان والذي قد يكون معلماً بشكل إجباري وبالتالي تعود الدائرة من جديد .
فبأي وضع سيئ يكفر البعض ويكابر على هذه الوضع. وإذا كان الوضع في المدارس والجامعات بهذا الكمال الذي يدعيه البعض, فلماذا لا نرى أبناء المسؤولين يدرسون في هذه المؤسسات العامة , أو لماذا لا نرى أبناء المسؤولين يعملون في هذا القطاع اذا كانت هذه المهن في الوقت الراهن زينة لصاحبها.
فالوضع لا يتطلب الدفاع عن مواقف أو الهجوم على مواقف, لا بل يحتاج إلى لفتة سريعة تستطيع من خلالها فهم الوضع فنحن أمام الجهاز التنفسي للمجتمع والذي تظهر عليه مزاودات المرض.
فلقد آن الأوان للنظر بشكل علاجي لا تخديري سريع إلى المنظومة بشكل شامل من خلال الالتفات إلى الوضع المادي للمدرس الذي بات مسؤولا عن الهروب الذي تستفيد منه دول الجوار العربي أو بالاتجاه إلى مؤسسات أخرى غير إنتاجية للعمل فيها, وكذلك تحسين البنية التحتية لراحة القائمين على هذا المجال وكذلك تفعيل القوانين التي تعيد للمدرس القيادة البناءة التي بدأ زمامها يهرب من يديه والتي من شأنها أيضا المحافظة على استقرار الطالب بدلاً من استخدام المدرس طرقاً أخرى للسيطرة على المجريات.
فإذا لم نباشر بالحلول ضد هذا النسق من التراخي فقد نجابه جيلاً لاواعياً نكون مجبرين في يوم ما على تسليمه زمام الأمور, فهذا الخلل بنظري لا يصح أن يكون إراديا فتكون مصيبة, ولا يجب أن يكون لاإراديا فتكون تلك مصيبة أعظم.
hatembraikat@yahoo.com
تبعات الاضطراب في رئة المجتمعات تبدأ منذ أن تمارس العشوائية والتنازل عن السمو في المسلمات والاكتفاء بالحدود الدنيا من المصطلحات غير الحازمة في ما يتعلق بالتعليم والذي أخذ رمز استمرارية النمو الإنساني للمستقبل نظرا لمحدودية الموارد الأخرى , وانه لا بد من الإيقان والتأكد أن العملية التعليمية تعد مصدراً صريحاً للدعم هنا في البلاد وأساسا هاماً في تغذية المخزون البشري, كل هذه الحساسية في المصطلحات لا بد وان تكون تنبع من أن هذا المجال هو باختصار بمثابة جهاز التنفس للمجتمع وللاقتصاد.
فمن ينكر ظهور بعض أعراض المرض التي بدت معالمها تظهر في أرجاء سلوك الوحدات البنائية للتعليم وفي النظرة المجتمعية لرواد صناعة التعليم وفي المخرجات كمصطلح يتبع لمعايير جديدة اعتلاها التعويم والمماطلة واللذان أصبحا أهم دعائم هذا المصطلح, فإذا انتاب مصطلح المخرجات كل هذا الاعتلال فما حال أخيه العالي والذي اخذ المدخلات عنواناً ونقطة للبداية.
فبدايةً من المنظومة الأولى في التغذية التعليمية أي المدرسة ذات الاثنا عشر سنة من العمر البشري فهذه المنظومة بدا الاضطراب يظهر فيها على سلوك وطبيعة العاملين والمتلقين فيها, فهي تفتقر لمن يتمسك بحبل المهنة فيها,وترى واقعيا صيغ الاستقالات تتفاوت ويسترسل في بعضها,وترى أيضا التململ أصبح هواءً يصول ويجول في أرجائها,ناهيك عن تناثر أحلام ومتطلبات العاملين والمتلقين فيها على حد سواء , وفرض المهنة لشروطها على الحياة الشخصية للعاملين في هذا المجال الحيوي ناهيك عن انه قد تقابل من بدا له انه يضيع وقته في هذه المهنة كما و من المحتمل أن تلاقي من يخجل مجاهراً لا تصنعا من التعريف باسمه الوظيفي ,هذا كله يوجد على ارض الواقع , بعد أن كان هناك كمية كبيرة من الاحترام كانت تصرف لصاحب هذه المهنة القديم فماذا تقول لهذا الجديد وكيف سوف نحمي رئتي المجتمع من الآلام التي بدأ يشكو منها.
فالتقليل من شأن المعلم مادياً واجتماعياً بدا ملموساً وواضحاً, كما وان هذا النوع من الموظفين يتم استهدافه في هذا الوقت بكل أنواع المثبطات, فهو يرى إخوانه في الأجهزة الأخرى من الدولة يرتفع مستوى معيشتهم نسبياً وهو يقف أمام دينارين إلى أربعة دنانير تضاف إلى مرتبه في كل نهاية عام وظيفي, فهل هذا الرقم يتناسب مع شرف هذه المهنة ,نحن هنا لا نقيس الاحترام والإخلاص بالوظيفة بالمال ولكن بعيداً عن المثاليات ألا يحتاج المعلم لنوع معين من الراحة النفسية التي رضينا أم أبينا يوفرها الوجود المادي الكافي , وهل فينا من يشك أن هذا التأزم لا ينعكس بشكل كبير على نواتج هذه الصناعة البشرية متمثلاًً بالطلاب .
بهذا الوصف البسيط والقابل للتجريب عملياً من كل شخص فينا, نكون قد مارسنا مسحاً بسيطا للوضع في المرحلة الأولى من التعليم.
أما المنظومة الأعلى وهي التي تعتبر ذروة التعليم في المجتمعات, فهي منظومة التعليم العالي والتي بطبيعة الحال تلتهم مخرجات المرحلة الأولى بدافع الضغط الاجتماعي من المجتمع على بعضه البعض لدخول الجامعات بوصف خريج الجامعة شخصاً مثقفاً وواعياً بناءاً على هذه النظرة الغريبة في المجتمع, ويلاقى هذا الدافع من المجتمع بنهم وشراهة من مؤسسات التعليم العالي التي تبحث عن إسناد العجز في الميزانيات الذي بات شامخاً وصامداً فيها كمبانيها فتبدأ هنا مرحلة أخرى من صناعة الخريج غير المؤهل في بعض الأحيان والذي قد يكون معلماً بشكل إجباري وبالتالي تعود الدائرة من جديد .
فبأي وضع سيئ يكفر البعض ويكابر على هذه الوضع. وإذا كان الوضع في المدارس والجامعات بهذا الكمال الذي يدعيه البعض, فلماذا لا نرى أبناء المسؤولين يدرسون في هذه المؤسسات العامة , أو لماذا لا نرى أبناء المسؤولين يعملون في هذا القطاع اذا كانت هذه المهن في الوقت الراهن زينة لصاحبها.
فالوضع لا يتطلب الدفاع عن مواقف أو الهجوم على مواقف, لا بل يحتاج إلى لفتة سريعة تستطيع من خلالها فهم الوضع فنحن أمام الجهاز التنفسي للمجتمع والذي تظهر عليه مزاودات المرض.
فلقد آن الأوان للنظر بشكل علاجي لا تخديري سريع إلى المنظومة بشكل شامل من خلال الالتفات إلى الوضع المادي للمدرس الذي بات مسؤولا عن الهروب الذي تستفيد منه دول الجوار العربي أو بالاتجاه إلى مؤسسات أخرى غير إنتاجية للعمل فيها, وكذلك تحسين البنية التحتية لراحة القائمين على هذا المجال وكذلك تفعيل القوانين التي تعيد للمدرس القيادة البناءة التي بدأ زمامها يهرب من يديه والتي من شأنها أيضا المحافظة على استقرار الطالب بدلاً من استخدام المدرس طرقاً أخرى للسيطرة على المجريات.
فإذا لم نباشر بالحلول ضد هذا النسق من التراخي فقد نجابه جيلاً لاواعياً نكون مجبرين في يوم ما على تسليمه زمام الأمور, فهذا الخلل بنظري لا يصح أن يكون إراديا فتكون مصيبة, ولا يجب أن يكون لاإراديا فتكون تلك مصيبة أعظم.
hatembraikat@yahoo.com
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
وسمارك من الاخر اللهم صلي على سيدنا محمد ذكرتني بأخوي
لو سمحتي اريلي يا جراسا