الخلاص من حزب الله على الطريق


الشقي من لا يعتبر بغيره ويضع نفسه في تجربة خاسرة، فقد وقع العراق في مكر الغرب عندما أوهموه بداية بسكوتهم على فكرة دخول الكويت، حتى إذا صار في قلب الحدث كشر الغرب عن أنيابة واستغل الفرصة للخلاص من أكبر قوة عربية يومها ليصبح الطريق أمامهم سهلا في إدامة السيطرة على المنطقة واستنفاد ما تبقى من خيراتها وتأمين ربيبتهم إسرائيل أطول وقت ممكن.
واليوم يقع حزب الله بالمصيدة ذاتها بدافع طائفي مقيت أفقده كل تأييد إلا من فئة قد عفا عليها الزمن فأضاعت البوصلة فرأت في حليف المالكي وإيران رمزا للمقاومة وأصبح القادم على ظهر الدبابة الأمريكية مخلصا للأمة وأصبح تحقيق حلم الدولة الشيعية ولو على جماجم الشعب العربي مقبولا لليسار، وبذا يفتي حزب الله لنفسه دخول سوريا ويحل قتل الشعب والثوار السوريين المضطهدين من النظام السوري.
واندفع حزب الله داخل سوريا على إيقاع خوف الغرب من سيطرة الحركات الإسلامية الحرة على الحكم في سوريا، فخطر الدولة السنية أكبر من خطر دولة شيعية لا تتمتع بحضور بين الشعوب، فتوهم حسن نصر الله بدافع التطرف كما توهم الشهيد صدام حسين بدافع العزم الصادق على تحرير الأمة أن الغرب لن يتدخل، غير أن مصالح الغرب وإسرائيل تقضي بإضعاف أي قوة في المنطقة وغيرها، فكان سكوتهم على القتل في سوريا فلم يدعموا الثوار، وهدفهم تدمير سوريا الدولة وليس النظام الذي أمّن حدود إسرائيل ردحا من الزمن وشارك في تدمير العراق، وهذا السكوت أوهم حزب الله بتحقيق حلمه في المنطقة بالتعاون مع إيران غير أن هذا الوهم وهذا التورط في سوريا سيحقق للغرب ما عجزت عنه إسرائيل في تدمير قوة حزب الله في لبنان، وسيدعم الغرب تورط حزب الله في سوريا حتى يصل الحزب نقطة اللاعودة وعندها تكون سوريا قد أنهكت وخرجت تماما من معادلة القوة التي يخشى الغرب أن تقع في أيدي الثوار، وحينها سيدعم الغرب ثوار سوريا دعما جادا لضرب الحزب ويعمل على إثارة الداخل اللبناني ضد الحزب لتصفيته والخلاص منه بعد أن يستفحل العداء له داخل لبنان وتتلطخ يداه بدماء الشعب السوري، وهكذا يحقق الغرب مصلحته بتدمير سوريا وحزب الله معا.
أما الثوار فإن الجيوش الغازية جاهزة لضرب الأحزاب الإسلامية ولن تقع في ما أخطأت به في ليبيا وستعمل ما استطاعت على إيصال قوى علمانية موالية لها إلى سدة الحكم في سوريا كما يبدو من ضغوطهم لتوسعة المجلس الثوري ليشمل أكبر عدد من القوى العلمانية، غير أن الشعوب لم تعد كما كانت تفكر من كروشها وفروجها.




تعليقات القراء

ابن جلا
الحقيقه ان هذا الطرح الجدي والرصين والمعقول جدا بغض النظر عما ستؤول اليه الامور قلما نقرا بمستواه في مواقعنا فاكثرها طروحات طائفيه او اقليميه اوعنصريه اوسطحيه او تافهه فشكرا للكاتب وشكرا لجراسا راجيا الاستمرار بهذه الروح علما بانني اتحفظ على بعض التفاصيل لكني معجب باسلوب ومنهجيه الطرح شكرا مره اخرى
30-05-2013 01:41 PM
مرح
اكتفي بقول: اكلتُ يوم اكلَّ الثور الابيض.
25-06-2013 12:21 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات