ذوابة


 يا غرة على وجنة الحياة ... ياقبلة حنونة على الجبين ... ذوابة يا دمعة 7/4/2013...ذوابة عبدربه الكايد العساف... " أم نايف " ذوابة الخير .. 
كنت أظن يا أمي ان التراب ابعد عليك من النجوم..واليوم أودعك مغصوبا وقت وضعناك في القبر لم أرد أن أقوم..ولم أعرف عندما يحسم القدر أمره كيف ينبغي ان نذعن للقدر ...
لقد تغيرت الحياة بعد فراقك مباشرة فقد كنت أشعر أنني لا زلت طفلا في حياتك ولكن من اللحظة الأولى لفراقك اكتشفت أنني بلغت المائة من العمر
ولقد كنت أشعر أن لكل شيء طعم خاص ومذاق لذيذ حينما كنت أحضر إليك فأخبرك بكل أموري ولكن بعد رحيلك لم يعد لتلك الأشياء أي معنى في حياتي حتى وإن كانت رائعة إلا أنني اشعر أنه لا مذاق لها وقد اكتشفت أنك من كان يعطي لكل شيء جماله .
أمي الحبيبة ..أم نايف .. لقد تغيرت الحياة حقيقة فلم يعد للأمكنة جمال ولم يعد للزمان لذة وجدت أنني كنت في حضورك أملك كل شيء وبعد فراقك لا أملك شيء . لقد نظرت للأمكنة فذكرتني بتفاصيل علاقتي بك ووقفت مع الزمان فأخبرني بتلك اللحظات الجميلة التي عشتها معك لحظة بلحظة . نعم أنا مؤمن بقضاء الله وقدره ولا اعتراض على ما قدر وقضى ولكن هي مشاعر أعيشها بكامل تفاصيلها .
لقد فقدت دعواتك التي كنت أسعد بها كل يوم ولقد كنت أتشوق للحضور إليك حتى أسمع منك (أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه) ولقد كنت أشعر حينما تقولين هذه الكلمات براحة وطمأنينة لا يعلمها إلا من وهبها لي وبعد فراقك فمن يدعو لي بتلك الدعوات .
أمي ... لك في "نايف" القلب محبة وإجلال...يامن كنت بدعائك لله وصلاتك على النبي "محمد"كانت كل أمورنا في "تيسير"...كنت تخبريننا دوما ان من يتق الله فهو حتما "فايز"برضاه وجنته...أمي كنت خير "بشير "وخير فرحة يا معاني الطهر في قواميس الكون ..أمي يا صاحبة القلب "العامر " والصدر الحنون...ذوابة يا معقل الخير والبركة ..
ذوابة الخير : لقد اكتشفت بعد فراقك أنني لم أكن يوما بارا بك ولقد قلبت في صفحات علاقتي بك فلم أجد أنني عملت عملا يليق بمكانتك وحقك عليّ . ..نعم وجدت بعد فراقك أن كل عمل عملته من أجلك لا يكافئك بلحظة واحدة ولكنني أعدك أن أبرك بعد مماتك أكثر من بري لك في حياتك لعل الله أن يغفر لي تقصيري في حقك .
كل ما اذكرك يا ام نايف يحترق شمع ويذوب .. اذكرك يا شمعة تسير هنا وهناك .. يا قنديلا من خير يا شعاعا من سكينة ومن نور ..اتخيل طلتك..ضحكتك..صوتك اسمعه يا رحوم..صار البيت اليوم في عيوني موحشا كله عيوب...لم يبقى للبيت نور ..وما بقي للجرح ثوب ....
رحلت أم نايف وكان رحيلها اشبه بالصدمة والمفاجأة ... تساوى العسل بالمر والنور بالظلام ..فهل يا ترى ملامح الراحلين تزداد وضوحا بغيابهم ام ان القلب لا يبصر الا ما رحل ؟
رحلت أمي آلتي كانت تحمل في أضلعها الحنان والود والعطف والشفقة...
رحلت أمي التي كانت تدفع عني برد الهم والغبار والنكد....
رحلت أمي آلتي كانت ترفرف بأجنحتها فوق بيتنا وبيت كل قريب، تستفسر عن آلأهل والجار والصغير والكبيروتوآسي الضعيف وتفرح لفرح النآس وتحزن معهم... كانت أمي مدار حديث الصغار والكبار لم تقصر في واجب ولم ترد حنآنهآ على من يقرع الباب.... كانت ام نايف تتجول بين الاهل والاحبة حمامة سلام ورسول مودة....
رحلت أم نايف فمآتت الدنيا في عيني، وتركتني أعيش في هذه الحياة ليلة عزآء طويلة.... رحلت أمي آلتي لو كنت أملك من سنوآت عمري شيئآً لأعطيتهآ منهآ حتى لآ أفآرقهآ سآعة وآحدة
أمي مكانك في محاجر العيون.. والكلام في حضرتك يا يمه تخطه دموع النجوم...أعذريني يا امي ياأنيسة روحي ..يا ملجأي في ركن بيتنا فحق المحبة لا اوفيكي ..
لقد أدركت آليوم لمآذا وضع الخالق جل شأنه مفتاح الجنة في يد الأم وجعله تحت قدميها؛ لأن الأم في ذاتهآ جنة بكل معانيهالأولادها... ويكون صدرها أوسع وأرحب من القصور وريحهآ أطيب من ريح المسك ...فآللهم أكرم نزلها ووسع مدخلها وأغسلها بالماء والثلچ والبرد وآجمعني بأمي في مستقر رحمتك في مقعد صدق عند مليك مقتدر.



تعليقات القراء

فاطمه مروان احمد "الكايد العساف"
الله يرحمها ويجعل مثواها الجنه
15-04-2013 03:56 PM
مروان احمد "الكايد العساف"
رحمك الله يا والدتي
15-04-2013 03:57 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات