ترف الكتابة ..


يجلس على اريكته يضع رجلاً فوق أخرى ينفث دخان سيجارته عالياً ولربما الى جانبه كأس من عصير التفاح,أو فنجان قهوه يحمل محموله حيثما تحط رحاله ,واللابتوب في شنته يغط في سبات عميق,, يجري مكالماته الصباحيه منها مكالمات غزليه وأخرى يتهدج صوته فيها ويرعد ويزبد ولا نعرف من على الطرف الآخر في كلتا الحالتين,, ينتصب واقفاً يشعر بقليل من الدوار الا انه يتمالك نفسه, يحمل حقيبته ويصعد الدرج وينزل ,, يصل سيارته وما ان يجلس على كرسيه ويدير المفتاح يبدأ مجدداً بالكلام ولكن الآن مع نفسه فلا أحد يجالسه وينطلق الى حيث وجهته...

ما أن يصل مكتبه تستقبله السكرتيره بابتسامه رقيقه وفنجان قهوه وجدوله اليومي وبريده,, يحاول اخفاء اعجابه بتسريحة شعرها وفستانها وبنفس الوقت يعمل مقارنه , يلعن الشيطان ويقطب حاجبيه ويرفع سماعة الهاتف ليتصل برئيس التحرير مستفسراً عن مقال الأمس وردود الفعل ويعود للنقاش تارة يبتسم وتارة يصب جام غضبه على المحرر والاخطاء اللغويه وكيف لم يتداركها...

وقبل ان يفتح صفحات الجريده يحاول الدخول الى المواقع الالكترونيه ليقرأ مقال هنا ومقال هناك, تارة في السياسه وتارة في الرياضه لكن تقع عيناه على خبر ليكون عنوان لمقاله القادم,, الدم السوري ما زال رقراقاً كما دموع الأمهات الثكالى والدم المصري في الاحماء كما عرق الفلاحين الى جوار الترعِ, ولا شرعيه لشرعية الصناديق,, والعسكر الملهمون يدوسون ببساطيرهم اصوات المقترعين,, ويطيب للمعلم ما فعله الصبي..!!!

يحاول استحضار بنات افكاره فجميعهن قد رحلن , ومن بقيت لا زالت على البلاج تتشمس,, يحاول مراراً لكنه يفشل في كتابة اول السطر,, يضع اشارات تعجبٍ واستفهام يتبعها بنقط عديده, لكنه لم يفلح يحاول العودة الى جريدته للاطلاع مجدداً على مقالات الكبار من المرتشين واقلام التدخل السريع فيجد ملاذه,, ينسخ فكره من هذا المقال وعباره جزله من مقال آخر وهكذا فتكون النهايه مقاله كما شوربة الخضار من كل قطرٍ أغنيه.. يلملم اوراقه التي عصرها بكلتا يديه مراراً ليودعها سلة المهملات ليعاود الاتصال بصديق الصبا وملهمه ويطلب منه مجدداً مقالاً حول الاوضاع العامه ورؤيته لمستقبل الأمه ويطلب منه ايضاً ان يتطرق في مقاله عن الفساد وقوى الشد العكسي وكذلك رأيه في الحراك والمجلس السابع عشر وامتحان الثانويه العامه واضراب موظفي البوتاس ومن بعدهم الجمارك وفاتورة الكهرباء ومياه الديسي والموازي والقبول الغير موحد وانتخاب أمين عمان والقمامه والشوارع والارصفه وحوادث السير والمخالفات الغيابيه والانتخابات البلديه ودور الناطق الرسمي باسم الانتخابات وحوادث القتل والسرقه وارتفاع اقساط المدارس واسعار الحمص والفلافل والازمات المروريه وتراجع السياحه العلاجيه لصالح السياحه......., وتدني الدخل وارتفاع اسعار المشتقات النفطيه برغم انخفاض سعر برنت, والشقق والاراضي وازدحام الشوارع وماكنات القطايف والعصائر وربطات الفجل في الشهر الفضيل ولو بقي متسع من الوقت لطلب منه عشرات المواضيع أن يضمنها مقاله لكن عاجلته السكرتيره بطلب المغادره وقبل ان ينهي مكالمته قال له زميله لا عليك يا صديقي لتكتب انت اليوم مقالك واساعدك فقط بأن أملي عليك كلمة الأردن وانت كررها لتسع مائه وتسع وتسعون كلمه واختمها بكلمة الزعاتري ..ودمتم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات