الْكَلِمَةُ الفَاصِلَةُ فِيْ الْرَدِّ عَلَى دَعْوَةِ مُحَمَّد نُوْحٍ القُضَاةِ البَاطِلَةِ
لقدْ طلعَ عليْنا الدكتورُ "محمّد نوح القضاة" ،وبعدَ عودتِه مِنْ العراقَ، بِمِصْيدةٍ شوهاءَ ،ذاتِ نمطٍ جديدٍ قديمٍ ،يغرِّرُ بها عامّة الناسِ وصِغارِ الأسنانِ ؛لِيسحرَهم وليستحوذَ على عقولِهم مِنْ خِلالِ نشرِ أفكارِه عبرَ صفحَتِهِ على مَوقعِ التواصلِ الاجتماعِيِّ ؛ظنًا مِنهُم لِخواءِ جُعبتِهم ،ما عندَه علمًا وفهمًا ،وما هو إلا لونٌ مِنَ الخِداعِ ،وصنفٍ مِنَ التزويرِ ،ظهرَ في تلكَ الدّعوّى الباطِلةِ التِي دعَا إليها وهي :التقريبُ بينَ السنَّةِ والشِيعةِ ،والتي أبطلَها الأئِمةُ الأعلامُ ،الذينَ نذروا أنفسَهم للردِّ على تحريفاتِ الشيعةِ ،فأقامُوا على غزوهِم مُدَّة حياتِهم ،باليدِ والقلبِ واللسانِ ،وكَشفوا للناسِ باطلَهم ،وبيَّنوا تلبيسَهم وتدليسَهم ،وقابلوهم بصريحِ المعقولِ والمنقولِ .
ومِمَّا زادَ الطّينَ بِلَّةً - كمَا يقولونَ – أنْ يأتِيَ هذا النوحُ ،ويرفعَ عقيرَتَه، ويدعو إلى التقريبِ بينَ السنّةِ والشِيعَةِ ،بعدَما انتظرَ الناسُ هنا بفارغِ الصبرِ،وأخصُّ بالذكِرِ مُحبّيهِ ،ممَّن يرغبونَ الحقَّ ،ويريدونَ لهُ الخيرَ ،لتوضيحِ ما قامَ بهِ مِنْ زياراتٍ مُستهجَنةٍ إلى ما يُسمَّى بالمزاراتِ الشيعةِ والعتباتِ المقدّسةِ ؛فكانتْ الصدْمَةُ الكبْرَى ما صرّحَ بهِ عبرَ صفحتِهِ على الفيسْ بوك.
إنَّ فكرةَ التقاربِ معَ الشيعةِ مُجرّدُ وهمٍ وخداعٍ ،لأنَّ معنَى التقاربِ عندَهم هو تصديرُ مذهبِهم الباطلِ بينَ أهلِ السُنّةِ . الذي كانَ مآلهُ " تخديرُ " أهلِ السُنَّةِ تُجاهَ الخطرِ الرافِضِيِّ ، وإفساحِ المجالِ لهمْ للتفرّدِ بعامّةِ المُسلِمينَ ومحاولةِ تشييعِهم.
وهذا عالِمُنا الجليلُ صاحبُ الفضيلةِ السيّد مُحِبُّ الدِّين الخَطِيبِ - رَحِمَهُ اللهُ - الذي اتَّهمنَا معاليهِ بجهلِ علمائِنا وعدمِ مَعرفتِهم يقولُ : إنَّ التقريبَ بينَ المذهبِ السُنِّي والمذهبِ الشيعِيِّ مستحيلٌ ،لأنَّ واضعِي المذهبِ الشيعِيِّ لمْ يتركُوا أيَّ وسيلةٍ للتقريبٍ ،بعدَما أقاموه على دعائمَ منافيةٍ لِمَا جاءَ بهِ النبِيُّ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – ودعا إليهِ أصحابُه ،وتركَهم على مِحَجَّةٍ واضحةٍ منيرةٍ ،لا ينحرفُ عنها منحرفٌ إلا هلَكَ.
فالمذهبُ الشيعِيِّ يختلفُ عنْ المذهبِ الذِي نتبعُهُ ،فنحنُ – معشرَ أهلِ السُنَّةِ والجمَاعَةِ – نرجعُ في أصولِ الدِّيِن إلى ما جاءَنا بهِ نبيُنا مُحمّدٌ - صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - في الكتابِ الذي أوحِيَ إليهِ مِنَ اللهِ ؛وفي السنَّةِ التي لا ينطِقُ فيها عنِ الهَوى.
ومضتْ سنَّةُ أهلِ السُنَّةِ في فهمِ كتابِ اللهِ ،أنْ يتحرَّوا ما فهِمَه الصحابةُ - رَضِيَ اللهُ عنهم - مِنَ النبِيِّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - وما فهمَهُ التابعون مِن الصحابةِ ؛وما فهِمَهُ أئمتُنا الأربعةُ ،وإخوانُهم الذين في طبقَتِهم عنْ شيوخِهِم مِن التابعِين ،أو التابعِين لهمْ بإحسانٍ.
والمذهبُ الشيعِيُّ ،مبنِيٌّ على بُغضِ أصحابِ رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - وشتمِهم ولعنِهم – يَستثنونَ مِنهم عددًا قليلاً جدًا – وقدْ بلغَ بهم الحقدُ على أكملِ خلقِ اللهِ بعدَ رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - أنْ كذَبوا على سلمان الفارسِيّ ، فادَّعُوا عليهِ في كتابِ الوافِي (2/45) وهو مِن أمَّهاتِ كتبِهم الشرعيَّةِ المعتمدةِ ، أنَّ عليَّ بنَ أبِي طالبٍ قالَ : "إنَّ أولَ مَنْ بايعَ أبا بكرٍ هو إبلِيسُ" !! وفيهِ (2/47) أنَّ جعفرًا الصادقَ قالَ في آيةِ :{ وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ))"القلم 51" نزلَتْ فِي أبِي بكرٍ وعُمَرَ ،ويقولُ شيخُهم الكذوبُ أبو جعفرٍ الكُلَيْنِي في كتابهِ (الكافي)3/325عن آيةِ : {( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً ) النساء/137} نزلَتْ في أبي بكرٍ وعمَرَ وعثمانَ.
هذا قولُ أئمتِهم الأولِين في صفوةِ البشرِ مِن أصحابِ رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - أمَّا علماؤهم المتأخرون – الذين قامَ معالِيه بزيارتِهم - فهذا علاَّمتُهم المُجتهِد محمد مهدي السبزواري يقولُ في كتابٍ تارِيُخه:4/ ربيع الآخر /سنة 1347هجرية ،بعثَ به إلى إبراهيمَ الراوِيّ مِن علماءِ بغدادَ: "قلتُم : - أدامَ اللهُ ظلَّكم - وإذا صدقَ قولُ الشيعَةِ في ارتدادِ الصحابةِ كلِّهم ،الذين يتجاوزُ عددُهم مئةَ ألفٍ إلا خمسةَ أو ستةَ أوسبعةَ (والصوابُ ثلاثةٌ) فلمَْ يقاتلْ أبو بكرٍ أهلَ الردةِ ويردُّهم إلى الإسلامِ ،وكُفرُه كفرٌ حُكْمِيٌّ لا كفرٌ واقٍعٍيٌّ كعبادةِ الوثنِ والصنمِ.
وقلتْم : - وفقَّنا اللهُ وإيَّاكُم - وهذا النبِيُّ مدةَ ثلاثٍ وعشرين سنةً يصحبُه أصحابٌ كفارٌ ،ومدةً طويلةً أيضًا تصحبُه زوجةٌ كافرةٌ لا يعلمُهم !!.
فإذا كانَ هذا اعتقادُ الشيعةِ في الصحابةِ ،فبديهيٌّ أنَّهم ينكرون فهمَض الصحابةِ لأصولِ الدِّين ،ويرفضون أحاديثَ رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - التي رواها هؤلاءِ الأصحابَ ،ودوَّنَها أقطابُ المحدِّثِين مِن أهلِ السنَّةِ ،وفي طليعتِهم الإمامان العظيمان البخاري ومسلم وسائرُ أصحابِ الكتبِ الستةِ ومَن في منزلِتهم.
أينَ هي إذًا نِقاطُ الالتقاءِ معهم يا دكتور ؟هلْ تريدُ منِّا أنْ نلتقِيَ معَهم في لعنِ أصحابِ – رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - وأزواجِه الطاهراتِ وهنَّ أهلُ البيتِ كمَا سمَّاهنَّ اللهُ - عزَّ وجلَّ - في سورةِ الأحزابِ [ وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُلِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا. [الأحزاب:33] .
هل يعلم معاليه أن [لأبي لؤلؤةَ المجوسِيِّ] ،قاتِلِ فاروقِ هذهِ الأمّةِ مقامًا في طِهرانَ لا بدَّ مِن زيارتِه ،لا بلْ فَرضُ عينٍ على كلِ زائرٍ لإيرانَ ؟ّ! الذي يَعتبِرُ الشيعةُ يومَ مقتلِهِ ،يومَ العيدِ الأكبرِ ويومَ المفاخرةِ ويومَ التبجيلِ ويومَ الزكاةِ ويومَ البركةِ ويومَ التسليَةِ .
أمْ تريدُ مِنَّا أنْ نعترِفَ بتحريفِ القرآنِ الكريمِ؟! فهذا أحدُ كبارِ علمائِهم وأكثرُهم قداسةً عندَهم ، ،ميرزا حسين بن محمد تقي الدين النوري الطبرسي قدْ ألّف عندَ القبرِ المنسوبِ إلى الأمامِ عليٍّ كتابًا سمَّاه [ فصلُ الخِطابِ في إثباتِ تحريفِ كتابِ ربِّ الأربابِ ] جمعَ فيهِ مئاتِ النصوصِ عنْ علماءِ الشيعةِ ومجتهديهم في مختلفِ العصورِ ؛يثبتُ بها أنَّهم جازِمون بالتحريفِ ومؤمنون به. وقدْ طُبعَ في إيرانَ ،ودُفِن في أقدسِ البقاعِ عند الشيعةِ ،في بناءِ المشهدِ العلَويِّ في النجفِ الأشرِف مكافأةً له ،الذي قامَ معالِيه بزيارتِه باسمِ شعبِ الأردنِّ السُنيِّ .
وهناكَ نصَّانِ في بخاريهم أيّ بمنزلةِ [صحيحِ البخارِي] عندَنا الذي يُسمَّى [ الكَافِي للْكُلَيْنِي] ص54 بإيران :[عن جابر الجعفي - الذي قال فيه الإمام الأعظم أبو حنيفة : ما رأيت فيمن رأيت أكذب من جابر الجُعفِي - قالَ :سمعتُ أبا جعفرٍ – عليهٍ السلامُ - يقولُ :ما ادّعى أحدٌ مِن الناسِ أنَّه جمعَ القرآنَ كلَّه كمَا أُنزِلَ إلاَّ كذَّابٌ ،وما جمعَه وحفظَه كمَا أُنزِلَ إلّا عليُّ بنُ أبي طالبٍ والأئمةُ مِن بعدِه] هذا الذي قالَ – قاتلَه اللهُ - في أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الخطابِ، أنَّه كانَ مُبتلَى بمرضٍ لا يشفيهِ منهُ إلاّ ماءُ الرجالِ.
هذهِ النصوصُ المكذوبةُ على أئمةِ أهلِ البيتِ ،التِي روَاها عَن أعلامِ الكذبةِ مِن مُهندِسي بناءِ التشَيُّعِ ،ويومَ أنْ كانتْ اسبانيا تحتَ سلطانِ العروبةِ والإسلامِ ،كانَ الإمامُ أبو محمدٍ بنُ حزمٍ يتناظرُ معَ قُسُسِها في نصوصِ كتُبِهم ،ويقيمُ لهمْ الحُججَ على تحريفِها ،بلْ ضياعِ أصولِها، فكانَ أولئكَ القسسُ يحتجُّونَ عليهِ بأنَّ الشيعةَ قرَّروا أنَّ القرآنَ أيضًا محرَّفٌ فأجابَهم ابنُ حزمٍ بأنَّ دعوى الشيعةِ ليستْ حجَّةً على القرآنِ ولا على المسلِمين لأنَّ الشيعةَ غيرُ مسلِمين (الفصل في الملل والنحل ج2 ص 78) وهلْ نحنُ بعد ذلك ،نجهلُ تاريخَنا ونجهلُ علماءَنا ،وأنَّ أبا حنيفةَ الذي زرتَ قبرَهُ وابنَ حزمٍ الظاهرِي ليسوا قدوَتنا ،ولا مِن علمائِنا يا فريدَ عصرِكَ.
أمْ تريدُ مِنَّا أنْ نُمزِّقَ صحيحيّ البخارِي ومُسلِم وبقيةِ الكتبِ الستةِ وما في درجتِها ؛لأنَّ ما فِيها مِن أحاديثِ الرسولِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - رواهُ هؤلاءِ الأصحابُ المغضوبُ عليْهم مِن الشيعةِ ؟
أمْ تريدُ مِنَّا أنْ نقبل بتشريعاتهم التي رواهَا كذَّابوهم المحترِقون تعصبًا ،وبغضًا لخيرِ أمَّةٍ أخرجَها اللهُ للناسِ؟
وإذا كانتْ نِقاطُ الالتقاءِ مِن جانِبِنا في هذهِ الأمورِ مُستحيلَةٌ ؛لأنَّ الإسلامَ نفسَهُ يتغيّرُ بها ،فأشدُ مِنها استحالةً أنْ يتحوَّلَ شيعيٌّ عن شيعيَّتهِ إلّا بالرياءِ والتُقْيَةِ لدسيسةٍ ينويها أو مكيدةٍ يدبّرُها، لأنَّ المذهبَ بُنِي عندهم على التشيّعِ ، أيّ على التحزُّبِ والتعصُّبِ ،إذًا أينَ هي نِقاطُ الالتقاءِ؟!.
وبعدُ ألا يدلُّ ما دَعا إليهِ الدكتورُ القضاة ،على فسادٍ في الرؤيةِ وشرٍ وضلالٍ وأنَّ وراءَ الأَكْمَةِ ما ورَاءَها !!!. قالَ اللهُ تعالَى:[ولا تلْبِسوا الحقَّ بالباطلِ وتكتُموا الحقَّ وأنتمْ تَعلمُون] وقالَ رسوُل اللهِ - صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم - : (ما مِنْ داعٍ يدعو إلى شيءٍ إلاّ وقفَ يومَ القيامَةِ لازمًا لدعوَتِه مَا دعَا إليهِ وإنْ دعَا رجلٌ رجلاً) والحمدُللهِ ربِّ العالمِين.
Montaser1956@hotmail.com
لقدْ طلعَ عليْنا الدكتورُ "محمّد نوح القضاة" ،وبعدَ عودتِه مِنْ العراقَ، بِمِصْيدةٍ شوهاءَ ،ذاتِ نمطٍ جديدٍ قديمٍ ،يغرِّرُ بها عامّة الناسِ وصِغارِ الأسنانِ ؛لِيسحرَهم وليستحوذَ على عقولِهم مِنْ خِلالِ نشرِ أفكارِه عبرَ صفحَتِهِ على مَوقعِ التواصلِ الاجتماعِيِّ ؛ظنًا مِنهُم لِخواءِ جُعبتِهم ،ما عندَه علمًا وفهمًا ،وما هو إلا لونٌ مِنَ الخِداعِ ،وصنفٍ مِنَ التزويرِ ،ظهرَ في تلكَ الدّعوّى الباطِلةِ التِي دعَا إليها وهي :التقريبُ بينَ السنَّةِ والشِيعةِ ،والتي أبطلَها الأئِمةُ الأعلامُ ،الذينَ نذروا أنفسَهم للردِّ على تحريفاتِ الشيعةِ ،فأقامُوا على غزوهِم مُدَّة حياتِهم ،باليدِ والقلبِ واللسانِ ،وكَشفوا للناسِ باطلَهم ،وبيَّنوا تلبيسَهم وتدليسَهم ،وقابلوهم بصريحِ المعقولِ والمنقولِ .
ومِمَّا زادَ الطّينَ بِلَّةً - كمَا يقولونَ – أنْ يأتِيَ هذا النوحُ ،ويرفعَ عقيرَتَه، ويدعو إلى التقريبِ بينَ السنّةِ والشِيعَةِ ،بعدَما انتظرَ الناسُ هنا بفارغِ الصبرِ،وأخصُّ بالذكِرِ مُحبّيهِ ،ممَّن يرغبونَ الحقَّ ،ويريدونَ لهُ الخيرَ ،لتوضيحِ ما قامَ بهِ مِنْ زياراتٍ مُستهجَنةٍ إلى ما يُسمَّى بالمزاراتِ الشيعةِ والعتباتِ المقدّسةِ ؛فكانتْ الصدْمَةُ الكبْرَى ما صرّحَ بهِ عبرَ صفحتِهِ على الفيسْ بوك.
إنَّ فكرةَ التقاربِ معَ الشيعةِ مُجرّدُ وهمٍ وخداعٍ ،لأنَّ معنَى التقاربِ عندَهم هو تصديرُ مذهبِهم الباطلِ بينَ أهلِ السُنّةِ . الذي كانَ مآلهُ " تخديرُ " أهلِ السُنَّةِ تُجاهَ الخطرِ الرافِضِيِّ ، وإفساحِ المجالِ لهمْ للتفرّدِ بعامّةِ المُسلِمينَ ومحاولةِ تشييعِهم.
وهذا عالِمُنا الجليلُ صاحبُ الفضيلةِ السيّد مُحِبُّ الدِّين الخَطِيبِ - رَحِمَهُ اللهُ - الذي اتَّهمنَا معاليهِ بجهلِ علمائِنا وعدمِ مَعرفتِهم يقولُ : إنَّ التقريبَ بينَ المذهبِ السُنِّي والمذهبِ الشيعِيِّ مستحيلٌ ،لأنَّ واضعِي المذهبِ الشيعِيِّ لمْ يتركُوا أيَّ وسيلةٍ للتقريبٍ ،بعدَما أقاموه على دعائمَ منافيةٍ لِمَا جاءَ بهِ النبِيُّ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – ودعا إليهِ أصحابُه ،وتركَهم على مِحَجَّةٍ واضحةٍ منيرةٍ ،لا ينحرفُ عنها منحرفٌ إلا هلَكَ.
فالمذهبُ الشيعِيِّ يختلفُ عنْ المذهبِ الذِي نتبعُهُ ،فنحنُ – معشرَ أهلِ السُنَّةِ والجمَاعَةِ – نرجعُ في أصولِ الدِّيِن إلى ما جاءَنا بهِ نبيُنا مُحمّدٌ - صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - في الكتابِ الذي أوحِيَ إليهِ مِنَ اللهِ ؛وفي السنَّةِ التي لا ينطِقُ فيها عنِ الهَوى.
ومضتْ سنَّةُ أهلِ السُنَّةِ في فهمِ كتابِ اللهِ ،أنْ يتحرَّوا ما فهِمَه الصحابةُ - رَضِيَ اللهُ عنهم - مِنَ النبِيِّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - وما فهمَهُ التابعون مِن الصحابةِ ؛وما فهِمَهُ أئمتُنا الأربعةُ ،وإخوانُهم الذين في طبقَتِهم عنْ شيوخِهِم مِن التابعِين ،أو التابعِين لهمْ بإحسانٍ.
والمذهبُ الشيعِيُّ ،مبنِيٌّ على بُغضِ أصحابِ رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - وشتمِهم ولعنِهم – يَستثنونَ مِنهم عددًا قليلاً جدًا – وقدْ بلغَ بهم الحقدُ على أكملِ خلقِ اللهِ بعدَ رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - أنْ كذَبوا على سلمان الفارسِيّ ، فادَّعُوا عليهِ في كتابِ الوافِي (2/45) وهو مِن أمَّهاتِ كتبِهم الشرعيَّةِ المعتمدةِ ، أنَّ عليَّ بنَ أبِي طالبٍ قالَ : "إنَّ أولَ مَنْ بايعَ أبا بكرٍ هو إبلِيسُ" !! وفيهِ (2/47) أنَّ جعفرًا الصادقَ قالَ في آيةِ :{ وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ))"القلم 51" نزلَتْ فِي أبِي بكرٍ وعُمَرَ ،ويقولُ شيخُهم الكذوبُ أبو جعفرٍ الكُلَيْنِي في كتابهِ (الكافي)3/325عن آيةِ : {( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً ) النساء/137} نزلَتْ في أبي بكرٍ وعمَرَ وعثمانَ.
هذا قولُ أئمتِهم الأولِين في صفوةِ البشرِ مِن أصحابِ رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - أمَّا علماؤهم المتأخرون – الذين قامَ معالِيه بزيارتِهم - فهذا علاَّمتُهم المُجتهِد محمد مهدي السبزواري يقولُ في كتابٍ تارِيُخه:4/ ربيع الآخر /سنة 1347هجرية ،بعثَ به إلى إبراهيمَ الراوِيّ مِن علماءِ بغدادَ: "قلتُم : - أدامَ اللهُ ظلَّكم - وإذا صدقَ قولُ الشيعَةِ في ارتدادِ الصحابةِ كلِّهم ،الذين يتجاوزُ عددُهم مئةَ ألفٍ إلا خمسةَ أو ستةَ أوسبعةَ (والصوابُ ثلاثةٌ) فلمَْ يقاتلْ أبو بكرٍ أهلَ الردةِ ويردُّهم إلى الإسلامِ ،وكُفرُه كفرٌ حُكْمِيٌّ لا كفرٌ واقٍعٍيٌّ كعبادةِ الوثنِ والصنمِ.
وقلتْم : - وفقَّنا اللهُ وإيَّاكُم - وهذا النبِيُّ مدةَ ثلاثٍ وعشرين سنةً يصحبُه أصحابٌ كفارٌ ،ومدةً طويلةً أيضًا تصحبُه زوجةٌ كافرةٌ لا يعلمُهم !!.
فإذا كانَ هذا اعتقادُ الشيعةِ في الصحابةِ ،فبديهيٌّ أنَّهم ينكرون فهمَض الصحابةِ لأصولِ الدِّين ،ويرفضون أحاديثَ رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - التي رواها هؤلاءِ الأصحابَ ،ودوَّنَها أقطابُ المحدِّثِين مِن أهلِ السنَّةِ ،وفي طليعتِهم الإمامان العظيمان البخاري ومسلم وسائرُ أصحابِ الكتبِ الستةِ ومَن في منزلِتهم.
أينَ هي إذًا نِقاطُ الالتقاءِ معهم يا دكتور ؟هلْ تريدُ منِّا أنْ نلتقِيَ معَهم في لعنِ أصحابِ – رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - وأزواجِه الطاهراتِ وهنَّ أهلُ البيتِ كمَا سمَّاهنَّ اللهُ - عزَّ وجلَّ - في سورةِ الأحزابِ [ وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُلِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا. [الأحزاب:33] .
هل يعلم معاليه أن [لأبي لؤلؤةَ المجوسِيِّ] ،قاتِلِ فاروقِ هذهِ الأمّةِ مقامًا في طِهرانَ لا بدَّ مِن زيارتِه ،لا بلْ فَرضُ عينٍ على كلِ زائرٍ لإيرانَ ؟ّ! الذي يَعتبِرُ الشيعةُ يومَ مقتلِهِ ،يومَ العيدِ الأكبرِ ويومَ المفاخرةِ ويومَ التبجيلِ ويومَ الزكاةِ ويومَ البركةِ ويومَ التسليَةِ .
أمْ تريدُ مِنَّا أنْ نعترِفَ بتحريفِ القرآنِ الكريمِ؟! فهذا أحدُ كبارِ علمائِهم وأكثرُهم قداسةً عندَهم ، ،ميرزا حسين بن محمد تقي الدين النوري الطبرسي قدْ ألّف عندَ القبرِ المنسوبِ إلى الأمامِ عليٍّ كتابًا سمَّاه [ فصلُ الخِطابِ في إثباتِ تحريفِ كتابِ ربِّ الأربابِ ] جمعَ فيهِ مئاتِ النصوصِ عنْ علماءِ الشيعةِ ومجتهديهم في مختلفِ العصورِ ؛يثبتُ بها أنَّهم جازِمون بالتحريفِ ومؤمنون به. وقدْ طُبعَ في إيرانَ ،ودُفِن في أقدسِ البقاعِ عند الشيعةِ ،في بناءِ المشهدِ العلَويِّ في النجفِ الأشرِف مكافأةً له ،الذي قامَ معالِيه بزيارتِه باسمِ شعبِ الأردنِّ السُنيِّ .
وهناكَ نصَّانِ في بخاريهم أيّ بمنزلةِ [صحيحِ البخارِي] عندَنا الذي يُسمَّى [ الكَافِي للْكُلَيْنِي] ص54 بإيران :[عن جابر الجعفي - الذي قال فيه الإمام الأعظم أبو حنيفة : ما رأيت فيمن رأيت أكذب من جابر الجُعفِي - قالَ :سمعتُ أبا جعفرٍ – عليهٍ السلامُ - يقولُ :ما ادّعى أحدٌ مِن الناسِ أنَّه جمعَ القرآنَ كلَّه كمَا أُنزِلَ إلاَّ كذَّابٌ ،وما جمعَه وحفظَه كمَا أُنزِلَ إلّا عليُّ بنُ أبي طالبٍ والأئمةُ مِن بعدِه] هذا الذي قالَ – قاتلَه اللهُ - في أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الخطابِ، أنَّه كانَ مُبتلَى بمرضٍ لا يشفيهِ منهُ إلاّ ماءُ الرجالِ.
هذهِ النصوصُ المكذوبةُ على أئمةِ أهلِ البيتِ ،التِي روَاها عَن أعلامِ الكذبةِ مِن مُهندِسي بناءِ التشَيُّعِ ،ويومَ أنْ كانتْ اسبانيا تحتَ سلطانِ العروبةِ والإسلامِ ،كانَ الإمامُ أبو محمدٍ بنُ حزمٍ يتناظرُ معَ قُسُسِها في نصوصِ كتُبِهم ،ويقيمُ لهمْ الحُججَ على تحريفِها ،بلْ ضياعِ أصولِها، فكانَ أولئكَ القسسُ يحتجُّونَ عليهِ بأنَّ الشيعةَ قرَّروا أنَّ القرآنَ أيضًا محرَّفٌ فأجابَهم ابنُ حزمٍ بأنَّ دعوى الشيعةِ ليستْ حجَّةً على القرآنِ ولا على المسلِمين لأنَّ الشيعةَ غيرُ مسلِمين (الفصل في الملل والنحل ج2 ص 78) وهلْ نحنُ بعد ذلك ،نجهلُ تاريخَنا ونجهلُ علماءَنا ،وأنَّ أبا حنيفةَ الذي زرتَ قبرَهُ وابنَ حزمٍ الظاهرِي ليسوا قدوَتنا ،ولا مِن علمائِنا يا فريدَ عصرِكَ.
أمْ تريدُ مِنَّا أنْ نُمزِّقَ صحيحيّ البخارِي ومُسلِم وبقيةِ الكتبِ الستةِ وما في درجتِها ؛لأنَّ ما فِيها مِن أحاديثِ الرسولِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - رواهُ هؤلاءِ الأصحابُ المغضوبُ عليْهم مِن الشيعةِ ؟
أمْ تريدُ مِنَّا أنْ نقبل بتشريعاتهم التي رواهَا كذَّابوهم المحترِقون تعصبًا ،وبغضًا لخيرِ أمَّةٍ أخرجَها اللهُ للناسِ؟
وإذا كانتْ نِقاطُ الالتقاءِ مِن جانِبِنا في هذهِ الأمورِ مُستحيلَةٌ ؛لأنَّ الإسلامَ نفسَهُ يتغيّرُ بها ،فأشدُ مِنها استحالةً أنْ يتحوَّلَ شيعيٌّ عن شيعيَّتهِ إلّا بالرياءِ والتُقْيَةِ لدسيسةٍ ينويها أو مكيدةٍ يدبّرُها، لأنَّ المذهبَ بُنِي عندهم على التشيّعِ ، أيّ على التحزُّبِ والتعصُّبِ ،إذًا أينَ هي نِقاطُ الالتقاءِ؟!.
وبعدُ ألا يدلُّ ما دَعا إليهِ الدكتورُ القضاة ،على فسادٍ في الرؤيةِ وشرٍ وضلالٍ وأنَّ وراءَ الأَكْمَةِ ما ورَاءَها !!!. قالَ اللهُ تعالَى:[ولا تلْبِسوا الحقَّ بالباطلِ وتكتُموا الحقَّ وأنتمْ تَعلمُون] وقالَ رسوُل اللهِ - صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم - : (ما مِنْ داعٍ يدعو إلى شيءٍ إلاّ وقفَ يومَ القيامَةِ لازمًا لدعوَتِه مَا دعَا إليهِ وإنْ دعَا رجلٌ رجلاً) والحمدُللهِ ربِّ العالمِين.
Montaser1956@hotmail.com
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
لذا فإنني اهيب بكم وأنتم قراء جراسا المثقفين لان من يقرأمثل هذه المقالات نحسبه مثقفاً ان لا يشتم بعضكم بعضاً ...لأن الكاتب وضع رأي الفقه والشرع في مسألة التقارب السني الشيعي فلا يحملك فكرك السياسي وميولك الشخصية على التطاول على الشرع مضنة الوقوع بالكفر لا سمح الله وكاتبنا جل أفكاره -جزاه الله خيراً- من صلب العقيدة والدين وبارك الله بكم وسددكم .
يا ناس . انا مسلم آخذ الطيب من الشيعه ومن اهل اسنه ومن جمبع المذاهب العديده في هذه الايام حرام عليكم ( دوختونا )
ثانيا الى كل الاخوة القراء الذين يؤيدون فكرة التقارب مع الشيعه ارجعوا الى كتاب ( منهاج السنّة النبوية) .
* لأبي العباس شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية – رحمه الله- .
ورأيه في الشيعه.يقول...
ج1- هم أعظم ذوي الأهواء جهلاً وظلماً ، يعادون خيار أولياء الله تعالى، من بعد النبيين ، من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان – ويوالون الكفار والمنافقين من اليهود والنصارى والمشركين وأصناف الملحدين ، كالنصيرية والإسماعيلية، وغيرهم من الضالين . ص 20 جـ 1.
ج5- يتبرءون من سائر أصحاب رسول الله – ص 39 1 .
إنا لله وإنا إليه راجعون !!!
لا تعرف الحق بالرجال ،،، ولكن اعرف الحق تعرف الرجال !!!!
حسبي الله ونعم الوكيل ،،،
............ !!!؟؟؟ تكلم عن نفسك فقط !!!
...........
ولا يخفى على البصير اللبيب أن الكلام في هذا الموضوع طواه أصحابه ممن دعوا قبلاً إلى التقارب بين السنة والشيعة وعندكم أمثلة حية (وإن كان أصحابها في القبور -رحمهم الله -) مثل الشيخ مصطفى السباعي -عليه رحمات الله تترى -وقد كان الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله خطيب الجامع الكبير في حمص من المهتمين بمحاولات التقريب بين السنة والشيعة وممن باشر بتدريس فقه الشيعة في كلية الشريعة في دمشق، لكنه وجد الإعراض من الشيعة وعبر عن تلك التجربة في كتابه (السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي) والذي نشره عام 1949، وكتب في مقدمته ما آلت إليه الجهود على مدى عقود وخلص إلى أن المقصود من دعوة التقريب هو تقريب أهل السنة إلى مذهب الشيعة.
ولا أنسى ذكر بعص الأقلام التي دعت في يوم من الأيام إلى التقريب ثم تبين لهم خطأ ما كانوا عليه فرجعوا إلى الحق (جزاهم الله خيرا)، مثل الشيخ علي الطنطاوي في كتابه ذكريات 7/132 ، والشيخ عبد اللطيف محمد السبكي الذي كتب مقالاً في مجلة الأزهر مجلد ( 24 ) عن دار التقريب ونشأتها والتي كان عضواً فيها قال:- ( ورأينا ويجب أن يرتاب كل عضو بريء أنها تنفق بسخاء دون أن نعرف مورداً من المال ودون أن يطلب منـــا دفع اشتراكات ...) فمن هو الممول لها ؟؟ .
وغيرهم الكثير الكثير
فهل سنستيقظ قبل فوات الأوان ،أم لابد من الغرق كعادتنا ونكون على مثال ( والشقي من يتعظ بنفسه ) وأخشى أن لا نتعظ ..
والله المستعان
..........
وان يطلعوا على دين الشيعه من مصادرهم ثم احكموا