الإسلام الراديكالى


لا يوجد في حقيقة الأمر استراتيجية مهمة للولايات المتحدة الأمريكية في الأراضي السورية بخلاف الدول الأخرى مثل ليبيا وغيرها من الدول الغنية في الموارد النفطية ، وخصوصاً بعد تصلب الموقف الروسي والتشنج الصيني في آخر معاقل النفوذ الروسي التي مازالت بوارجه العسكرية قبالة ميناء طرطوس المشرفة على البحر الأبيض المتوسط .
ويعتبر فشلها الذريع بتدخل في الشأن العراقي والأفغانستاني درساً قد كلفها ثمناً باهضاً ، بل إن الهدف الحقيقي للولايات المتحدة الأمريكية هو إطالة طاحونة رحى الحرب الطائفية بين الفريقين للخلاص من أكبر عدد ممكن من الشيعة المدعومة من قبل المعسكر الشرقي، ويتماس مع ذلك معارضة الروس الشديدة لأن يحكم السنة الذى يمثلون 80% من سكان سوريا ، ويفضلون عوضاّ عنهم عائلة الأسد وكبار رجال الحكم من الطائفة العلوية التى لاتمثل إلا نحو 5% من نسيج المجتمع السورى خشية من أن تتشجع الشعوب المسلمة فى الجمهوريات السوفيتية السابقة وتحاول الخروج من عباءة الدب الروسى، مثلما الوضع فى الشيشان التى تحاول الاستقلال عن موسكو.

وقد أعلنها صريحة وزير الخارجية سيرجى لافروف عندما قال إنه إذا سقط نظام الأسد، فستنبثق رغبة قوية وتمارس ضغوط هائلة من جانب بعض بلدان المنطقة، من أجل إقامة نظام حكم سنيّ فى سوريا، ولا تراودنى أيّ شكوك بهذا الصدد، ومن بعد آخر يشكل تحدى الإسلام الأصولى تهديداً على روسيا، إلا أنها تمكنت من إرساء لغة مشتركة مع النظام الإسلامى الراديكالى فى الشرق الأوسط ممثلا فى إيران وسوريا ، وحزب الله وحماس باعتباره كتلة إقليمية مناهضة للغرب المنافس الأهم للنظام الروسى خاصة مع وصول بوتين للحكم، وبعد تخلي مصر وتركيا عن دعم المعارضة السورية ، سوف تلجأ أمريكيا وحلافئها لدعم المعارضة الحرة لتحقيق التوازن العسكري بين الطائفتين التي أرست جذورها بعد خروجها من العراق لعدم انتزاع الأسفين الإسرائيلي الذي (زُرع في قلب الأمة العربية) من المنطقة وللحفاظ على حلفائها الإستراتجين في المنطقة الملتهبة .
إن تعاظم الدور الروسي بعد غياب عشرين عاماً عن المسرح الدولي، جاء نتيجة أحداث الثورات العربية التي ساهمت في ازدياد خطورة الموقف الروسى فى الشرق الأوسط، خاصة بعد وجود تهديد على استمرار المحور المشترك الذى يجمع روسيا بإيران وسوريا.







تعليقات القراء

ابو الثوار
تحليل منطقي
05-06-2013 09:56 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات