منسف وخبز وكحول !


عبد الله النسور ذكي جداً، هذه حقيقة لا شك فيها، إذ يكفيه مقدرته على استغلال المواقف بما يخدم مصلحته، حتى وإن كانت سمة التناقض، هي الغالبة على تصرفاته.
فالرجل قدم نفسه باعتباره معارضاً شرساً، لا يشق له غبار، ولأن الشعب الأردني عاطفي، صدق الرجل، وأكل المقلب، وبين ليلة وضحها انقلب الرجل على نفسه، فعين رئيسا للوزراء، فكشر عن أنيابه، وطبق ما هو مطلوب منه امريكيا، بمنتهى الدقة، ضارباً بعرض الحائط بكل أصوات المظلومين، ودعوات العجائز، وصرخات الاطفال، باعتباره "الخبير" الذي يعي ما لا يعرفوه.

مناسف وخبز وكحول
قبل أسابيع صرح النسور خلال لقائه مراسلي وسائل الإعلام الاجنبية: إن المواطن الأردني يأكل 90 كغم من الخبز سنوياً " في سياق تبريره لتغير الية دعم الخبز.
بعد أيام من هذا التصريح، انتشرت صورة له على موقع التواصل الاجتماعي، تظهره إلى جانب عدوه اللدود زيد الرفاعي، والمتقلب طاهر المصري، وإلى الأمام منهم مناسف، أعتقد أن الواحد منها يكفي لعشر أشخاص، إن لم يكن أكثر.
بالأمس الثلاثاء، يستغرب دولته، ارتفاع فاتورة الانفاق على السجائر والكحول، إذ تصل إلى 4% من اجمالي إنفاق الأسر.
لكن دولته، نسى بقصد أو بغير قصد، أن يذكر لنا فواتير الوقت الضائع بسبب كثرة العزائم، والجاهات، وكثرة المناسف، والحلويات، التي وإن دلت على كرم "المعزب" الا أنها تؤكد على إضاعة وقت الدولة، في توافه الأمور والتي لا تتناسب مع موقعكم، كرئيس للوزراء، خصوصا في هذه المرحلة الحرجة من عمر المملكة وعمر الأقليم.

رفاهية الحكومة.
البعض قد يعتقد أن الرئيس يحق له ذلك، فهو في النهاية مواطن، وقد يدعى كما أي مواطن على غداء أو عشاء أو غيره، فيلبي الدعوة.
نعم صحيح، لكنه، لم يُدعى بصفته الشخصية، بل بصفته الوظيفية العامة، وهذا فيه تكلفة على حزينة الدولة، من حيث تعطيل أعمال الحكومة في أكل المنسف، خصوصا في ظل هذه الظروف التي تحيط بنا.
إضافة إلى ذلك، دعوة النسور، لا تقتصر على منسف واحد أو اثنين، بل تتخطى حاجز العشرات، فمن غير المعقول أن يأكل الرئيس، دون مرافقيه وحراسه، ومديرو مكتبة، والمتملقين والمنافقين الذين يحيطون به.
صورة " المفجوعين" مثيرة للاستهجان، ومن العار على النسور و مرافقيه من رتبة دولة فما دون، أن يستمروا في عدم الاكتراث بمشاعر الشعب. فهل سأل النسور، هل سأل طاهر المصري، هل سأل زيد الرفاعي، أنفسهم، كم جائع في الطفيلة، والكرك، والزرقاء وجرش وعجلون والمفرق ومعان ومادبا واربد وحتى عمان، في الحقيقية أكاد أشك في ذلك.

كم يتيم لم يشتم رائحة المنسف منذ شهور يا ترى ، وكم عائلة أردنية تستدين رغيف الخبز من المخابز لسد جوع أبنائها، أم إن حضرت البطون غابت العقول !
تجدر الإشارة إلى أن تكلفة المنسف العائلي الواحد تصل إلى 70 ديناراً – ثلث راتب المواطن - هذا إذا اعتبرنا المنسف سيعُد على لحمِ بلديِ، وقد يصل إلى حدود 50 ديناراً إن كان اللحم مستورداً، والذي أعتقد أن غالبية الأسر الأردنية لا تقوى على إعداده في ظل ارتفاع تكاليفه.
من العار أن تنحصر أفعال رجالات الدولة بين الجاهات والاعراس، وبين المناسف وصحون الكنافة، مع تناسي البلد وكأنها لا تعنيهم.
إلى هؤلاء أقول كفاكم كذباً وتملقاً، الشعب لن يغفر لك ابداً.
صورة المنسف و "المفجوعين " الذين يتحينون الفرصة لافتراسه، انما تدل على عدم اكتراثهم بالشعب، وبالدولة، وان كل احاديثهم عن الاصلاح ومحاربة الفساد والفاسدين كذب في كذب الهدف منها تخدير الشعب، الذي يقبع في أسفل أولوياتهم.
ختاما: إن الترف الذي يعيش فيه عبد الله النسور هذه الأيام، لا يعيشه الملك عبد الله شخصياً، فنحن بالكاد نراه أو نسمع أخبار الدعوات التي يلبيها هنا أو هناك.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات