أم الأحرار .. أم سعود


المعاناة بطعم الحرية .. شظفُ العيش بطعم الأَنفة و العزّة .. حُرٌّ تعاني .. إذن أنت تعيش في الأردن .. هذا حال أم سعود .. ثريّا حمّاد القبيلات _عليها رحمة الله و رضوانه_ التي وافتها المنيّة يوم الاثنين الماضي 21-4-2013.
سعود قبيلات ابنها الأكبر .. الكاتب و القاص و رئيس رابطة الكتاب الأردنيين السابق حرٌّ من أحرار الأردن هو و كل أخوته و أخواته منذ أن كان طالباً في المدرسة .. أمّا في الجامعة الأردنية .. ازداد نشاط الفارس الأردني الحميدي .. فطاردته المخابرات فترك الجامعة .. و اختبأ لبعض الوقت مستمراً في نشاطه الوطني الحر.. حتى اعتقلته الأجهزة الأمنية و قُدِّم لمُحاكمة صورية .. فتلقّى حكماً جائراً على ممارسته لحقّه في التعبير بالسجن لمدّة 5 سنوات .. مع هاشم غرايبة و سمير حباشنة و آخرين زُرتهم مقدّراً لهم بطولتهم عام 1978 في سجن المحطة الذي أُلغيَ فيما بعد.
واجهت أم سعود أثناء ذلك القلق و الخوف على ولدها الأكبر "الأمل" سعود .. و لكنها دائماً كانت فخورةً به .. مع قلقها عليه .. و الذي يعرف المرحوم عواد أخيها الأكبر .. و أخيها الأصغر "أبو خالد" الإعلامي في التلفزيون .. لا يستغرب من أم سعود هذه المشاعر البطولية في مواجهة المُداهمات الليلية المُفاجئة التي كانت تحدث بين الحين و الآخر لبيتهم مُثيرةً لرعب الصغار و الكبار .. بحثاً عن سعود .. أو مؤخراً عن أخوانه سليمان و ياسر أثناء هبّة نيسان و اعتقالهم.
أمّا عن البنات منى و اصرار و آمال فلا تسأل .. لأنه بيت الحرية .. و أجواء الرفض للعبودية و الاستبداد و غياب العدالة و الشعور بالظلم.
إن الشعور بأن النظام السياسي الحاكم يتخذ موقفاً و طريقاً مُغايراً لثقافة و قناعة الأحرار و ضد مصلحة الشعب و الوطن .. كما أن الذهاب بالأردن ليكون في صف الأعداء ضد الأمة و ثقافتها و تاريخها العريق .. لهو أحد الأسباب التي تدفع بالشعب لرفض هذه السياسة المُعادية للشعور الوطني الشعبي الحر.
كما أن إحساس أبناء و بنات هذا "البيت الحر" .. كما هي بيوت بني حميدة قاطبةً .. هذه الشريحة الواسعة من المجتمع الأردني التي تعرّضت للاضطهاد و التهميش من قِبل النظام أكثر من أي شريحة أخرى و إن كان الشعب الأردني بأغلبيته الساحقة قد تعرّض لظلم كبير .. هو سبب آخر أيضا لرفض هذه السياسة.
عرفت أنا شخصياً "أم سعود" عن قُرب .. حيث صرنا جيراناً لمدة و إن كانت وجيزة .. لكنني تعرفت خلالها أكثر على هذه "الثريا" أم الأحرار .. الطيبة .. الصابرة .. المؤمنة .. الصادقة .. الشجاعة .. الفخورة بأبنائها الأحرار .. رغم ما تعرضوا له من ظلمٍ من هذا النظام الظالم.
و لقد أكرمها الله تبارك و تعالى .. فأحسن إليها و لأولادها بفضلٍ من عنده .. رغم أنف النظام .. الذي كان دائماً يسد في وجوههم السُبُل.
و ليس أدَلّ على ما أقول .. من وفاء والد الأحرار "أبو سعود" الذي بكى على قبرها لحظة الدفن و هو يشهد لها و دموعه تترقرق في عينيه بأنها كانت تصلي كل الأوقات مُضاعفةً.
دعائي إلى أم الأحرار "أم سعود" .. اللهم اغفر لها و ارحمها و اجعل قبرها روضة من رياض الجنة و أدخلها الجنة بغير حساب برحمتك يا أرحم الراحمين .. آمين.



تعليقات القراء

الىك يا ...
المرحومة تبرأ الى الله من معتقد احرارها واسألك بالله من منهم دخل المسجد وصلى عليها او قرأ الفاتحة عند قبرها ......
24-04-2013 12:08 PM
هادم اللذات ليس ببعيد
انصحك بالتدبر في قصة نبي الله نوح فشهادتك ستسأل عنها يوم لا ينفع مال ولا بنون
24-04-2013 12:26 PM
الى 1 و2
الكاتب يمدح الام الفاضله وتعاملها الطيب مع ربها والادها والاخرين -جزاه الله خير-اذكرو محاسن موتاكم
24-04-2013 02:09 PM
قريب
شكرالك ولقلمك المعبر-ما كنا نعرف مدى .....على هذه العائله المناضله -ورحم الله ام سعود
24-04-2013 02:54 PM
ابو على
معاناة بطعم الحريه--صدقت --ورحم الله هه الانسانه العظيمه
24-04-2013 04:11 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات