متى نستطيع الوصول لحب الوطن


حب الوطن فطرة عشناها جيل عن جيل ، فطرة تربينا عليها كمن يولد على دين ابوية، والسؤال هل ان الاحساس والانتماء للوطن يكون بتذوقنا لهذا الاحساس ام أن وجوبا علينا اقتران الاحساس والشعور بالعمل الجاد الذي يجعلنا جزءا من هذا الوطن ، تهمنا مصلحته كما هي مصلختنا الذاتية، نعم ان حب الوطن ليس شعارات نتغنى بها فقط فالكثير من يتغنى بها للتغطية على عيوبه لامتصاصه كل مقدرات هذا الوطن مدعيا الانتماء والولاء.
ان حب الوطن لزاما ان يرافقه العمل حتى ولو كان سلوكيا، عمل يشعرنا اننا نحافظ ولو بالشي اليسير على مقدرات ونظافة وطننا الغالي حتى نعلو ونسمو به.
شي مذهل استرعى انتباهي في وجودي الان في زيارة لكوريا الجنوبية الكثير من الانطباعات. هذه الدولة خلال تقريبا ربع قرن انتقلت من حالة فقر مدقع الى مصاف الدول المتطورة حتى دخلت في العام 2004، الى نادي التريليون دولار واليوم تعتبر من افضل عشرين دوله اقتصاديا في العالم، وسجلت في العام 2009، المركز التاسع عالميا في مجال التصدير. هذا التطور في دولة ليس فيها موارد نفطية ولا مقومات اقتصادية كما هو في بلادنا العربية، جاء من خلال استثمار االدولة لعقول مواردها البشرية وتشجيعها ومن خلال النظرة الثاقبة لرؤى ارادة تسابقت مع الرياح للوصول الى ما هي عليه الان من تقدم وازدهار ، نعم ان الارادة والنظرة الثاقبة وحب الوطن والانتماء له كانت هي المحركات الاساسية لبناء هذه الدولة وبلوغها نشوة التطور والازدهار. فالاخلاص والتفاني في خدمة الوطن لا يكون الا من خلال العمل الجاد والهادف الى البناء والاعمار للمرافق الاقتصادية والاجتماعية والمحافظة على ديمومة وازدهار هذه المرافق. فتقدم وتطور هذه الدوله ومثيلاتها من الدول التي انطلقت من لا شي سوى باستثمارها لعقول ابنائها والنهوض بالتعليم الهادف ، فشعب احب وطنه بتحمله كافة مسؤوليات الانتماء والولاء، انتماء بعيدا عن الفساد والمفسدين، وما كان لهذا الوطن الا ان استجاب لهذا الحب حتى بسط جناحية لهم سموا وعلوا وازدهارا.
هذا هو الحس الذي يتبع القول بالفعل، وهنا اقول ما احوج وطننا الاردن لدور يعزز لمواطننا ان يساهم باعماله وسلوكه في بنائه ، فالعمل الصالح والسليم هو روح الانتماء الحقيقي لازدهار المجتمعات .
كم كنت اتمنى اثناء تجوالي في وسط المدينة ان اشاهد احدا يلقي ورقة في الشارع او ان احدا حتى يدخن سيجارة واحدة في الشارع العام او في الاماكن العامه ، هذا الشعب تعود على سلوكيات ايجابية في التدخين وذلك بتقيده في اماكن خاص حددتها لهم الدوله ، نتمنى ان يطبق ذلك في بلدنا الغالي حفاظا على بيئتنا وصحة ابنائتا، وان يكون سلوكا ذاتيا من داخلنا ومراعاة لتطبيق قانوننا الحكومي في هذا المجال. واخيرا ليكون شعارنا تطبيق المثل الذي قاله الكاتب الاسكتلندي توماس كارليل " (جميل ان يموت الانسان من اجل وطنه ولكن الاجمل ان يحيى من اجل هذا الوطن)". حمى الله وطننا الاردن وعزز بقائه وامنه في ظل القيادة الهاشمية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات