أبدأ بقوله تعالى .........
{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلاَ أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَاءَلُونَ}
.... الأحساب ، والأنساب ، والمنابت ، والأصول ، والعشيرة ، والقبيلة
ليست هي الميزان والمقياس .! في ذلك اليوم الذي تجمع فيه الخلائق
والناس ... " ميزان الأعمال " يومئذ هو الفيصل .....!!!
فمَّن ثقلت موازينه ....، ومَّن خفَّت موازينه .. حينها لا رئاسة ، ولا نيابة
ولا سياده ....!! ولا مدير ولا وزير ولا أمير .....!! ولا عشيرة ولا قبيلة
ولا حسب ولا نسب .... ولا مال ولا جاه ........!!!!!
لعَمرِك ما الإنســـان إلا بدينه *** فلا تترك التقوى تِكالاً على النسب
لقد رفع الإسلام سلمان فارس *** كما وضع الشـرك النسيب أبا لهب
.... إنه خُلق جاهلي ... الإسلام ذَمَّه ، ومقت أهله ، ولعن من أيقظه ....
بل جاء الإسلام العظيم ليبطل تلك " الدعوى الجاهلية " ويبتر تلك الخِصلة
المذمومة ، ... ويعادي من يروَّج لها ، ويدعمها ، ويقويَّها ..ألا وهي
" التفاخر بالنسب ..!!
وها هو نبي الله " شُعيب " يسمع تلك الكلمات المبكية من قومه في حواره
معهم حين قالوا " يا شُعيب ما نفقه كثيراً مما تقول ، وإنا لنراك فينا ضعيفا
ولولا رهطك ـــ قومك ، عشيرتك ، عائلتك ، حسبك ، نسبك ـــ لرجمناك "
ويرَّد عليهم .... " يا قوم أرهطي أعزَّ عليكم من الله ، وأتخذتموه وراءكم
ظهريا ...." هل قومي وعشيرتي وحسبي ونسبي ومنبتي وأصلي ....!!
أحق بالمجاملة ،والتعظيم ، والإحترام من " الله "
أي فهم ضيَّق لمعنى العائلة ، والعشيرة ، والقبيلة ........ ؟؟!!!
وأختم فأقول . إن ذاك المسلك ، وتلك المشاعر الخفية التي تنغرس في باطن
الإنسان من إعتزاز بالنسب ، وإنتماء للإطار العائلي ، وإلتصاق بالعشيرة
والقبيلة ....بعيداً عن " مظاهر السلبية " من كِبر وتعالي وإفتخار فإن ذاك
هو المطلب....! أليس حبيبنا " محمد " الذي زكَّاه ربَّه ، وجنبَّه الكذب ...
قال فيما قال " أنا النبي لا كذب ... أنا إبن عبد المطلب ......"
نعم ....بالدين نفخر ... ونتفاخر ذاك الدين الذي إرتضاه لنا رب العالمين ..!!
وهو " معيار التفاضل " في يومِ تتقطع في الروابط ، وتنعدم فيه القيم الدنيوية
وتختَّل فيه الألباب ، وتمحى الذكريات ، وتمحى حتى المحبة ! وتنعدم المودَّة !
الأبوَّة ، والأمومة ، والقرابة ، والأخوَّة .... والصداقة ... تنعدم تلك المعايير
وتحيَّد الأنساب ...! ويطبق معيار واحد ..." إن أكرمكم عند الله أتقاكم .."
========================================