الإستقلال بنكهة مختلفة


إنّ الاستقلال والتّحرّر هما أساس الحياة ولذة عيشها من الإنغلاق والإنصياع ، فمن الخضوع إلى السّيادة ، ومن الهَوان إلى الشّموخ ، ومن المنحدر إلى القمة بمسيرٍ ثابت الآمالِ والخُطوات .

في الخامس والعشرين من أيار في كلّ عام ومنذ سبعة وستين عاما يحتفل الأردنيين باستقلال الأردنّ وتخلّصه من الإنتداب البريطانيّ وإعلانه دولة مستقلة ذات سيادة على أرضه ، يشاركه الوطن العربي الممزّق في هذه الأوقات بالإحتفال تجسيدا لشيء من وحدة طال لأجلها الانتظار.

كان الإستقلال بداية جديدة للمسير بطريق معبّد باتجاه التقدم في مختلف المجالات ، فهو أشبه بالطالب الذّي أنهى دراسته والتحق بسوق العمل وبدأ بتحقيق الإنجازات .

للاستقلال في هذا العام نكهة مختلفة عمّا مضى من أزمان ، ففي كلّ سنة تغييرات وتبديلات ، فمنها ما تقتضيه الإرادة ومنها ما يُفرض علينا دون تحقيق لما ننقش في صخور الطّموحات .

فبالنّظر إلى الوضع الدّاخلي نرى تحسينا للرّقابة وتجسيدا بشعور البعض من صنّاع القرار بالمسؤولية الحقيقية وسعيهم إلى التحسين والتّطوير والمضيّ قدما في محاسبة الفاسدين والسّارقين المعتدين ، والبعض الآخر منغمس في شهواته لا ينظر إلا لذاته وينغلق على نفسه دون أدنى شعور وتفكير بالمسؤولية التي يجب أن يحققها لإعلاء شأن البلاد ورفع الفساد وكشف العدوان وإظهار النّفاق .

أمّا إذا نظرنا إلى الوضع الخارجي المحيط بنا ، فإنّنا نبكي حزنا وألما على واقع مشاهد في العديد من البلدان العربيّة .
ففي الغرب ما زالت فلسطين محتلة وهذا ليس بالجديد ، ولكن الخطر الذي يهدّد المسجد الأقصى يكبر ويزيد ، فالإعتداءات الصّهيونيّة عليه باتت أمر مشاهدا وملموسا في كلّ وقت وحين ، فمتى نراها مستقلة من هذا الإعتداء!

وأما إذا نظرنا إلى الشّمال فنجد حربا أهلية،فالدّماء تفيض في الطّرقات والأنحاء،والأرواح تهدر دون أن يعلم أحدهم ما هو العصيان ! ، والأجساد تنكّل لتروي قصص التعذيب والبعد عن السّلام وإنهاء الأمان لديهم في هذا الزّمان.

ويبقى الأردنّ محافظا على عهده رغم الظّروف الإقتصادية الصّعبة التي يمرّ بها ، فهو المأوى والملجأ ، فلا يبتعد ولا يتخلّى مهما تلقّى من ضربات موجعه فهو قادر على النّهوض بسلامة بعد إصابته بالسّقم والأمراض ، فبالإرادة سرعان ما يحدث الشّفاء .

حكمة القيادة ، وسياسة التخطيط بانتظام واعتدال هي من تحفظ البلاد من الإنجراف وراء التّيارات السّاعية لوضعنا في وضع باقي البلاد من حولنا ، وتبقى إرادة الشّعب في مساق مصلحة الوطن ، فلا يقبل أحدنا الإعتداء ونسعى جميعا للحفاظ على هذا الإستقلال ليكون بنكهة مختلفة في كلّ عام .

كل عام وأنتم والوطن بألف خير، والأمة العربيّة والإسلامية بعيدة عن الحروب وبعيدة عن الدّماء وقريبة من الشّعور الحقيقي بالعزة و الأمان .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات