فلسطين وعلة القيادات .. ؟


مقدمة
-منذ أن بدأت تُحاك المؤامرات البريطانية ""1897"" لزرع يهود في قلب الشرق الأوسط ، ليس حُبا باليهود إنما للخلاص من وبائهم ، زناختهم وشرورهم التي لا حصر لها ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى لتفتيت وتدمير الحضارة العربية الإسلامية التي كانت سائدة آنذاك وبصورة نهائية ، ""وهو ما نشده الآن من تشظٍ وإنهيار هو الدليل...!"" والذي جاء كنتاج لما يُسمى الربيع العربي ، ""كذبها علينا الغرب وصدقناها...!"" ، وها نحن نلهث في دهاليزها ، قتلا ، دما ، سحلا وإغتيالا ، والآتي يُنبئ ما هو أفظح ، ورحم الله زمنا ، كانت فيه دولة إسمها سورية.
-أما حين نقول يهود ، فنحن نقصد أتباع المدعو يهوه ، وهؤلاء لا يمتون بأية صلة ، لليهود الذين هادوا بملة موسى عليه السلام ، والذين بشروا بالنبي أحمد ""محمد صلعم"" ، الذين لا يؤمنون بقيام دولة خاصة لليهود ، لا في فلسطين ولا في غيرها.
-وما جاء إختيار فلسطين إلا من كيّد أتباع يهوه ، لا يطال الشعب الفلسطيني ، العربي المسيحي والإسلامي فحسب ، إنما هو كيد وحقد على البشرية أجمع ، فإتباع يهوه وقد سخَّروا المال ، الجنس والجاسوسية ليحكموا ويتحكموا بالمفاصل الحيوية لمركز صنع القرار الدولي، فإن هذا يأتي من وراء عقيدة تلمودية طوطمية ، صاغها أحبار فايروس الشر ، وأذكتها وأشعلت أوارها ماكنة الإعلام اليهودي ، فصدق العامة اليهود أنهم فعلا شعب الله المختار ، وأن بقية البشر مجرد غويم ، أي عبيد وخدم ليهود.
فلسطين المحتلة...!
-حدث ما حدث وإحتُلت فلسطين، والكل يدرك التفاصيل ، وليس من شيئ خفي على أحد ، فالطفل يعرف الخذلان ، التواطؤ ، التآمر دوليا ، عربيا وإسلاميا على فلسطين وشعبها وبأيد فلسطينية أيضا ، وهو الأشد قسوة على الشعب الفلسطيني العظيم ، ""ظلم ذوي القربى أشد غضاضة"" ، حتى وصلنا إلى أبعد مهانة إذ قبلنا بدولة فلسطينية ، مجرد عضو مراقب في الأمم المتحدة ، هللنا لها وكبرنا ، وقبَّلنا يدنا وجها وقفا ، وحمدنا وشكرنا ، على أمل أن يكون هذا الإنجاز خطوة على الطريق ، وليس مجرد تأكيد جديد لمدى بؤسنا الذي ما يزال يراوح بين واقعنا الممزق ، وبين حلمنا الضائع والمبدد ، ننتظر عطفا من هنا ودعما من هناك ، ولعل طبخة الحصى تستحيل طعاما ، ولكنه المستحيل .
ماذا بعد...؟
-يبدو أننا مجرد أهل كلام ولغّو ، تهيم بنا أحلامنا وأمنياتنا حتى نتعامل معها وكأنها إنجازات على الأرض ، ولنا هنا أسوة سيئة ، في معالجة ما يُسمى القيادة الفلسطينية لإغتيال الشهيد عرفات جرادات ليتبدا مدى نكوصنا وتراجعنا عن أبسط حقوقنا في اللجوء لمحكمة الجنايات الدولية ، خوفا ووجلا من غضب سيئ الذكر أوباما الذي يشذب لنا خازوقا جديدا ، يُدخلنا في متاهات المفاوضات ، لنعود مجددا لمربع المفاوضات حياة ،أو تُفرض علينا تسوية مسخ ، أو نذهب إلى جحيم الإنقسام مجددا ، ونُضحي كالمُصيِّف في أريحا ، أو كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى ،ليستمر شعبنا يئن تحت رحمة الهُزال الفلسطيني ، التطنيش العربي ، الخذلان الإسلامي ، بشهادة الغزل بين مرسي بيريز ومن ثم التناغم والتفاهم مع أوباما ، لتلهب أرضنا وجلدنا سياط الإستيطان وجدران الإعتقال وتوديع الشهداء .
ما العمل...؟
-ما حك جلدك غير ظفرك ، العمل هو الشعب الفلسطيني ولا أحد غيره ، هذا الشعب العظيم ، خلاصة الحضارات البشرية ،فليست من حضارة أو إمبراطورية فاعلة منذ آلاف السنين ، تمكنت من التربع على عرش العالم ، إلا وأخذت الإذن من القدس ، بإحتلالها ، بعبورها ، الإقامة أو الصلاة فيها ، ليس لمجرد قدسيتها فحسب ، بل وعلى أهمية هذه القدسية ، فهي قلب الشرق الأوسط الذي يشكل برمته ، سياسيا ، إقتصاديا وجغرافيا حلقة الوصل بين قارات العالم القديم ""وبلغة أعمق ، عاصمة الكرة الأرضية""، هذه القدس الممتدة بين أضلع المشرق العربي ومغربه ، هي الشعب العظيم بإسم فلسطين ، كما هي وديعة العرب مسيحيين ومسلمين ، ، فهل ستبقى فلسطين ، القدس والمقدسات تترنح بين أيدي يهود...؟ ، تسمع الأمة صراخها في الليل والنهار ، ليرتد صدى عويلها بضمائر ماتت ، تحجرت ، تحنطت بالإسمنت كجدار...؟ ، ويحك من أمة تضحك من هُزالها الأمم.
-بيدك وحدك يا شعب الجبارين ، لا تنتظر قائدا ولا مختاراً ، لا عربيا ولا عجمياً ، ممن يتعاطون مع ويلات القدس وكل فلسطين بعقلية التجار الفُجَّار ، عُد لما كنت عليه منتفضا ، بالصمود ، التظاهر ، الإعتصام وواجه رصاص يهود بالمقلاع والحجار ، فأنت وحدك يا شعب فلسطين القائد المُختار ، لله درك جريحا ، معتقلا ، محاصرا ، جائعا وشهيدا ، وكم أنت جبار.
نبيل عمرو-صحفي أردني
nabil_amro@hotmail.com



تعليقات القراء

صحفي أردني
صحفي أردني
02-03-2013 03:18 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات