كلمة حق في إخوان الأردن


يلبي - ينقلب - الجيش المصري رغبة الجموع المطالبة برحيل الرئيس المنتخب محمد مرسي، فيقرر عزله، بحجة حفظ الأمن القومي، واستعادة الثورة، بعد مضي عام واحد على توليه الرئاسة.

الرأي العام الأردني كما العربي، انقسم بين مؤيد يرى بخطوة الجيش خطوة تصحيحية في مكانها وزمانها الصحيحين، ، وبين معارض يراها انقلابا على الشرعية والدمقراطية، قادها "فلول" النظام السابق، بمساندة الإعلام المأزوم.

كما يرى البعض أن عزل مرسي بمثابة دليل ساطع على سقوط مشروع الإسلام السياسي واستعادة الثورة التي سرقت على اياديهم، فيما يرى البعض الأخر أن عزل الرئيس يرجع البلد الى ما كانت عليه قبل اسقاط الرئيس السابق محمد حسني مبارك.

بصراحة يمكن فهم وجهتي النظر هاتين، ومناقشتهما.

لكن الذي لا يفهم، هو كيف تعقد مقارنة بين إخوان مصر، وإخوان الأردن، مع ان تجربة كل منهما مختلفة عن الاخرى.

فالمؤسسين الاخوان عملوا بالسر منذ عقود، ما انعكس على تجربتهم، وتكوينهم الفكري.

في حين عمل الأردنيين، وفق أحكام الدستور، وبحماية النظام الأردني، الذي اعتبرهم جزء أصيل منه، وأحد ركائزه الاساسين، منذ تأسيسهم، اسهموا الى حد بعيد في استقرار العرش.

في عام 1928 أسست جماعة الإخوان المسلمين المصرية على يد الشيخ حسن البنا والذي اغتيل عام 1949.

استمرات في العمل السياسي الى حين صدور قرار حل الجماعة عام 1946 على يد رئيس الوزراء المصري آنذاك النقرشي باشا، ومصادرة اموالها، واعتقال كوادرها، بتهمة التحريض والعمل ضد أمن الدولة، لتتحول إثر ذلك إلى العمل السري.

سرية العمل انعكست على تجربة الإخوان، فكرياً وتنظيمياً، سيما وأن التنظيم أضحى محارباً من قبل النظام المصري، والذي نجح في إيقاف مدهم لحين من الزمن.

أردنياً، تأسست عام 1946، وفق احكام القانون، حيث مارست عملها السياسي في العلن لا بالسر، وبتشجيع من النظام، الذي رعى الجماعة منذ البداية، وسمح بترخيصها، بل وشاركها في بعض شؤون الدولة. سيما وأنها تعتبر – أي الجماعة - تنظيم سلمي، ينبذ العنف، والارهاب، ويعمل تحت مضلة الدستور، مثل أي حزب سياسي أخر.

علنية الإخوان في الأردن عملت على تقويتهم، وتقوية تجربتهم، بل أدت إلى صقل تجارب قادتها فكريا وتنظيميا، بحيث سبقوا اشقائهم في مصر، حتى وإن كانت مصر تمثل لهم مركزاً وقاعدة، فإن أخوان الأردن سبقوهم بمراحل، ومن الاجحاف بمكان، التقليل من شأنهم، ودورهم وقوته.

لذا كان إخوان الاردن الاقدر تنظيميا على فهم متطلبات المرحلة، نتيجة تراكم الخبرات العملية للعمل الحزبي الإخواني، وهذا ما لم يحظى به الإخوان المصريون عبر تاريخهم.

من الظلم بمكان تشبيه إخوان الأردن، بإخوان مصر، قد يكون هناك تشابه، لكن الاختلاف أوسع من ضيق نظرة كتابنا الذين يتحركون وفق سياسة الشماتة.

اخيراً أقول: البعض، يعتقد أن الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، يعني اسقاطا للإخوان المسلمين ومشروعهم، نظرة هؤلاء تجانب الحقيقة والموضوعية، فسقوط فرد أو مجموعة في تيار شعبي عريض، لا يعني سقوطا شاملاً لهم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات