العدل هو الحل


 والله إن جرح كل مواطن أردني ومن أي مكون ليؤلم كل الأردنيين فنحن أهل ومالهم لنا وما عليهم علينا,ونسأل الله الرحمة لكل الشباب الذين فقدهم الوطن الأيام الماضية في الجامعات بظلم وفيهم الباحث ومنهم الطالب الذي كان المستقبل ينتظره ليعمر أرض الوطن.

اليوم نقف جميعاً نبحث عن المسؤول عن وصول مجتمعنا إلى هذه النقطة والدرجة من الإنجرار إلى العنف ,هل هو لجوء الفرد لعشيرته والاستقواء بها على الأخر بعد أن غامرت الدولة بسمعتها الأمنية في وقت من الأوقات وتحت عنوان سياسي إسمه الامن الناعم فكان ناعماً على غير أهله إلى درجة إستغول اصحاب السوابق على المجتمع والاسواق والبسطات ونشطت التجارة السوداء في ظل أمن رخو بأمر سياسي وخوف ان نلحق بركب الربيع العربي فعاد ابن العشيرة لعشيرته والضعيف ليس له نصير الا الله.

هل العشيرة هي الشماعة التي سنعلق عليها كل فشل ونحملها وزر كل خطيئة عنف بحق الوطن؟ كيف ننسى بأن الإسلام العظيم إحترم العشيرة والقبيلة وكبر دورها في الخير فالجزيرة العربية كانت ترتكز على القبيلة في ظل غياب الدول كبيزنطة وبلاد فارس إلى أن جائت دولة المسلمين فكانت رسالة الإسلام السمح تحارب سلبيات القبيلة من عصبية وتمقتها وتقوي الإيجابيات تحت راية الاسلام واستطاعت القبائل أن تنشر دين الله في الأرض لأن الاسلام دين عدل وسلام وحق فكانوا رسل سلام للعالم.

العالم بعد الحرب العالمية الثانية يسير على نهج واحد وهي الحرب الباردة والتي تشتعل وتحرق أيادي غير أصحابها,هو مسلسل يعود علينا كل عقد أو أكثر ويترك فينا جروحاً وآلام لسنين ,وفي الحقيقة أننا لن نستطيع أن نخرج من هذه الحلقة المفرغة من التبعية لأن مفاتيح السيادة تكون في إعتمادنا على أنفسنا وليس منح الأخر مقابل السيادة ,وإن من أوصلنا إلى هذه النقطة من إنعدام السيطرة والخلل في التوازن الداخلي والملف الوطني هي سياسة اللعب على المكونات الوطنية واستخدامها بشكل سياسي لخدمة الخارج بحيث تصبح هذه المكونات وسيلة تستخدم لتنفيذ سياسات ٌإقصاء للمكونات الأخرى حتى بصبح وضعنا ملائم للخارج والسياسات العالمية وخدمة اسرائيل وإن وجود شخوص يحاسبون خلف القضبان وغيرهم أصبحوا خارج الزمن هو دليل على حدوث تجاوزات واخطاء كبرى بحق الوطن ومكوناته من قبل الشخوص التي كانت تمسك بالملفات الوطنية .

الإسلام السياسي والمتمثل بالاخوان كانوا في الخمسينيات ومابعدها من القرن الماضي ورقة يلعب بها ضد القوميين واليساريين الذين كانوا يلعب بهم أيضاً في ظل نظام القطبية العالمية ,فأصبح الإسلاميون أبناء الدولة المدللين لعقود يستخدمون لكبح جماح القوى السياسية الأخرى فنشطوا في مصر والأردن وغيرها وفي مقابل ذلك حصلوا عل إمتيازات سياسية ووظيفية ومساحة من العمل العام أكسبتهم الشعبية واستمرت لعقود فيما حرم منها غيرهم وكانت أحداث السبعين تأتي ضمن بعد إقليمي خارج الوطن وليس داخلي وطني , وحين تغير الجو السياسي العالمي بعد إتفاقيات السلام وما جاء في نفس التوقيت من الحرب على الارهاب اصبح الإسلاميون في المعسكر الأخر المعادي للنهج العالمي الجديد فظهرت هنا الخلافات السياسية مع أن الجبهة الإسلامية تعمل على الأرض منذ عقود.

العشيرة تم توظيفها بشكل سياسي كما وظف الاسلام السمح بشكل سياسي بإقرانه بأسماء تنظيمات وأحزاب وكأن نهجها هو الإسلام ,في موقعة صفين التاريخية اختلف الصحابة رضي الله عنهم وفيهم المبشر بالجنة على السياسة ولكنهم كانوا متفقين على الدين ونحن نرفض أن يكون اسلامنا العظيم مرتبط بأي تنظيم أو توظيف ,على هذا الأساس من التوظيف السياسي والمساس بثوابتنا الدينية والوطنية كان توظيف العشيرة سياسياً ضد المكونات الوطنية الأخرى وزاد من حدة ذلك التوظيف فك الارتباط بين الضفتين فبدأت التشوهات وبدأ العمل على تقوية القبلية بمنظورها السياسي في الجامعات وفي الوظائف الحكومية وفي التجنيد العسكري,نقطة التحول في علاقة الدولة مع العشيرة السياسية حين اتخذ القرار السياسي بالامن الناعم فظهرت العشيرة السياسية قوية وعلى حساب الدولة,أبناء العشائر هم ليسوا متهمين وطنياً بملف العنف الجامعي ولكنهم ضحايا سياسات مجحفة لم تعتمد العدل في الوطن فإخراج العشيرة من مكونها الإجتماعي كجزء من المكون الوطني من كافة المنابت والأصول وادخالها في بوتقة سياسية هو سبب الخلل,أبناء العشائر هم أخوتنا في الوطن ولايهون علينا أن يجرح فيهم طفل ,اليوم تخرج أصوات كثيره تطالب بخدمة العلم كحل للعنف الجامعي ونحن نطالب أيضاً بذلك الحل وأنا غير مقتنع بالأساس بأن توقيف خدمة العلم كانت بسبب إقتصادي ولكنه كانت بسبب سياسي ومتعلق بقرار فك الإرتباط بين الضفتين.

إن الحل لأزمتنا الوطنية يكون بالعدل والمساواة وعدم تسييس المكونات المجتمعية والغاء المكرمات والاستثناءات وانهاء الملفات السياسية العالقة والتي تجرح المواطنة وتشكك فيها وتوقف خدمة العلم والتي هي أسمى واجب وطني للإنسان لأن قرار وقفها كان سياسياً بإمتياز.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات