الردة على ثورات الربيع العربي بشرعنة الانقلابات العسكرية


اذا اصبحت الردة الثورية هي الاصل بدلا عن الثورة الشعبية الام , فان قلب مثلث المعادلة الديمقراطيي اصبح متاحا للجميع ممارسته في اي من الدول التي قبلت بهذه الشرعية الزائفة التي تبدو كطفل حرام مشوه ولد بمخاض قيصري حاد رفضته اسرته وقبلت به الاسرة الدولية ان يعيش بينهم الى حين ..

والغريب ان هناك من يلصق مصطلح "الثورة المضادة " على الانقلابات العسكرية مستخفين بذلك بكل الفكر السياسي الديمقراطي متناسين أبجدياته لمفهوم تلك الثورة التي حدثت بعد الثورة الفرنسية والعديد من الدول الغربية , ولكنها لم تخرج عن حاضنتها الديمقراطية ولذلك كانت تلك الثورات رافدا عمليا لتصحيح المسار الديمقراطي من خلال تجسيد مفهموم تبادل السلطة بين تيارات الشعب التي قامت بالثورات الاولى معا ,ولكنها بعد ان انتصرت بثوراتها اختلفوا فكريا وثقافيا فجاءت الثورات المضادة كنتيجة ثورية ديمقراطية مارستها من خلال العلمية الانتخابية للحصول على الاغلبية الشعبية لاستلام السلطة وتنفيذ برامجها السياسية وتصحيح المختلف عليه .

اما الانقلابات العسكرية على شرعية سياسية ديمقراطية منتخبة مباشرة من الشعب في دولة مثل مصر التي ما زلت تعيش اجواء ثورتها على حكم العسكر فيبدوا انها الطريق الامثل لتك النخب بدعم غربي وعربي واعترافا ضمنيا منها بانها لن تستطيع الوصول إلى الاغلبية الشعبية في الشارع السياسي المصري فلذلك لجأت إلى العسكرة من جديد .

وه الخيار الافضل والاسرع لحماية مصالحهم وتحقيق مصالح اسيادهم فكان عيهم من السهل التسلل الى الجيش عندما يكون جيشا نشأ واكتسب اخلاقياته الوطنية ضمن منظومة ادبيات وثقافة الانظمة العسكرية التي تأسست في ظلها .

وعند التوقف عند الحدث المصري الاهم فنجد اننا امام منظومة ثقافية سياسية صادمة ولكن هناك دول عربية تدعمها ودول غربية تباركها واعلام يبررها واسلام سياسي سلفي يشرعنها , لكي تضفي عليها الشرعية الشعبية بدلا من مشروعية الانتخاب الديمقراطي وخاصة المباشر منه الذي اتفقت علية جميع الدول المدنية الديمقراطية العريقة منها والحديثة فضلا عن خلاصات الفكر السياسي الديمقراطي التاريخة التي افضت لهذه الوسيلة الكفيلة بتحقيق العدالة الاجتماعية لدى المكون الاساس للركن الاول في تكوين الدولة الا وهو " الشعب " كـ مصدر السلطات في الدولة الديمقراطية.

في الوقت الذي نصدم به بفكر سياسي جديد ينسف هذه المفاهيم التي تخالف الجوهر الديمقراطي الا وهوالانقلابات العسكرية وشرعنتها شعبيا كنهج سياسي هو الافضل للدول العربية والاسلامية التي يشكل فيها الاسلام السياسي أغلبية مؤثرة ويأتي كل ذلك بمباركة غربية علانية او صمت خجول لبعض تلك الدول التي تناقض شرعية وجودها بالسلطة في دولها , وكان صمتها خجلا على الاقل اما م شعوبها التي لا ئؤمن بالانقلابات العسكرية كحاضنة سياسية سليمة للديمقراطية حتى ولو اختلفت صوره وأشكاله كما حصل في مصر .

في الوقت الذي سارعت فيه العديد من الدول العربية غير الديمقراطية وايضا التي تدعي الديمقراطية منها بمباركة هذا الايقاع السياسي القديم الجديد ولا تعلم انها ستكتوي بنار أوقدتها هي بنفسها , فالظاهر انها لم تفهم الرسالة , التي أرادها الغرب الديمقراطي بعد..؟

والتي مفادها وفحواها " منح العسكر حق عزل الرؤساء والملوك متى شاء بشرط مباركة تلك الغربية وعلى رأسها أمريكيا .

ولكن المؤسف حقا ان تلك الدول العربية وخاصة غير الديمقراطية انها وقعت في شر أعمالها وأعمى الله بصيرتها عندما تقبل بمشروعية الانقلابات العسكرية التي ستكون هي الخاسرة فيها, ولو بعد حين عندما يشرعن عسكرة الدولة من قبلهما كمشروع سياسي بديل عن الديمقراطية في شرق اوسط جديد يراد ان يشكل وترسم حدود كل – كونتوناته- السياسية في ظل نظرية الفوضى الخلاقة التي لا بد ان من اكمال خارطة ذلك الشرق الاوسط ولن يتوقف عند دول صديقة نفطية او غيرها فلا يوجد في تلك الخارطة اقوى من اسرائيل في ظل مشروع التجزئة وخاصة في الدول العربية الكبيرة بدأ من العراق والسودان ومصر واليمن ومرورا بسوريا ودول المغرب العربي التي اكتملت فيها الخطة رقم واحد من نظرية الفوضى الخلاقة لرسم اول خطوط الحدود على تلك الخارطة لذلك الشرق الاوسط الجديد لذي لم يتبق على خارطته الا السعودية من الدول العربية الكبرى التي ما زالت بمنأى لو الى حين عن بدء مرحلة التفكيك وهنا لا بد من يكون للجيش السعودي دوره الذي لا بد من لعبه في حالة الاختلاف على تولي الحكم بين افراد العائلة المالكة وهو السبب الذي ينتظره الغرب وفي حال لم يحدث فلا بأس بربيع سعودي يكون هو المراد الافضل لحدوث ما تخشاه السعودية في ظل اختلاط الاوراق جميعا في هذه المرحلة الخطرة من بد الخطة الثانية للشرق الاوسط الجديد ... وان غدا لناظره قريب..؟؟



تعليقات القراء

رياض0000
سعادة النائب اقسم اني لم اقرء اجمل ولا ادق ولا احلى من مقالك هذا في موضوع مصر لكن من هنا اسال الله العزيز الحليم رب العرش العظيم ان يكون مصير المباركين من العرب والغربين انقلابات عسكرية حتى يعرفوا انهم اختاروا بديلا لحكم الشعوب والاغلبية الاستعانة بارادة امريكا وباوامر مباشرة من امريكا لقادة الجيوش لحدوث انقلابات
08-07-2013 08:52 AM
مهوي بس فهمان
سبحان الي خلاك
08-07-2013 09:31 AM
ع-الحجايا
تحياتي اخي الكريم وكنت انتظر منك مقال لما حصل اسمحلي برأيي المتواضع بالنسبه لمصر هم اعتقدوا ان التيار الديني هو من سيحرك الشعوب ونسو ان الاسلام السياسي لن يهزم الوطنيه والقوميه والفكر المتحرر
08-07-2013 04:07 PM
مانمر به كعرب شيء طبيعي
لو أخذنا الثورة الفرنسية على سبيل المثال لوجدنا أن المعارك الطاحنة بين رجال الثورة والمستفيدين من النظام السابق المصطلح على تسميتهم بالدولة العميقة استمرت مئة سنة أنظمة فاسدة ضربت بجذورها في عمق الأرض لعشرات السنين لايمكن إزاحتها بيوم وليلة علينا أن نصبر ونعمل بجد لإنتزاع حقوقنا منهم وهم ساقطين لامحالة في مصر وكل العالم العربي
12-09-2013 07:50 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات