الشرعي وغير الشرعي في قضية الاحتلال
منذ أن دخلت إلى مفردات لغات العالم كلمة "الاحتلال" لم يطرأ على هذا المصطلح ما يؤشر إلى أن ثمة إحتلال شرعي أو غير شرعي مع الاعتراف بأن محاولات مستميتة بذلتها قوى الاحتلال نفسها لإضفاء صفات مخففة لوقع الكلمة ومضمونها وفعلها دون التطرق إلى صلب المعنى الذي يمثله مصطلح "الاحتلال" من فظاظة ووحشية واعتداء سافر على الغير وحقوقه كما وأن قوى الاحتلال نفسها لم تجرؤ على ذلك وحسبها فقط أن صفات الاحتلال التي حاولت القوى التقليدية تسويقها تخفيفاً لغلواء الفعل وإجرام مرتكبيه بدءاً من الانتداب ومروراً بالوصاية وانتهاءاً بالاستعمار... ذهبت جميعاً إلى غير رجعة وأخذت مكانها في ذاكرة التاريخ صفحات سوداء وصمت أعداء الإنسانية بكل ما في الوحش من سلوك وطباع.
ولعل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين هو الوحيد حتى الآن الذي ظل متحدياً لحتمية الزوال كغيره من الاحتلالات ذلك لأنه نوع جديد و"مطور" عن أنواع الاحتلال المعروفة فهو لم يتكلف حتى باللجوء إلى الوصفات التجميلية للاحتلال التقليدي بل قفز عليها مباشرة إلى أسطورة ما تزال من بضاعة السوق تفيد بأنهم أصحاب الأرض منذ آلاف السنين وذلك ضمن إدراك واع من هذا النوع الاستثنائي من الاحتلالات... بأن الاحتكام إلى الأسطورة والغيبيات يضمن عدم قدرة الغير على إثبات حقوقه التي تم اغتصابها بالقوة ما يضيف لإسرائيل مساحة إضافية للإدعاء واللجاجة والمناورة لكسب المزيد في ظل اختلالات مخيفة في توازن القوى لصالح القوى المحتلة.
وليس غريباً أن الواقع اليومي للإحتلال الإسرائيلي يؤكد باستمرار أنه احتلال استيطاني إحلالي على حساب أصحاب الحق بل وإلغاء حتى لوجودهم إلا أن الغرابة لا تكمن فقط في هذه الأوضاع الاحتلالية رغم خطورتها اليومية الداهمة بل أن إسرائيل استطاعت إلى حد بعيد أن تجر الفلسطينيين إلى مواقعها وإغراقهم في بحر من التفاصيل اليومية الفرعية وتفرض عليهم مفرداتها واصطلاحاتها المتناغمة مع هدفها المرفوع.. وهو دفع الفلسطينيين إلى خارج التاريخ والجغرافيا والوطن وحتى إنسانية الإنسان لدرجة التي أصبحت الأراضي الفلسطينية التي لم تسطع هضمها بعد... أراض متنازع عليها والمقاومة إرهاب وأي شيء مازال في أيدي أصحابه هو تنازل من جانب المحتل وفوق ذلك كله أصبح المحتل هو المصدر الأول للتشريع وإطلاق الأحكام على ما هو شرعي وغير شرعي.
أحد الكتاب الإسرائيليين في صحيفة يدعوت أحرنوت تساءل ماذا يعني شرعي وغير شرعي في عملية الاستيطان ورد على الفور لا شيء سوى أننا مخادعون وأبناء مخادعين ويضيف ان اسرائيل لا تنظر لقانون الدولي ولا إلى قرارات الأمم المتحدة تنظر فقط إلى شخص ما في السلطة الإسرائيلية يصدر قراراً بأن المستوطنات الكبيرة كعوفرا وآرائيل مثلا هي مستوطنات شرعية وغيرهما مستوطنات غير شرعية وهنا تعني إسرائيل أن المستوطنات غير الشرعية هي مستوطنات فارغة من الأساس يقتضي إخلاؤها.
إذن المحتل هو الذي يفرض مصطلحاته وأساليبه بمعزل عن أي قوى مؤثرة في المقابل لدرجة أن الطرف الفلسطيني شعر مؤخراً أنه ارتكب خطيئة كبرى لتجاوبه مع عروض الاحتلال بإمكانية التوصل إلى تسوية للصراع قبل الحصول على ضمانات أكيدة بإنهاء إسرائيل لاحتلالها للأراضي الفلسطينية.
القضية إذاً هي قضية الاحتلال أولا وثانياً وآخراً وهي القضية الأساس التي ينبغي إنهاؤها أولاً وقبل الدخول في دوامة المفاوضات واللقاءات حيث لا يجوز التفاوض في ظل هيمنة المنتصر التي تمارسها إسرائيل ولا في ظل إطباق الاحتلال بكلتا يديه على رقبة الفلسطينيين لانتزاع ما يمكن انتزاعه من أصحاب الحق لحساب الباطل ولا في مدى حكمه على صلاحية هذا الفلسطيني أو ذاك في الشراكة من عدمها ولا في تنصيب المحتل لنفسه قاضياً ليقرر ما هو شرعي أو غير شرعي ذلك لأن الشرعية الوحيدة في ظل الصراع الدائر الآن في فلسطين هي شرعية مقاومة الاحتلال أما إسرائيل نفسها فيدرك الفلسطينيون كما يدرك العالم أنها ناقصة الشرعية وشرعيتها مرهونة رهناً وثيقاً بتنفيذها لقرارات الشرعية الدولية من حدود ولاجئين وحقوق شعب فلسطين وما عدا ذلك لن تستقم الأمور للإحتلال الذي بغى وطغى وانتفخ كثيراً لدرجة أنه لم يعد يتبين الشراك التي نصبها لنفسه.
منذ أن دخلت إلى مفردات لغات العالم كلمة "الاحتلال" لم يطرأ على هذا المصطلح ما يؤشر إلى أن ثمة إحتلال شرعي أو غير شرعي مع الاعتراف بأن محاولات مستميتة بذلتها قوى الاحتلال نفسها لإضفاء صفات مخففة لوقع الكلمة ومضمونها وفعلها دون التطرق إلى صلب المعنى الذي يمثله مصطلح "الاحتلال" من فظاظة ووحشية واعتداء سافر على الغير وحقوقه كما وأن قوى الاحتلال نفسها لم تجرؤ على ذلك وحسبها فقط أن صفات الاحتلال التي حاولت القوى التقليدية تسويقها تخفيفاً لغلواء الفعل وإجرام مرتكبيه بدءاً من الانتداب ومروراً بالوصاية وانتهاءاً بالاستعمار... ذهبت جميعاً إلى غير رجعة وأخذت مكانها في ذاكرة التاريخ صفحات سوداء وصمت أعداء الإنسانية بكل ما في الوحش من سلوك وطباع.
ولعل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين هو الوحيد حتى الآن الذي ظل متحدياً لحتمية الزوال كغيره من الاحتلالات ذلك لأنه نوع جديد و"مطور" عن أنواع الاحتلال المعروفة فهو لم يتكلف حتى باللجوء إلى الوصفات التجميلية للاحتلال التقليدي بل قفز عليها مباشرة إلى أسطورة ما تزال من بضاعة السوق تفيد بأنهم أصحاب الأرض منذ آلاف السنين وذلك ضمن إدراك واع من هذا النوع الاستثنائي من الاحتلالات... بأن الاحتكام إلى الأسطورة والغيبيات يضمن عدم قدرة الغير على إثبات حقوقه التي تم اغتصابها بالقوة ما يضيف لإسرائيل مساحة إضافية للإدعاء واللجاجة والمناورة لكسب المزيد في ظل اختلالات مخيفة في توازن القوى لصالح القوى المحتلة.
وليس غريباً أن الواقع اليومي للإحتلال الإسرائيلي يؤكد باستمرار أنه احتلال استيطاني إحلالي على حساب أصحاب الحق بل وإلغاء حتى لوجودهم إلا أن الغرابة لا تكمن فقط في هذه الأوضاع الاحتلالية رغم خطورتها اليومية الداهمة بل أن إسرائيل استطاعت إلى حد بعيد أن تجر الفلسطينيين إلى مواقعها وإغراقهم في بحر من التفاصيل اليومية الفرعية وتفرض عليهم مفرداتها واصطلاحاتها المتناغمة مع هدفها المرفوع.. وهو دفع الفلسطينيين إلى خارج التاريخ والجغرافيا والوطن وحتى إنسانية الإنسان لدرجة التي أصبحت الأراضي الفلسطينية التي لم تسطع هضمها بعد... أراض متنازع عليها والمقاومة إرهاب وأي شيء مازال في أيدي أصحابه هو تنازل من جانب المحتل وفوق ذلك كله أصبح المحتل هو المصدر الأول للتشريع وإطلاق الأحكام على ما هو شرعي وغير شرعي.
أحد الكتاب الإسرائيليين في صحيفة يدعوت أحرنوت تساءل ماذا يعني شرعي وغير شرعي في عملية الاستيطان ورد على الفور لا شيء سوى أننا مخادعون وأبناء مخادعين ويضيف ان اسرائيل لا تنظر لقانون الدولي ولا إلى قرارات الأمم المتحدة تنظر فقط إلى شخص ما في السلطة الإسرائيلية يصدر قراراً بأن المستوطنات الكبيرة كعوفرا وآرائيل مثلا هي مستوطنات شرعية وغيرهما مستوطنات غير شرعية وهنا تعني إسرائيل أن المستوطنات غير الشرعية هي مستوطنات فارغة من الأساس يقتضي إخلاؤها.
إذن المحتل هو الذي يفرض مصطلحاته وأساليبه بمعزل عن أي قوى مؤثرة في المقابل لدرجة أن الطرف الفلسطيني شعر مؤخراً أنه ارتكب خطيئة كبرى لتجاوبه مع عروض الاحتلال بإمكانية التوصل إلى تسوية للصراع قبل الحصول على ضمانات أكيدة بإنهاء إسرائيل لاحتلالها للأراضي الفلسطينية.
القضية إذاً هي قضية الاحتلال أولا وثانياً وآخراً وهي القضية الأساس التي ينبغي إنهاؤها أولاً وقبل الدخول في دوامة المفاوضات واللقاءات حيث لا يجوز التفاوض في ظل هيمنة المنتصر التي تمارسها إسرائيل ولا في ظل إطباق الاحتلال بكلتا يديه على رقبة الفلسطينيين لانتزاع ما يمكن انتزاعه من أصحاب الحق لحساب الباطل ولا في مدى حكمه على صلاحية هذا الفلسطيني أو ذاك في الشراكة من عدمها ولا في تنصيب المحتل لنفسه قاضياً ليقرر ما هو شرعي أو غير شرعي ذلك لأن الشرعية الوحيدة في ظل الصراع الدائر الآن في فلسطين هي شرعية مقاومة الاحتلال أما إسرائيل نفسها فيدرك الفلسطينيون كما يدرك العالم أنها ناقصة الشرعية وشرعيتها مرهونة رهناً وثيقاً بتنفيذها لقرارات الشرعية الدولية من حدود ولاجئين وحقوق شعب فلسطين وما عدا ذلك لن تستقم الأمور للإحتلال الذي بغى وطغى وانتفخ كثيراً لدرجة أنه لم يعد يتبين الشراك التي نصبها لنفسه.
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |