سوريا إلى اين .. ؟


كتب حمد الحجايا
عندما يختبيء حزب الله وراء حماية الطوائف الشيعية في حربه إلى جانب النظام الذي يمارس ابشع صور الحروب ضد شعبه ووطنه سوريا من قتل بشع تقشعر له الابدان وهدم وتدمير للمدن الشامية الاثرية التاريخية فاتوقع انه ليس له حجة بعد اليوم إن يرفع شعار المدافعة عن العروبة والاسلام في حربه مع اسرائيل إن حصلت واني لأرى بوادرها تلوح في الافق وان موعدها ليس ببعيد .
فمن غير الممكن على الدولة الصهيونية إن تفوت مثل تلك الفرصة لا بل هي تنتظر لتنضج اكثر ولينهك كل الاطراف بعضها على ارض سوريا التي تعلم إن لا منتصر فيها الا الشعب الباقي على الأرض مهما تغير الحكام والسلاطين وهذه قاعدة ثابتة ثبت جدواها على مر العصور .
ولكن ما فائدة الانتظار وهل هناك ما يؤرق اسرائيل على الأرض السورية .. نعم هناك الفصائل الإسلامية السلفية الجهادية التي ظهرت قوتها وصمودها على ارض سوريا إضافة إلى فصائل فلسطينية وعربية ترى بان الخلاص من دولة اسرائيل هي المعركة التي تنظلق من ارض سوريا
وهذا هو مربط الفرس بالنسبة لاسرائيل وللغرب كافة التي يؤرقها جميعا مثل تلك المعطيات لو تم تسليحها وانهاء المعركة لصالحها فماذا بعد ..؟
السيناريوا الاول للاجتهاد الامريسرائيلي والامرياروربي بان تلك الجبهات الجهادية السلفية ستقوى شوكتها ومن الممكن إن يكون لها وجود سياسي معترف به على الأرض السورية بمباركة الحكومة السورية لكونه من غير المنطق ولو بشيء من رد الجميل لهذه القوى التي تضرجت دمائهم على ثرى الأرض السورية في حرب التحرير وحاربوا خرب الابطال المجاهدين واتوقع إن المكون السني الذي يتجاوز 22 مليون لن يسمح بطردهم والتخلي عنهم بسهولة ولذلك تصبح كل الاحتمالات امام الامريكان والاروبيون وطبعا اسرائيل صعبة وخطيرة يصعب تصورها خاصة اذا مرت على شريط ذاكرة الامريكان القضية الافغانية والعراقية وغيرها من حروب قامت بها امريكيا بالوكالة ودفعت الثمن غاليا .
فهنا نفسر الموقف الامريكي المتخاذل والمحير الذي اصبح يطرح الحلول السلمية للخروج من الازمة بعدما اجروا حساباتهم ووجدوا انها خاسرة في حالة التدخل الامريكي المباشر بعمل عسكري وكلفة هذه الحرب التي من الممكن إن تكون شرارة الحرب العالمية الثالثة او حرب "هيرمجدون " الذين يعتقدون بها وهو ما تفصح عنه خارطة التمحور العسكري شرقا وغربا تجاه القضية السورية ولقد بدأت المحاور تبرز بشكل جلي وواضح.
ومن هنا نجد إن القضية السورية لم تصبح قضية شعب يمارس ضده ابشع صور التنكيل والتعذيب والنزوح والقتل الجماعي , فكل هذا بحساب المتباكين على مصلحة الشعب السوري الا دموع تماسيح تذرفها لتفترس بقية الضحايا ..ولكن كيف انها السياسة الامريكية الصهيونية القذرة شراء الوقت بانتظار المزيد من الدماء والوصول إلى مرحلة الانهاك الكاملة لكافة القوى المتصارعة فلنستحضر جميع تلك القوى على الأرض السورية اولها قوى النظام السوري وثانيها قوى ومليشيا حزب الله وثالثها قوات المختار وبدر الشيعية العراقية وبعض الفصائل الفلسطينية مثل قوات احمد جبريل وغيرها .
اما في الجانب المرابط على ارض سوريا نجد الجيش السوري الحر والذي انخرط اغلب الشباب السني والمسيحي والدرزي في صفوفة منذ بدء الثورة والاخر الجبهات السنية الجهاديةالسلفية التي اصبحت ساحة سوريا معكرتها الحقيقية إضافة إلى بعض الاحزاب الكردية والتركمانية على ارض سوريا فضلا عن العديد من الشباب العربي المسلم الغاضب تجاه السياسات الغربية والعدوا اليهودي من الذين إن فتح هذه الجبهة هي هبة من السماء للجهاد من خلالها .. اذا وفي مقارنة بسيطة بين الاطراف المتصارعة على الأرض السورية نجد إن من مصلحة امريكيا واسرائيل وحليفهم دول اروربا ادامة القتال إلى اطول وقت ممكن حتى ينهك كل منهم الاخر واذا كان هناك حلول تكون متأخرة ومـتأخرة جدا ... فلله دركم يا عرب يا دول غابت بصيرة حكامها عما يجري ام انهم أيضا اصحاب مصلحة ليتخلصوا من الشباب المسلمون السلفيون الجهاديون في بلدانهم , ولقد كان لنا تجربة عربية قبل زمن بهذا الخصوص وهم ما عرفوا" بالافغان العرب" .
كاتب ونائب سابق



تعليقات القراء

المسعودي
لاتستغرب كل مواقف الدول الكبرى المعروفة فهي متفقةفي الخفاء على شيء واحد في تعاملها الجديد مع المنطقة منذ احتلال العراق او بالاحرى منذ الضربة الاولى لتحرير الكويت وهو - التدمير في كل الميادين من اجل الاستحواذ على الثروات وكل شيء ثم تسهيل التفتيت الذي سيكون المفترق القادم بعد انهار الدماء والعداء -؟ وبذلك يرتاح من ينام قلقا وتهمة السيطرة؟؟؟
09-06-2013 10:57 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات