العميد الشرعة: الهاشميون توارثوا حمل رايات النصر عالية خفاقة واستشهدوا من اجلها


جراسا -


العرب اليوم - عبدالله اليماني - نظراً للمكانة الرفيعة التي يتمتع بها الشهيد, جاء اهتمام القوات المسلحة الأردنية/الجيش العربي بشهدائه وذلك منذ تأسيسه عبر توجيهات ملكية سامية متواصلة, حيث توالى الاهتمام الملكي بالدور البطولي الذي قدمه هؤلاء الشهداء في ساحات الوغى والبطولة والرجولة والعز والشرف والإقدام, تُرجم هذا الاهتمام بإنشاء مكتب خاص يشرف عليه شخصياً رئيس هيئة الأركان المشتركـة الفريق أول الركن خالد جميل الصرايرة, بمتابعة تنفيذ توجيهات جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية عبد الله الثاني, وذلك استمراراً لنهجها في إبراز تضحيات نشامى الجيش العربي سواء على أرض فلسطين أم فوق الأرض الأردنية أم الأرض العربية وأينما يطلب منهم نداء الواجب كان لهم شرف تلبيته في الدفاع عنها وتقديم الأرواح والدماء الأردنية في سبيلها.

لقد دافع جيشنا العربي عن ارض فلسطين وإنسانها, فكان دفاعه انطلاقاً من إيمانه بان الأرض العربية يجب أن يحميها كل أبناء العرب من دون استثناء, ولهذا شكل دفاعه عنها حالة استثنائية تختلف عن كل الجيوش العربية نظراً لصلات التلاحم التي تربط الشعبين الأردني والفلسطيني.

لقد شهد لجسامة التضحيات التي قدمها الجيش العربي العدو قبل الصديق, فلولا تضحياته الباسلة لما تمت المحافظة على القدس عام 1948 ومن باب تبيان الدور المشرف الذي قام به الجيش العربي خلال مسيرته الباسلة, والتي يعتز بها كل أردني وعربي منصف شريف تتوجه "العرب اليوم " بإلقاء الضوء نحو سجل خالد لأبطال خالدين استشهدوا ورووا بدمائهم الزكية الأرض العربية الطاهرة التي دافعوا عنها دفاعاً مستميتاً, وسطروا فيها ملاحم العز والبطولة والرجولة والإقدام وحققوا الانتصارات وصنعوا المعجزات.

وتبرز "العرب اليوم" دور الرجال الذين حملوا وما زالوا يحملون رايات النصر عالية خفاقة في ميادين الرجولة, وتتصفح سجلات الشهداء والجرحى, ونتوقف ساعات إجلال وتقدير وعرفان نقرأ سجلاتهم المعطرة حروفها بملح البارود يوم غنى أزيز الرصاص والمسطرة حروفها بدمائهم يوم الغارة... هؤلاء هم الشهداء الذين تحتضنهم الأرض التي دافعوا عنها مرتاحون اليوم لأن لهم إخوانا يواصلون القيام بأمانة المسؤولية, يحمون الوطن والمواطن, ويدافعون بالمهج والأرواح والدماء الغالية الزكية وفاء لتضحياتهم التي قدموها.

وفي لقاء خاص لـ"العرب اليوم " تحدث مدير شؤون الأفراد العميد الركن محاسن الشرعه حول طبيعة ومهام وغايات استحداث وانجازات مكتب شؤون ذوي الشهداء والاحتياجات الخاصة قائلاً: تحظى القوات المسلحة الأردنية ومنتسبوها وعائلاتهم باهتمام خاص ورعاية موصولة من جلالة قائدنا الأعلى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين, وتتجلى رعاية جلالته وعنايته الفائقة واهتمامه الخاص بعائلات الشهداء والمصابين الذين رووا بدمائهم الغالية علينا تراب الوطن وجادوا بأرواحهم دفاعاً عن حقوق الأمة وصون كرامتها ومنجزاتها ومكتسباتها.بانشاء مكتب شؤون ذوي الشهداء والاحتياجات الخاصة, عام ,2006 وهو ترجمة لرؤية جلالة قائدنا الأعلى نحو إخوانه وأبنائه رجال القوات المسلحة وتكريماً للدور البطولي الذي قام به الشهداء والجرحى تجاه وطننا الغالي وقيادتنا الهاشمية المظفرة الذين واصلوا حمل راية الأجداد عالية خفاقة.

كما أنه (مكتب شؤون الشهداء) وفق ما ذكر العميد الركن محاسن الشرعه هو تتويج للجهد الكبير الذي بذله ويبذله رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن خالد جميل الصرايرة وحرصه الشديد على متابعة سير أعماله ومتابعة تنفيذها ومد يد العون والمساعدة لذوي الشهداء والجرحى وإدامة التواصل معهم, وهذا اكبر دليل على حسن الرعاية والاهتمام وبالمقابل هو جزء قليل من التكريم ورد الجميل للدور الكبير الذي قام به الشهداء والجرحى من تضحيات في سبيل الوطن والأمة, وعليه فإن المكتب ينفذ واجباته بطريقة علمية مبرمجة شاملة ذات منهجية واضحة تنطلق من قاعدة بيانات شاملة ودقيقة أعدت خصيصاً للارتقاء بتقديم الخدمة الأفضل والأميز لذوي الشهداء.

وأشار ان هذه الخطوة في تشكيل المكتب شكلت انطباعاً ومذاقاً خاصا لديهم, واحدثت أثراً طيباً برفع الروح المعنوية لمنتسبي قواتنا المسلحة وأبناء الشعب الأردني, وهذا التواصل جعل الجميع يشعرون أن قيادتهم الهاشمية الحكيمة ومؤسستهم العسكرية تعيش دائما بينهم ومعهم, وتتحسس أحوالهم وظروفهم, وتواصل السهر على راحتهم, وهذا الاهتمام عزز ويعزز الانتماء والولاء لوطننا الغالي وقيادتنا الهاشمية الرشيدة.

وأوضح أن ذوي الشهداء والجرحى يحظون برعاية مميزة من القائد الأعلى للقوات المسلحة, حيث يلتقيهم بأعياد الاستقلال ويوم الجيش, والاحتفال الذي يقام سنوياً, لمعركة الكرامة, إلى جانب الخطة الإعلامية السنوية, التي تسلط الضوء على تضحيات وبطولات شهدائنا الأبرار, والامتيازات والحقوق التقاعدية التي يحصلون عليها,وتقوم التشكيلات والوحدات العسكرية, بتكريم أسر الشهداء بمختلف الوسائل والطرق.

وقال "انطلاقاً من الدور الباسل الذي قدمه الشهداء في ساح الوغى, الذي تمثل بقوافل الشهداء حيث بلغ عدد شهداء القوات المسلحة الأردنية(2430) شهيداً وأكثر من (20) ألف جريح. شُكلت لجنة لإطلاق أسماء الشهداء على المعالم والمباني والمواقع والأماكن المختلفة, وعلى الصروح العلمية والمباني والساحات العامة والحدائق والغابات والمساجد والمدارس والشوارع والمعالم المختلفة في المملكة, تعظيماً وتخليداً لدورهم البطولي وذكراهم العطرة حيث تم التنسيق مع جميع الجهات المعنية بهذا الخصوص."

وأشاد بدور القوات المسلحة الأردنية العاملة من خلال هيئة الأمم المتحدة والمشاركة في قوات حفظ السلام الدولية في مناطق مختلفة من العالم حيث قدمت عددا من الشهداء خدمة للإنسانية والإنسان اضافة إلى إرسال المستشفيات العسكرية الى مناطق عديدة في العالم, حيث قدموا رسالة سامية وكونوا انطباعاً وصورة مشرقة عن الأردن وقيادته واحترافية جيشه وتطوره والمكانة الرفيعة التي وصلت إليها قواتنا المسلحة, ويكفينا فخراً هذه السمعة الطيبة التي نحظى بها بين جيوش العالم.

وقال "تواصلاً لاهتمام جلالة قائدنا الأعلى للقوات المسلحة الأردنية فقد أطلق جلالته من بيت الأردنيين مكرمة الإسكان العسكري لذوي الشهداء الذين لم يشملهم قانون الإسكان العسكري قبل عام ,1975 حيث تم صرف (15) مليون دينار كمكرمة ملكية سامية وبأثر رجعي ل(2195) أسرة شهيد, وبلغ عدد الذين صرف لهم الإسكان (1495) مستفيدا لغاية الآن والعمل جار للصرف لباقي الأسر المشمولة بهذه المكرمة الملكية السامية".

وتابع العقيد الركن الشرعة قائلا" منذ تأسيس القوات المسلحة, وحتى يومنا الحالي هناك رعاية واهتمام فريدان, يتمثلان في احتضان أسرته بعد استشهاده مالياً ومعنوياً, فعلى صعيد الدعم المالي تأسس صندوق للشهداء عام 1970 لتقديم المساعدات اللازمة, كما يتم تكريم ذوي شهداء معركة الكرامة في موقع الاحتفال الذي يقام سنوياً, الى جانب المكرمة الملكية السامية التي كرم بها جلالته رجال الحرس الوطني والمحاربين القدماء والبالغة (7) ملايين دينار اضافة الى شمولهم بالتأمين الصحي الكامل لهم ولعائلاتهم مدى الحياة. اضافة إلى صرف الإعانات الفورية لذوي الشهداء من جمعية الملكة رانيا العبد الله لرعاية العسكريين وأسرهم, وصندوق الشهداء, وإعانة فورية من القيادة العامة, وكذلك يحظى ذوو الشهداء بأولوية التعليم الجامعي ضمن المكرمة الملكية السامية عن طريق مديرية التربية والتعليم والثقافة العسكرية والتعليم في جميع المدارس والمعاهد والجامعات العسكرية والحكومية وتتولى الحكومة تدريس أبناء الشهداء حتى حصولهم على درجة الدكتوراة كما يتمتعون بمجانية المعالجة الدائمة ويحظون بأولوية التعيين بالقوات المسلحة والقطاع الحكومي ويحظى كذلك ذوو الشهداء بمكرمة الحج السنوية حيث يتم إيفاد (36) حاجاً سنوياً و(8) حجاج من المصابين العسكريين اضافة إلى منحهم طرود الخير الهاشمية سنوياً والتي تكفي الاسرة مدة 6 اشهر.اضافة الى التعاون والتنسيق مع عدد من الهيئات والجمعيات والمؤسسات الخيرية ويشمل التعاون تبادل المسوحات الاجتماعية كالهيئة الخيرية الاجتماعية الهاشمية التي يرئسها الامير مرعد بن رعد, وجمعية الملكة رانيا العبدالله لرعاية العسكريين واسرهم ومؤسسة المتقاعدين العسكريين وجمعية اسرة الجندي."

واختتم حديثة قائلا: "قدر لشعبنا الأردني أن يخوض من اجل الأمة العربية المعارك مدافعاً عن الأرض والعرض العربي وقضايا امتنا المصيرية, فلم يتوان جيشنا عن تقديم مواكب الشهداء وقوافلها قافلة تلو أخرى."

ومن جانبه تحدث مدير المكتب المقدم الركن محمود المناصير عن الانجازات قائلاً: "أجرينا مسحاً اجتماعياً لذوي الشهداء لتحديد أسماء طالبي التوظيف في القوات المسلحة الأردنية, إذ تنص التعليمات أن الأولوية في العمل والتوظيف والاستخدام في القوات المسلحة لأبناء الشهداء والمصابين ولا يتوقف دورنا على مساعدتهم في التعيين بالقوات المسلحة وإنما نقوم بمساعدتهم في التعيين في الأجهزة الحكومية المختلفة, وجرى تجنيد واستخدام أعداد كبيرة منهم في القوات المسلحة. وإجراء مسح اجتماعي لجميع ذوي الشهداء في مختلف المحافظات وإقامة مآدب الإفطار لهم في شهر رمضان المبارك وصرف المكارم والمبالغ النقدية في الأعياد لذوي الشهداء والمصابين وتنسيب عدد منهم للتشرف باستلام أوسمتهم من قبل جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية."

وعلى صعيد المسح الاجتماعي لذوي الشهداء يتم المسح الاجتماعي لهذه الفئة بعدة وسائل تتمثل بالزيارات الشخصية من قبل المكتب والاتصال الهاتفي ولجان المقابلات ومن خلال المراجعين للمكتب وهناك أسلوب المسح العشوائي لجميع الشهداء في مختلف محافظات المملكة, حيث اجرينا مسحا اجتماعيا لذوي الشهداء, وتم تقديم مساعدة ماليه لهم تقدر ب (176.950) دينار, اضافة إلى انه تم تكريم أسرة كل شهيد ب (200) دينار أردني, من عوائد الأسهم بمكرمة ملكية ساميه بمناسبة عيد الفطر السعيد العام الماضي, وبقيمة (350.000) ألف دينار, وكذلك تم منح الطيارين المتوفين أثناء تأديتهم الواجب المقدس, والبالغ عددهم (20) عشرون طياراً, بمكرمة جلالة القائد الأعلى للإسكان العسكري بقيمة (400.000) ألف دينار, اضافة الى انه تم منح المتوفين أثناء تأدية الواجب من الحرس الوطني والجيش الشعبي ومكلفي خدمة العلم وعددهم (86) فرداً, بمكرمة جلالة القائد الأعلى للإسكان العسكري بقيمة (450.000) دينار رواتب شهرية لذوي الشهداء والجرحى.

وأضاف "لا ننسى الناحية الإنسانية التي توليها القوات المسلحة لأبنائها المصابين فقد أوعز رئيس هيئة الأركان المشتركة برعاية أبناء الشهداء والجرحى وتقديم العون والمساعدة بشكل دائم لهم, وكذلك تخصيص وسائط لنقلهم والاعتناء بهم بإرسالهم للمراكز الصحية والمستشفيات العسكرية".

وأضاف "ومن اجل إظهار أهمية المكانة المرموقة والاهتمام المتواصل بالشهيد وأسرته ومواصلة مد جسور المحبة والإخاء معهم وتعريف المجتمع الأردني بهم والوصول الى اي دائرة في القطاعين العام والخاص يريدها وتقديم كل التسهيلات اللازمة, قامت القوات المسلحة الأردنية, بتصنيع باج للشهداء يرتديه أبناء الشهداء وباستمرار ومدى الحياة, وكذلك ترتديه كافة مرتبات القوات المسلحة الأردنية في المناسبات الوطنية."

وأوضح أن الاهتمام بالشهيد يتواصل وهذا تجسد من خلال إصدار شهادة لكل شهيد تحمل صورته, وهذا العمل الفريد من نوعه الذي قامت به القوات المسلحة احدث فرحا غامراً لدى أبناء الشهداء خاصة الذين لم يروا آباءهم الشهداء كونهم كانوا صغاراً يوم استشهادهم.

وأشار أن هذه الشهادة توثق مكان الاستشهاد, وتحمل في معانيها ربط الزمان بالمكان, مع صورة الشهيد في موقع الشهادة, وبهذا العمل تتميز القوات المسلحة بتكريم شهدائها.
وتابع: "من خلال المكتب والدور الإعلامي الذي تقوم به القوات المسلحة أصبح لدى المواطنين الأردنيين معرفة تامة بالدور المهم الذي يقوم به المكتب : نحو أبناء الشهداء والمصابين العسكريين ويراجعونه باستمرار, حيث يستقبل يومياً عددا كبيراً من المراجعين."

كل التحايا إلى النشامى الذين يزرعون البسمة والفرحة على الشفاه الظمآنة والوجوه التي ترتسم عليها خارطة الوطن ويرابطون على ثغوره وحماية إنسانه في كل أصقاع العالم والى القائمين على خدمة الشهداء. الذين يعملون على تقديم ارفع وأرقى الخدمات لأبناء الشهداء والجرحى, وحفظ كرامة ومكانة الشهداء وأبنائهم ويترجمون المكارم انجازات حقيقية يلمسها كل ابناء الوطن.

ودعت "العرب اليوم" العميد الشرعة والعاملين في المكتب ولسان حالهم يقول: نحن نعتز في القوات المسلحة الأردنية بتنفيذ المكارم الملكية السامية, وبتوجيهات رئيس هيئة الاركان المشتركة, كونها تخدم أبناء من سبقونا في تلبية نداء الواجب المقدس, ونالوا شرف الشهادة التي يطلبونها, وهم يدافعون عنها بأغلى ما يملكون, ويقدمون أرواحهم ودماءهم فداء للوطن والهاشميين, الذين توارثوا حمل راية الثورة العربية الكبرى كابرا عن كابر عالية خفاقة في سماء الأردن وما هذا المكتب إلا استذكار لمسيرة تضحيات الابطال الذين سبقونا في ميادين الشهادة والانتصارات.

هنيئاً لشهدائنا الذين استشهدوا ذودا عن حياض العروبة والإسلام ولكل أم قدمت فلذة كبدها وشقيقها ووالدها, وزوجها في سبيل الله ليكون شفيعاً لها يوم القيامة.
ويبقى الاردن يحرسه حماته في مواقعهم كافة.

وهنيئاً لجلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية راعي المسيرة وباني الأردن هذا الجيش العربي المخلص الوفي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات