احذروا الأقلام المسمومة


يقول الحق سبحانه وتعالى في مُحكم تنزيله (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ) 
)المنافقون الآية 4 )كثيرة هي المقالات الرنانة ذات المواضيع التي تلامس شغف القلوب وقد يٌخيل لك بأنك أمام كتاب عظماء صوره تكتسح الفضائيات والصحف ومنابر الأعلام ربما يزاودون عليك بالوطنية والأنتماء والولاء لذرات الوطن ولكنهم بحقيقة الأمر يخفون ما لا يعلنون ، ليتملقوا لأصحاب السيادة والصولجان ،أو للحصول على مودة الناس لهم .
ومن علاماتهم؛ أنهم يبرزون أحدهم في المقابلات الصحفية، ثم يقومون بتوجيه أسئلة إليه، يتخللها أسئلة شرعية تتعلق بقضايا عقدية أو اجتماعية لو طرحت على عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لجمع أهل بدر لها، بينما ترى ذلك النشاز يتشدق في الكلام، ويطلق لقلمه العنان بالتحليل والاستنباط، وكأنه مجتهد زمانه المطلق، فيا لله العجب من تناقض يجعل الحليم حيران! كما أنهم يصدرون مقالاتهم أو يضمنونها بعض الأدلة الشرعية، يتمسحون بظواهرها في ترويج شبههم وباطلهم، ولذا لا يأخذون من الأدلة إلا ما كان فيه دلالة ضعيفة أو محتملة، بقصد التغرير والخداع لضعفاء النفوس والجهلة، لذا لا تراهم يعرجون على الأدلة الأخرى التي تكبت مذهبهم، فشابهوا بذلك ضلال بني إسرائيل الذين قال الله فيهم:"أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض" وشابهوا أهل البدع والضلال الذين قال فيهم بعض سلف الأمة:(إنهم يأخذون من الأدلة ما لهم دون ما عليهم).
نعيش اليوم وضعاً سياسياً صعباً إلى أبعد ما نتصور من مؤامرات وفتن كقطع الليل ، وقد حاول الغرب على مدى التاريخ في حروبه الصليبة على أن يحقق شيئاً فلم يستطع ، ولكنه استطاع أن ينفذ إلى الأمة الأسلامية من خلال الفكر وتوجيه الأقلام المسمومة بطرق مختلفة ومتنوعة لكي نعتقد بأن هذا الفكر هو الفكر السليم وبأن هذا النهج هو الانموذج الذي سبق الناس في زمانه وعصره.
من هنا كان لابد لنا من القرأة المتئنية والفلترة الجيدة للمواضيع المطروحة المسموعة أو المشاهدة أو المقروءة أو أياً كانت والتي تهدف بالمحصلة على استحواذ ذهن المتلقي في تحليل تلك الخطابات والمقالات حتى لا ينطبق بنا قول الرسول (ص) "لا يكن أحدكم إمّعة يقول أنا مع الناس إن أحسنوا أحسنت وإن أساءوا أسأت ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا ألا تتبعوا إساءتهم".
روى ابن مردويه أن بلالا رضي الله عنه قال : مررت على رسول الله قبل صلاة الفجر , فسمعته يبكي فقلت : مالك يارسول الله ؟
قال : أنزلت علي هذه الليلة آيات , ويل لمن قرأها ولم يتدبرها فقلت : ماهي يارسول الله ؟
فأخذ يقرأها ويبكي ( ان في خلق السموات والأرض وأختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب*الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) .
أنظروا وتأملوا كيف كان تأثره صلى الله عليه وسلم بالقرآن وتفاعله معه وتجاوبه مع آياته , والقلوب اذا تفتحت استجابت لهذا الهدى السماوي , كما تستجيب الأرض الطيبة للماء فتنبت الخير الكثير(أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) . ...






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات