في ظل المعطى العسكري والسياسي الجديد أصبح مصير الأردن أكثر خطورة !



في ظل المعطى العسكري والسياسي الجديد أصبح مصير الأردن أكثر خطورة ! الدكتور الشريف رعد صلاح المبيضين
هنالك رأي غربي وتحديداً بريطاني يؤكد أن الولايات المتحدة الأميركية لها مصالح في المنطقة بأسرها وليس فقط في سوريا، موضحا هذا الرأي أن الدول التي اجتمعت في قطر لا تريد حلا سلميا في سوريا وتريد أطالة أمد الحرب ، ومثل هذا الرأي يبين لنا أنه ليس من مصلحة الأردن شعباً وأرضاً ونظاماً أن يكون الممر المتبقي للمرتزقة والإرهابيين ، وليس من مصلحته أيضاً هذه الصواريخ الأمريكية الباتريوت، والتي لا فائدة منها سوى تغير نظرة المقاومة عن الشعب الخارج من رحم النكبات والذي كان وما زال يدفع ثمن غباء حكام المنطقة المهووسون في الانبطاح للأمريكي المحتل.
الشعب الأردني المحترم بكافة أصوله ومنابته يدرك حجم المؤامرة ، لكونه يتمتع بدرجة عالية من الحس الوطني والذكاء السياسي الذي جعله ومنذ اللحظة الأولى بجانب الحق ، وقد كشف خيوط المؤامرة الخبيثة التي كانت تهدف إلى تقسيم سورية إلى أربع كانتونات سياسية لكل كانتون دستوره المستقل وسلطاته التنفيذية والتشريعية والقضائية المستقلة ، وتبعية العربية أوالعثمانية أو الغربية أو الإسرائيلية ، وبالطبع جميعها يصب في مصلحة الإرهابي المحتل الأمريكي ، والذي أثبت ومن خلال الحرب على سورية المحبة والسلام انه من أعداء الإنسانية والأمن الإنساني ، نعم أمريكا أثبتت أنها لا تعترف بالحقوق الإنسانية ولا بالقيم والأخلاق ، وهي عبارة عن وحش مفترس لا هم لها سوى أن تلتهم كل مقدرات الناس ، ولو على حساب هذه الملايين من الجثث في أفغانستان والعراق وسورية .
وهنا بوصفي مؤسساً لهيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي ، أقول لكافة الأجهزة الأمنية : أنتم اليوم أمام مرحلة جديدة ، تقتضي التنسيق الكامل بين جميع الوحدات الاستطلاعية والفنية ومختلف الإدارات وفي كافة الأجهزة وعلى أعلى المستويات ، لأن الذي يعد الآن للأردن مرعب جداً، وإذا لم نكن بحجم المسؤولية فلن يرحمنا أحد ، ولتعلموا أن الحرب اليوم هي مخابراتية بالدرجة الأولى ، لهذا على النظام مسؤولية دعم الأجهزة الأمنية ، وعلى الشعب مسؤولية الالتحام مع الأجهزة الأمنية وتقديم لهم كل المعلومات دون انتظار أن تطلب منا هذه الجهة أو تلك ، وعلى الأحزاب التعاون لأن مصلحة الأردن أولا ، وليس مصلحة هذه الدولة أو تلك وقد ارتكبت أبشع الجرائم عن طريق حكامها الذين لا يستوعبون من السياسية إلا تنفيذ الأوامر الأمريكية الغبية ، وعلى كل القوى السياسية مسؤولية أيضاً ، ولا بد من عقد ندوات ودورات للتوعية المجتمعية الأمنية الشاملة في العاصمة والمحافظات ، ولتوضيح الصورة أكثر نقول : أمريكا لن ترضى بالهزيمة ولو في البداية وستسعى بكل قدرته إلى اتخاذ أساليب جديدة ، ومع أننا نتنبأ لها بالفشل الذر يع مسبقاً ، إلا أن الحذر واجب من هذا العدو الذي لا يراعي حرمة الصديق فيكف العدو ؟ وهنالك في المقابل انتصار وتسعى المقاومة إلى تطويره ليحقق الهدف الأسمى وهو تحرير المنطقة بالكامل من نفوذ أمريكا الذي بدأ منذ سقوط الخلافة العثمانية وما زال رابضاً على صدورنا ناهباً لأموالنا ومواردنا .
إذاً عملياً نهاية مرحلة سياسية وعسكرية وهي لا تعني نهاية الحروب في المنطقة ، لأن أشكال متعددة قد تتبناها أمريكا تبدأ بالاقتصاد وخنق الناس مالياً مروراً بالتفجيرات وصولاً إلى الاقتتال المباشر وغير المباشر ، وما يحدث في لبنان الآن يقدم لنا سيناريو مصغر عما سيحدث في الخليج والسعودية وربما في الأردن إذا لم تكن الأجهزة على الدرجة التي تقتضيها خطورة المرحلة ، سيما في ظل التفكك في الحلف الأوروبي ، ولعل المواقف الألمانية التي تحاول الانضمام إلى الحلف الروسي تقدم لنا رؤية تمكننا من قراءة الخارطة العالمية الجديدة ، والتي تتحدد ملامحها تبعا لمجريات الأحداث على الساحة الشرق أوسطية وتحديداً الساحة السورية ، ومعركة القصير فتلكلخ وأخيرا الحلبون التي توجز للمتخصصين مدى تقدم الجيش العربي السوري ، وها هي حماقة المدعو أردوغان التي تسببت في انهيار المجتمع التركي ، وفي المقابل قطر والتي ستشهد خلال الساعات القادمة معادلة تفرض تسليم السلطة لولي العهد الشيخ تميم بعد سقوط حمد والذي تولى الإمارة نهاية حزيران 1995 بعد قيامه بـ انقلاب على والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني ، أما في مصر مرسي فقد بدأت فعلياً تتهالك ومرسي يهرب بقراراته التي تزيد النقمة عليه يوماً بعد يوم وقد اقتربنا من نهاية حكم الإخوان في مصر ، كل ما ذكرنا يستوجب أخذ أعلى درجات الحيطة والحذر أردنيا ، فهل من مستجيب أم أن أجهزتنا ستنتظر ؟! وهل سيبقى كرسي مدير الأمن الوطني فارغاً يا جلالة الملك وإلى متى ؟! ومن هو برأيكم الأجدر لتولي هذا المنصب الهام جداً في ظل هذه الظروف الغاية في الخطورة، سؤال برسم الأمن الإنساني في الأردن ؟!!!! هذا لو افترضنا وجود الأمن الإنساني !
ولكي نعرف المراد في الأردن دعونا نتساءل عن الفائدة السعودية من وراء نشر خبر في صحيفة (الشروق السعودية) مفاده : أن الأردن يسمح بدخول 100 دبابة إلى أراضيه لنقلها للعصابات السورية ، وتضيف الصحيفة : فيما شدد الجيش الأردني من تعزيزاته العسكرية ومن وجود آلياته الثقيلة وقوات المشاة على النقاط الحدودية مع سوريا تحسباً لأي طارئ، وأعلن الجيش حالة التأهب للرد .
لو أخذنا هذا وقارنه مع تصريحات جلالة الملك ورئيس الوزراء ماذا نستخلص ؟ الإجابة : هنالك من يدفع دفعاً في تجاه تأجيج الساحة الأردنية ، في الوقت الذي يؤكد فيه قبل قليل السيد وليد المعلم بقوله ( نحن نتطلع إلى حسن جوار وأخوة في الأردن ) كما ويضيف ما جرى في صيدا ودمشق هي إرهاصات القرارات السرية من اجتماع الدوحة ، ويؤكد أن من يطالبون بإقامة دولة الخلافة الإسلامية لن يقفوا عند حدود سورية .
هذه إشارات غاية في الأهمية يجب أن تدرس بعناية لكي نضمن أمننا، وإلا كنا في مهب الريح في ظل المعطى العسكري والسياسي الجديد والذي يجعل مصير الأردن أكثر خطورة ! خادم الإنسانية .



تعليقات القراء

الشريف ... ابو دهباش
..........................
24-06-2013 06:57 PM
أبو رناد
الله محي اصلك
30-06-2013 08:41 AM
قاسم الأحمد
الأردن في خطر كبير
30-06-2013 08:42 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات