الإخوان مجرد حزب سياسي


 حزب الإخوان المسلمين ، إن في المستويات القُطرية ، أو حتى في صيغته العالمية ، هو مجرد حزب سياسي ، لا يُمثل الإسلام كدين ، كما لا يُعبِّر عن الأمة الإسلامية ، ولم يُعيَّن من قِبل الله القدير أو بوصية من نبيه الكريم ناطقا رسميا بإسم الإسلام والمسلمين ، ولا يحمل شهادة حُسن سلوك ربانية ، أو صكاً إلاهياً يمنحه الوصاية على الدين الإسلامي وعلى أمة الإسلام ، وعليه أخطأ حد الخطيئة الشيخ محمد بديع ، المرشد العام لحزب الإخوان المسلمين ، حين إستخدم الله سبحانه وتعالى لتحشيد محازبيه وأنصاره السياسيين ، حيث أراد بديع بهذه الخطوة ، أن يختزل الأمتين العربية والإسلامية في حزب يُقاتل من أجل كرسي الحُكم في مصر ، وفي غير مكان في العالمين العربي والإسلامي ، وزاد خطأ بديع وخطيئته لحظة تزنر بحزام ناسف ، وقد حشر نفسه وأركان حزبه في شرنقة ضيقة ، وتحت القسم بالله العظيم أن لا عودة للحياة الطبيعية في مصر، قبل عودة الشيخ مرسي محمولا على كرسي الحكم في مصر ، وهو ما يعني صراحة المغامرة بدمار مصر ، إنقسامها كما يظن ويريد، ودفع وتحريض على الفوضى والدم مقابل الكرسي ، الذي لم يدم يوما لحاكم ، حزب ، فئة أإو جماعة على مر التاريخ ، لا بإسم الكنيسة المسيحية في القرون الوسطى ، ولا بإسم الخلافة الإسلامية منذ التحكيم بين عليٍّ كرم الله وجهه وبين معاوية بن أبي سفيان ،ولا حتى بإسم الديموقراطية وصناديق الإقتراع ، ولا بسطوة الطغيان أيضا ، وكما يُقال لو دامت لغيرك لما آلت إليك.

- الشيخ مرسي ، الكرسي والحُكم مكونات للفعل السياسي ليس إلا ، والفعل السياسي يحتمل الصواب والخطأ ، وأكثر أنه لا يخضع للأخلاق والقيم ، فهو مجرد فن لإدارة الدول والمجتمعات، ولا يجوز بأي حال من الأحوال ، أن يؤطر كما أراد له الشيخ بديع في خطابه العرمرمي في رابعة العدوية ، في سياقات ربانية لم يأت بها جبريل عليه السلام بآية من عالم الغيب ، أو بنبوءة من وحي مجهول ، يبدو أننا لم ندرك محتوياتها بعد.

- البشر بأديانهم ومعتقداتهم التي تُعد بالآلاف ، بمشاربهم السياسية والأيدلوجية على كثرتها، يربطهم الرابط الإنساني ، أكثر من أي رابط آخر ، وهو ما يعني أن الناس سواسية كأسنان المشط ، لا فوارق بينهم إلا من أتى الله بقلب سليم ، ولا يعلم ما في قلوب البشر إلا الله وحده ، لأنها صناديق مقفلة تحتمل الإيجاب والسلب ، حتى ربما تحتوي القلوب ما لا يدركه أصحابها ، لحظة يختلط الأمر عند إتخاذ القرارات الصعبة ، التي من شأنها تحديد مصائر الناس في الحياة الدنيا ، فما بال أحدنا يحتكر الحق والحقيقة ، ويرسم لنا خط السراط المستقيم في علاقتنا مع خالقنا ، وهو وحده علام الغيوب وما تُخفي الصدور...؟؟؟.

- حين تُصبح مصر مُنقسمة في المشهد العام ، وحين يُرمى شبان معارضون لحكم مرسي ، وبإسم الدين الإسلامي من فوق أسطح البنايات ، ويلاحقون بالطعن والركل حتى الموت ، فإن تكرار هذه الظاهرة الإخوانية التي بدأتها حماس في غزة ، لا تمت للإسلام بأية صلة ، لكنها دلالة على أن إسلام الشيخ بديع وأتباعه وحماس جزء منهم، هو إسلام ""بديعي"" من صنف آخر ، غير ديننا الحنيف ، السمح والرحماني..

-الإحتكام إلى العقل ، الحكمة والإبتعاد عن التمترس العدمي ، وتغليب مصلحة الوطن على كل مصلحة أخرى ، هو الوعي الإسلامي الذي قولبه الشيخ بديع وأحزاب الإخوان في غير مكان ، ليذهب إلى أبعد مدى في عدمية موقفه ، مُدعيا التمسك بالشرعية ، التي باتت كلمة حق يراد بها الباطل ، ومن خلفها تدمير الروح وجوهر الشريعة الإسلامية ، جريا وراء مكاسب سياسية ورئاسة حكم ، يريدها حزب الإخوان ، حتى لو كانت مُعطرة برائحة الدم .

- إن أي تحريض ، عُنف وعدوان يؤدي لإزهاق أرواح الناس ، تحت أي مُسمى هو مدان ، إن من حزب الإخوان ، العسكر ، معارضي مرسي ، مناصريه هو فعل همجي مدان ، لا علاقة له بالإسلام ، الديموقراطية ، الشرعية ، إغتصاب السلطة ، الإنقلاب ، أو تصحيح مسيرة الحكم في مصر ، وهو ما يستوجب حضور العقلانية ، الحكمة ، صدق الوطنية من قبل القيادات السياسية المصرية الرسمية والشعبية ، لإجتراح صيغة تنأى بمصر وشعبها عن الفتنة التي إن إشتعلت نيرانها لا قدر الله ، فإن تسونامي الدمار ، الموت والدم لن يُبقي ولن يذر ، فهل تعقلون...؟



تعليقات القراء

حكيم عيون الى الكاتب
واضح انك جاهل في الثقافه الاسلاميه -الاخوان جماعه اسلاميه وليسوا حزبا -الحزب ينبثق عن الجماعه عند الضروره وقد امر الله تعالى ==ولتكن منكم طائفه يدعون للخير ويامرون بالمعروف -------
08-07-2013 11:07 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات