سنرفع على أي حال !!


جراسا - سنرفع على أي حال !
خالد عياصرة – خاص
"سنحارب على أي حال" هكذا أطل علينا الرئيس السابق للولايات المتحدة جورج بوش ذات ربيع معلنا ومبشرا العالم بأنه ذاهب إلى الحرب وسيحتل العراق، أثبت تورطه في أحداث الحادي عشر سبتمبر، أم لم تثبت، وكان له ذلك !
تحضرني هذه (الجملة) وأنا أستمع واقرأ وأتابع تصريحات رئيس الوزراء عبد الله النسور وهو يبشر الشعب: إن رفع أسعار الكهرباء لن يلحق أي ضرر بالمواطنين الذين تقل فاتورتهم الشهرية عن 50 دينارا، وهو ما يشكل 85% من المنازل.
هل أطلع الغيب، أم تراه تنزل عليه تنزيلا، بحيث لم يعد أمامه خيارا أخر عدا رفع الاسعار، فهو (الخبير العليم ) بما لا يعلمه الشعب .
النسور الرسول
فمن غير المعقول بمكان، أن يطل سيادته، على الشعب بين شتاء وصيف، ليبشره وهو المستفز أصلا والقابض على جمر غضبة، (الاقتصاد سينهار) إن لم نقم برفع الأسعار، صدقوني (أنا الخبير) والعالم بالأمر المرير (أقسم بالله العظيم) - قالوا للحرامي احلف فأجاب أجاك الفرج - سنرفع على أي حال، أرضي الشعب و النواب، أم غضب، ومن لا يعجبه، فعليه بالبحر، يشرب منه فلا ( خيار امامنا ).
الذي يتابع الرئيس يجده متأثراً بشكل كبير جداً بأساليب الرئيس الأمريكي جورج بوش الأبن، فمثلما ضرب بوش بآراء كل المعترضين على الحرب، يفعل ذلك النسور، ومثلما لم يكترث بوش للرأي العام الأمريكي، يفعل ذلك النسور، بوش أراد تخليد أسمه في التاريخ، فيما يريد الثاني تخليده في مزبلته.
الغريب أن الرجل يحدد النسب والفئات التي سيشملها الرفع بأسلوب ديكتاتوري، لكنه لا يقول كيف توصل لها، فيمنعها عن النواب والرأي العام، ولا يقبل مناقشتها، ويفضل سريتها.
والأغرب من ذلك، أن الرجل لا يمتلك في جعبته خياراً أخراً عدا الرفع، وهذا سنام الفشل، فالرئيس الحقيقي يعتمد على تعدد خياراته، ولا يحصرها في خانة واحدة، إن كان يعي خطورة قراره.
فهل يمتلك النسور خياراً أخراً غير رفع أسعار الكهرباء؟

خط ديوان
بمناسبة الحديث عن رفع الأسعار، أتحدى النسور وشركة الكهرباء من خلفه، أن تقوم بتحصيل الفواتير المتراكمة على "بعض" مسؤولي الدولة، وبعض " فئات " الشعب، الذين لا يدفعون منذ سنوات طوال، وتعلم بهم الحكومة وشركة الكهرباء، ولنضرب مثالا على المسمى المتعارف عليه فيما بين هؤلاء وهو (خط ديوان) يستهلكون الكهرباء مجانا !
سننهي النشامى !
إلى جانب ذلك، رفع أسعار الكهرباء سيتبعه رفعا لسلسة طويلة من السلع، وهذا ما يشكل عبئا اضافيا على ظهر المواطن، المكسور أصلاً من كثرة التزاماته.
في الختام نقول: مجنون من يراهن على شهامة وصمت وصبر الشعب الأردني، فوراء كل ذلك نيران وبراكين وفتيل قد يشتعل بفعل ( غبي ) يقوم به (غبي) لم يقدر الأمور .
سنرفع على أي حال، هكذا يفكر عبد الله النسور !

خالد عياصرة
kayasrh@ymail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات