الانتشار الامريكي -تحليل جيوسياسي_


جاء قرار وزير الدفاع الامريكي تشك هاغل بنشر 200 جندي امريكي في الاردن تحسبا للازمة السورية بمثابة دق ناقوس الخطر بان هناك امر ما يجري التخطيط له بالاقليم حيث ذكرت صحيف لوس انجلوس تايمز ان هؤلاء الجنود سيكونوا طليعة لقوة عسكرية تضم نحو 20000 جندي تتضمن وحدات مخصصة بحراسة الاسلحة الكيماوية واخرى من الدفاع الجوي لتامين المجال الجوي الاردني الى جانب قوات مقاتلة تشارك في اي تدخل عسكري في سوريا حيث اشارت العديد من وسائل الاعلام الامريكية الى التدخل الامريكي المرتقب ياتي لتامين مايوصف بانه ترسانة من الاسلحة الكيماوية او لمنع امتداد الحرب الاهلية في سوريا الى الاردن.
تمحورت الخطط الحديثة للولايات المتحدة الامريكية بااهمية الحاجة الى اعادة هيكلة جديدة لتمركز القوات بمايتلائم مع طبيعة التهديدات الطارئة الجديدة التي يصعب التنبؤ بها والتي بدات تتصاعد مابعد نهاية مرحلة الحرب الباردة كالارهاب الدولي والدول المارقة والتي تسمى بدول محور الشر, واسلحة الدمار الشامل.
الموقف السياسي للاقليم (مسرح العمليات)
لابد من اعتبار اسرائيل ووجودها ككائن مصطنع خلق في قلب منطقة جغرافية متجانسة ثقافيا وعرقيا ودينيا وقوميا اساس كل النزاعات والاشكالات الحاصلة لجميع دول المنطقة والاقليم لابل وللعالم باكمله فبعد خروج بريطانيا وحلفائها منتصرين بالحرب العالمية الاولى كان وعد بلفورعام 1918 لليهود بانشاء دولة لهم على ارض فلسطين العربية مهد اهم المقدسات الاسلامية , وبعد الحرب العالمية الثانية كان الاعتراف بدولة اسرائيل على ارض عربية اقتطعت بالقوة بدعم بريطاني –دولي ثم استمر الاستثمار للنجاحات السياسية والعسكرية في تثبيت دولة اسرائيل وتجلى ذلك بحرب ال67 حيث احتلت اسرائيل بقية فلسطين اومايعرف بالضفة الغربية من نهر الاردن, وبقت اسرائيل تناضل وتكافح وتقاوم من اجل جماية مااكتسبت من انجازات حيث لم تقف عند هذا بل تعدته للنيل من كل شيء قد يضر بامنها بعد سلسلة معاهدات دولية علنية وسرية مع العديد من الدول الغربية والكبرى تحصل به على ضمانات بقائها وديمومتها المرتبط بتدمير وتحطيم كل اسس القوة للدول العربية والاسلامية المحيطة بها فشنت حروب على لبنان وغزة وضربات استباقية لكل من المفاعل النووي العراقي وتصفية قيادات المقاومة وعلماء الذرة ومراقبة كل تطور اوتقدم اوتسليح بالاقليم قد يحدث ميل بموازنة التسلح لاي من خصومها.
بعد حرب العراق 2003 وسقوط بغداد وماتبعه من تصفية لكل رموز المعارضة والمقاومة في الدول العربية المحيطة والمهددة لاسرائيل ومع تصفية قيادات القاعدة وتطبيق سياسة الفوضى الخلاقة كمنهج تغيير امريكي في الشرق الاوسط وحلول الربيع العربي في كل من تونس ومصر وليبيا وعدم وجود مايشير الى وجود حل نهائي قريب لمشكلات الشرق الاوسط والعالم العربي المتعددة بدات الثورة السورية في اخر معقل مجابهة وممانعةلاسرائيل مدعوم برغبة امريكية غربية اسرائيلية بحتمية التغيير في سوريا الحليف الاستراتيجي لايران وذراعها الايمن في المنطقة العربية (حزب الله)
حيث بدات الثورة السورية في 15/3/2011 بعد نداءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الانترنت لم يكن متوقع ان تستشري شررها لتصل الى ماوصلت اليه بعد ان استغلت الفرص واستثمر الموقف العملياتي في مسرح العمليات السوري بدعم غربي وتسهيل دخول المقاتلين والاسلحة للتشجيع على مزيد من القتل والدمار لكل مكونات الدولة السورية حتى تصير الى دولة قابلة للهدم واعادة البناء من جديد باسس ومعايير تتناغم والرغبات الاسرائيلية في المنطقة.
القوى المتصارعة في سوريا :
اولا : قوى الثورة :
مع بداء الثورة الدموية حيث كانت بدايتها في درعا والتي كان سببها الرئيس هو كتابة اطفال رسومات وعبارات على الجدران تطالب باسقاط بشار جوبهت بقمع شديد من قبل الاجهزة الامنية حاول وجهاء درعا تداركها بالحل السلمي الا انهم قوبلو بعبارات وردود تمس الكرامة والدين كانت محرك رئيس لامتداد الثورة المسلحة لكل بلدات درعا تجاوبت معها بقية محافظات سوريا وكانت حمص الاعنف والاقوى لتستمر لكل انحاء سوريا حتى دمشق حيث بدات تتشكل مجالس ووحدات مقاومة استطاعت ان تتشكل كمايلي:
الجيش السوري الحر : ويعتبر المظلة الرئيسية للمعارضة ويقدر عدده حتى الان قرابة 200000 مقاتل بداو كمنشقين عن الجيش النظامي احتجاجا على قتل مدنيين عزل ويضم :
أ‌. المجالس العسكرية : وهي قوية في حمص وحلب ولها الوية في كل انحاء سورية
ب‌. المجالس العسكرية الثورية: تشكلت من مدنيين دعوا بالبداية لثورة سلمية لكنهم سلحوا انفسهم ردا على عمليات الجيش السوري النظامي ضدهم.
ج‌. جبهة تحرير سورية : مجموعة من الالوية الاسلامية السورية التي وحدت قواها وتتكون من 30الى100 مقاتل لكل لواء مجموعها يصل الى عشرة الاف فرد.
د‌. جماعات اسلامية مستقلة: اهمها جبهة النصرة التي اعلن احد قادتها لاحقا الولاء لتنظيم القاعدة , ولواء الامة ذاع صيتها بعد سلسلة تفجيرات لمواقع استخبارية داخل مدينة دمشق ومدينةحلب, هجماتها المستمرة ووجودها القوي وكفاءة مقاتليها الحربية فرضت وجودها واحترامها بين الشعب السوري بعد ان رفضت في البداية في بعض المدن والاحياء والقرى السورية الا ان انضباط افرادها وعفتهم وصدقهم عزز من تقبل المجتمع السوري لهم , تقاتل احيانا الى جانب الوية اخرى كقوات ضاربة تنفذ مهمات خاصة وخطيرة وتضم مقاتلين اجانب شيشان وافغان وعراقيين واردنيين وسعوديين وتونسيين وليبيين جميعهم يعتنقون الفكر السلفي الجهادي.
قوى اقليمية اخرى: وهي قوة استخباراتية لدول الاقليم تنشط لتحقيق اهداف خاصة تتراوح من جمع المعلومات الى تنفيذ عمليات خاصة ضد اهداف محددة كالتدمير والقتل بهدف استغلال الانفلات الامني من اجل الاجهاض على الاهداف الاستراتيجية والحيوية للدولة السورية بغية تحقيق امن هذا الدول الخاص.
ثانيا : الجيش النظامي السوري :
وهو الجيش النظامي السوري المقدر عدده مع بداية الثورة باربعماية الف جندي مكون من سبعة فرق حرس جمهوري والية ومدولبة ومدرعة بالاضافة الى اثنى عشرة لواء مهمات خاصة ودفاع جوي تشكلت من سرايا الدفاع (سابقا) وقوى امنية خاصة تم اعادة هيكلتها في العام الماضي بعد ازدياد حالات الانشقاق الا ان القوى الاقوى والكثر فعالية لتنفيذ مهام قتالية مستقلة هي الفرقة الرابعة والتي يقودها ماهر الاسد وجلها من رجال النظام الموثوق بهم بالاضافة الى تشكيل قوة مليشيات ( جيش شعبي) تعرف مايسمى بالشبيحة تسخدم اليات مدولبة لاثارة الرعب والفوضى في قلوب المواطنين بلباس مدني حتى تخفي جرائم الجيش النظامي وتساعده على التخفي والتمويه واحكام السيطرة على المناطق الاهلة بالسكان ويخطط لها بشكل جيد لاحداث الصدمة بالثوار والمقاومةوالنيل منهم ومن عائلاتهم واحيائهم السكنية. معززا بمنظومة دفاع جوي واسناد جوي من 1150 طائرة ميغ وسوخوي عامل منها مايقارب 250 طائرة وخمسة عشرة قاعدة تقلصت الى سبعة بالاضافة الى مينائي اللاذقية وطرطوس الرئيسين.
القوات الامريكية المنشرة في المنطقة:
350000جندي امريكي ينتشرون في 130 دولة حول العالم اهمها دول الخليج ومنطقة الشرق الاوسط حيث تتوزع كمايلي :
1. البحرين : تتمركز في ميناء سلمان , مطار المحرق , قاعدة الشيخ عيسى الجوية , قاعدة الجفير العسكرية القريبة من المنامة والتي تعتبر من اهم القواعد العسكرية في الخليج لوجود مركز قيادة الاسطول الخامس الامريكي ومركز قيادة القوات الخاصة.
2. الكويت : قاعدة احمد الجابر الجوية , مطار الكويت الجوي , ميناء الاحمدي , واهم المواقع قاعدة علي السالم ومعسكر اريفجان.
3. قطر : مخازن الاسلحة وذخائر ومعدات تكفي لتشكيل عسكري بحجم لواء وتسهيلات عسكرية مختلفة في معسكر السيلية ومطار الدوحة الدولي ومنطقةام سعيد , وقاعدة العديد العسكرية التي اضحت واحدة من اهم المواقع العسكرية الامريكية في الخليج خاصة بعد نقل مقر القيادة المركزية منفلوريدا اليها عشية بدء الحرب على العراق عام 2003.
4. السعودية : قاعدة الامير سلطان الجوية جنوب الرياض والتي كانت تضم قيادة القوات الجوية الجوية الامريكية ولاتزال هناك بالاضافة لتسهيلات عسكرية في مواقع مختلفة من المملكة العربية السعودية مثل الدمام , الهفوف , الخبر , تبوك , ينبع , الظهران .
5. سلطنة عمان : اكثر المواقع العسكرية الامريكية فعالية في ميناء قابوس , صلالة , ومطار السيب الدولي وعتاصر جوية في قاعدة المثنى الجوية , قاعدة تيمور الجوية , وقاعدة مصيرة المشتركة مع البريطانيين.
6. الامارات العربية المتحدة : قاعدة الظافر الجوية باابوظبي , مطار الفجيرة الدولي , ميناء زايد , ومينائي رشيد وجبل علي بدبي , ويوجد وحدة عسكرية وبعض طائرات الاستطلاع .
7. تركيا : قاعدة انجيريلك .
8. اسرائيل : مخازن ومستودعات الطواريء في عدة مطارات وموانيء اسرائيلية .
9. اليمن : تسهيلات مختلفة في ميناء عدن وعدة مطارات تساهم في دعمعمليات مطاردة القاعدة ومراقبة خليج عدن .
10. جيبوتي : تسهيلات مشتركة مع القوات الفرنسية المتواجدة في مطارات وقواعد وموانيء جيبوتي والمقدرة بخمسة الاف جندي فرنسي .
11. الاردن : علاقات عسكرية مفتوحة تصل لدرجة التحالف بين البلدين تتيح تواجد عسكريا امريكيا قويا وقت الضرورة وخصوصا قاعدة الشهيد موفق السلطي بالزرقاء وميناء العقبة تعزز بتمارين عسكرية مشتركة مع عدة اطراف اقليمية تتطلب تواجد قوات امريكية لفترات طويلة كتمرين الاسد المتاهب .
12. مصر : علاقات عسكرية مميزة متعددة المستويات تتخذ شكل تعاون تسليحي ومساعدات عسكرية وتدريبات مشتركة وتسهيلا بحرية عبر قناة السويس وموانيء بورسعيد والسويس والغردقة تتجلى سنويا بتمارين النجم الساطع بقاعدة غرب القاهرة الجوية.
دواعي استراتيجية الانتشار الامريكي :
عادة ماتنتشر القوات الامريكية باختيار الاماكن التي تحقق اقصى عائد عسكري ومن اهم معايير نشر القوات الامريكية وجود محددات اهمها :
1. مستوى المشاعر المعادية للولايات المتحدة في الدول المستضيفة
2. مدى سماح الدول المستضيفة بحرية حركة القوات البرية والجوية في استخدامه لاراضيها.
3. حجم الاستثمارات المالية السابقة التي تم استثمارها في كل موقع .
4. الاهمية الجيوسياسية للدول المستضيفة.
متطلبات التدخل العسكري لفرض واقع سياسي جديد:
النظام الاقليمي الحالي في الشرق الاوسط والذي ورثته الولايات المتحدة الامريكية من الامبراطوريتين البريطانيا والفرنسية بعد الحرب العالمية الثانية يتطلب اعدة هيكلة وصياغة جديدة على ضوء الظروف الجيوسياسية التي ظهرت اعقاب حرب العراق عام 2003 وماتبعه من هزيمة معنوية لروح المقاومة العربية للوجود الاسرائيلي حيث انهارت مع انهيار النظام العراقي العديد من تنظيمات المقاومة والايدلوجيات المبنية على القومية العربية كحزب البعث بشقيه والاحزاب اليسارية الاخرى المتضامنة الى حد ما مع هذه الايدلوجيات والتي تبعها فيما بعد ظهور تنظيمات مقاومة بدعم من ايران كحزب الله وحركة المقاومة الاسلامية/حماس اضافة الى عدم استقرار الوضع السياسي والامني في العراق والذي يرجع خطيئته الى الولايات المتحدةالامريكية جعل منه امرا مؤرقا للادارة الامريكية بضرورة ايجاد حل يخفف اويقلل من الظلم والتهميش الذي حل بالطائفة الستية في العراق مع الاخذ بعين الاعتبار للتحالف السوري الايراني بشان حزب الله واثره على امن اسرائيل حيث استغل ذلك مع اول شرارة للثورة السورية كما اسلفت سايقا ليستثمر كمناسبة لاحداث تغيير في الاقليم يواكب سير الاحداث والعمليات في الصراع السوري-السوري والذي اعتقد انه قد وصل الى نهايته في امر الحسم لصالح احد الطرفين :المقاومة او النظام والذي تخشى كل منهم الادارة الامريكية واسرائيل ان لم يتم احتوائهم بكل الوسائل والطرق بان يضمنوامن اسرائيل ان لن يكونوحلفاء لها يدخلون بمعاهدات سلام لاحقا وهذا ماتبحث عنه القوى الخفية الغربية الامبريالية يضرورة ايجاد قيادة للثورة متحالفة اوابقاء النظام على ماهو عليه ان لم تفلح جهودهم بشروط اضافية اكثر خنوع من السابقة الموقعة بالخفاء مع النظام السوري والتي ضمنت عدم اطلاق رصاصة واحدة على اسرائيل طيلة اربعون عاما تبعت انتهاء حرب تشرين.
العرب والذين ينظر لهم بانهم الرجل المريض الذي لادور له وخصوصا بعد اقصاء مصر لتتفرغ لشؤونها الداخلية بعد اخداث الربيع العربي في كل من تونس وليبيا لايستطيعون ان يجمعوا على اي قرار يخدم اويمانع اويؤيد اي امر لايجمعون عليهم جراء التدخل الامريكي-الغربي في كل شيء للجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي عبر امبراطورية قطر التي ستجهض اي امر يدعو للاجماع لمصلحة العرب والمسلمين. فالدول العربية بنظر الساسة الغربيين مخلوقات اصطناعية يمكن التلاعب بها بالاستنساخ او التفريخ او التجذير.
ولهذا فان لاسرائيل الدور الاكبر والاهم في اعادة رسم خرائط المنطقة العربية على اسس قبلية وطائفية عبر بناء استراتيجية موازين قوى غربية واسرائيلية للهلال الخصيب تستند على وضع العراق الحالي والحرب الاهلية السورية من اجل التخلي عن التسوية العربية – الاسرائيلية الشاملة لصالح مفاهيم جديدة للهوية والموازين والقوى في الشرق الاوسط وقد نشرت العديد من مراكز الدراسات الاستراتيجية والسياسية المقربة من واشنطن واسرائيل دراسات مستفيضة بعناوين عديدة تدعم فكرة استغلال الوضع السياسي الراهن للمنطقة العربية كدراسة بعنوان \"\" التعامل مع دول متهاوية\"\"\" و دراسة \"\" اعادة موازيين القوى في الشرق الاوسط\"\" تحلل جميعها الوضع القائم وتوصي بضرورة استغلاله لاحداث تغيير بالمنطقة مع التاكيد على دعم الحلفاء الاستراتيجين الموثوق بهم من القادة العرب كالهاشميين ليعطوا مزيد من النفوذ من خلال توسيع حدود الاردن شمالا وشرقا لضمان زيادة رقعة المنطقة الامينة الحامية لاسرائيل وحل مشكلات الطوائف الاقليمية كالسنة في العراق وجنوب سوريا عبر نزع مساحة واسعة من غرب العراق وصمها للاردن وضم جنوب سوريا محافظة درعا كاملة للاردن (كمنطقة عازلة بالبداية) اضافة الى الحاق الضفة الغربية بالاردن ليسهل السيطرة على منطقة واسعة تحيط بالحدود الاسرائيلية تضمن ضبط لها تمنع اي خرق مستقبلي يضر بامن اسرائيل.
الاردن والدور المنتظر في الازمة السورية:
لم ياتي انتشار طليعة قوة امريكية خاصة بالاردن عبثا اعقبه انباء عن سماح الاردن لاسرائيل باستخدام المجال الجوي الاردني من اجل تنفيذ ضربات لاهداف محددة داخل الاراضي السورية بعيدا عن تهديد صواريخ حزب الله في جنوب لبنان . الامر الذي يدل على ان هناك سيناريو معين تم اعداده بالاتفاق مع الدول الغربية والدول العربية المؤثرة من اجل محاولة انهاء العنف والقمع الناتج عن اقتتال طرفي المعادلة في سوريا وحقن الدماء, الا ان هذا السيناريو سيتبعه ترتيب جديد قد يضر بالمصالح العليا لشعوب المنطقة وبالتاكيد ستكون نتائجه لصالح اسرائيل الابن المدلل لامريكيا .
ولن يغفل هذا السيناريو الاوضاع السياسية القائمة في كل من الضفة الغربية والعراق وكذلك حزب الله في لبنان والملف النووي الايراني دون اهمال اواغفال للدور الروسي في محاولة اجراء صفقة تضمن تحييد ايران وحزب الله من خلال اعطاء نفوذ لايران وحزب الله في شمال غرب سوريا يتقلص به نظام الحكم ليشكل دولته الطائفية على ان يكون دويلات طائفية اخرى لكل من الاكراد مع محاولة ايجاد مخرج للازمة السياسية العراقية من خلق ايضا حكم ذاتي للسنة في غرب العراق قد يكون تابع لدولة اكبر هي الاردن.
من هذا المنطلق فان المهام التكتيكية الانية والسريعة للتدخل الامريكي سيكون من اجل اقامة منطقة عازلة داخل الاراضي السورية بمحاذاة هضبة الجولان والحدود مع اسرائيل هدفها:
1. ايجاد منطقة امنة يسيطر عليها الجيش الحر وتكون مقرا للحكومة السورية المؤقتة بقيادة شخص لم يتفق عليه بعد .
2. منع الجماعات الاسلامية الجهادية من الوصول الى الحدود مع فلسطين المحتلة (اسرائيل) وشن هجمات صاروخية اواستشهادية ضد اهداف اسرائيلية.
3. استغلال الجماعات الجهادية في مواصلة محاربة نظام الحكم السوري لانها الاكثر بلاءا في المقاومةوالمواجهة حتى تتمحور العمليات لتنفيذ الاهداف الاستراتيجية اللاحقة.
لن تستطيع القوات الامريكية لوحدها ان تنفذ هذا السناريوا ولهذا لابد من تشكيل قوة دولية تحت مظلة الامم المتحدة عبر استصدار قرارات لاحقة تضفي الشرعية على هذه العمليات والتي سصدر خلال الشهر القادم بعد ان بدات المشاورات بخصوص ذلك في اروقة الامم المتحدة.
سيكون للاردن دور رئيس في هذه العمليات لانها ستنطلق من اراضيه لاسيما وانه لايوجد محددات حتى الان على وجود قوات دولية بقيادةامريكية حيث الشعب الاردني لم يبدي اي معارضة قوية تذكر بعد الا من جبهة العمل الاسلامي وبعض القوى المعارضة وان هناك بنية تحتية ملاءمة لاستقبال القوات الامريكية مدعوم باتفاقيات تحالفية بين الاردن وامريكيا حيث سيكون تمركزهذه القوات في منطقة جنوب المملكة لما للاردن من اهمية جيوسياسية تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الوضع الراهن واللاحق في سوريا.
الخاتمة:
حالة التمزق والتشرذم العربي قادت لمثل هذه الاوضاع المقلقة لمستقبل الامة العربية بالتزامن مع مايسمى بالربيع العربي الذي اضعف دول عربية كبرى ويهدد دول اخرى اصبحت غير قادرة عل قيادة نفسها عوضا عن قيادة الامة العربية وكل هذا الوضع زبادة لقوة اسرائيل في فرض ماتريد وماتصبوا اليه بعد ان استطاعت ان تضعف روح المقاومة والمعارضة للشعوب العربية بدات بعد اننجحت في اخراج مصر بمعاهدة سلام والعراق بضربة عسكرية حطمت قوته العسكرية ومن ثم اضعاف سورية لما وصلت اليه.



تعليقات القراء

الحنيطي
ابدعت
23-04-2013 06:59 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات