التقسيم مابعد احتلال العراق


عندما كان الغرب يتقاتلون فيما بينهم على التقسيم الطائفي الذي ظهر في القرن التاسع عشر قاموا بقتل بعضهم البعض على أساس هذه الطوائف ، وفي النهاية عندما أزالوا التفرقة ما بينهم وأصبح يجمعهم وطن اسمه الاتحاد الاروبي عرفوا معنى الديمقراطية وتعلموا كيف تُطبق عندها قاموا بالثورة ، كما أنهم أيضا اخذوا وقتا للتطبيق على ارض الواقع وللتخلص من بقايا التخلف الذي بقي عالقا في اذهان البعض منهم ، نجحت ثورتهم وهاهم الآن يطبقون علينا ما كانوا به بالأمس القريب .

قبل سنوات قليلة كنا نحاول التخلص من التقسيم الديني ( مسيحي - مسلم ) وكدنا أن نتخلص منها في بعض المجتمعات بعدما تخلصنا بالفعل منها في مجتمعات أخرى ، كلنا يعلم أن هذا التقسيم الديني أو غيره تصنعها الأنظمة للبقاء وتصنعها أيضا دول اروبا وأمريكا لكي تتلهى الشعوب عن أفعالهم .

اليوم أصبحنا نعاني من التقسيم الطائفي الذي جعل من الدين الإسلامي طوائف عديدة لم نكن نسمع بها من قبل ، وما نراه على ارض الواقع من تقسيم إقليمي وعنصري والتشدد لتلك التقسيمات لن نجد حلولا لها إلا من خلال خلق جيل جديد يتم تعليمه وتوعيته تجاه هذه التقسيمات وغيرها كي يكون مدركا لما يحدث حوله وما يحاك له عند إتباع التقسيمات الجديدة.

أتحدث عن هذه التقسيمات والعنصريات والتشدد لأنها لم تصبح حكرا على الشعوب العربية فقط ، بل وصلت إلى مالي الإفريقية وهنا علينا التأكيد على الدين الإسلامي الواحد فعندما ندافع عن البشر في مالي نقول أنهم بشر مسلمين فلا نحدد طائفتهم ( سني- شيعي- سلفي- صوفي- ...الخ ) وهذا من أجمل ما سمعته ورأيته لكل من دافع عن البشر في مالي حيث كان الدفاع لأنهم مسلمين لا أكثر ولا اقل.

ونتحدث أيضا عما يحدث ألان في العراق ونرى المسيرات المناهضة للحكومة والتي لها مطالب مشروعة كيف تم تقسيمها وتحديد المناطق ذات الأغلبية السنية والأغلبية الشيعية وان الشيعة مع الحكومة والسنة ضدها ، وأكثر ما يوثر في أيامنا هذه الإعلام الذي أصبح يستخدم الطائفية بكثرة وانه يشير إلى المناطق ذوات الأغلبية وهذه اكبر وسيلة تم عبرها نشر الطائفية ، وخلال هذه الأيام نسمع عن قانون انتخابات لبناني جديد اوكما يسمى ( قانون الارثذوكس ) فهذا القانون يقوم بتقسيم لبنان على أساس الطوائف المسيحية - لم يكتفوا بتقسيم المسلمين - الذي يمنح كل طائفة عدد محدد من المقاعد على لبنان كاملة وهنا اكبر تقسيم حيث سيتم إحياء الطائفية من جديد في لبنان ، لبنان التي لم تزل تحت التحديث في جميع مجالاتها فهذا يعني أنها لن تتقدم بل ستعود إلى العصور الوسطى .

هنا يجب التأمل بما يحدث لهذا الجزء من العالم حيث التقسيم والتشتيت المقصود لحماية الأمن القومي لأمريكا والغرب - الكيان الصهيوني -، كما انه يقوم بتقوية الترابط بينها وبين الأنظمة الحاكمة والسماح للصهاينة بالتوسع على هذا الأساس حيث نكون مجبرين بقبولهم على أنهم يحملون دين يهودي ، في الوقت الذي لن نكون قادرين على محاسبتهم لماذا يدخلون بلادنا وماذا يفعلون بها لأننا منشغلون في الإفتاء وفي التصنيف هذا ما دينه وما طائفته .
وللتذكير ايضا قبل أشهر كانت المجازر في بورما ضد الأقلية المسلمة عندها لم نصنف إسلامهم ولم نتبعهم لطائفة معينه ، ام أن هذا التقسيم مقتصر علينا كعرب فقط ولماذا لم نسمع بهكذا تقسيمات إلا منذ بدأ الاحتلال العراقي ؟ .
م. مراد جلامده
Murad.saleem@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات