شعب يريد ونواب عبيد


لا أدري لماذا يصر بعض النواب على رمي الكرة في ملعب الملك وتحميله كامل المسؤولية عن أختيار رئيس الوزراء وبالنتيجة الطاقم الوزاري ولا أدري لماذا يصر هؤلاء ممن أعيوا الشعب في توصيفهم على أفراغ الأصلاح من مضمونه وتحطيم ما تبقى من بقية ثقة قليلة في مؤسسات الوطن الدستورية ؟؟ 

بعض النواب ممن أستمرأ العبودية على نفسه لا يستطيع حتى أن يحدد الوجه الوطنية المناسبة ولا يستطيع حتى الرجوع الى قواعده الشعبية التي انتخبته لاستمزاج رأيها حول الصيغة والشخصية المطلوبة لقيادة المرحلة بل ببساطة وسذاجة وسخف يرفع صوته مجاهرا بالعبودية ليقول للملك ( انت ربنا الأعلى ) في حين أن الملك نفسه يقول للنواب ( بل أنا بشر ممن خلق الله آكل الطعام وأمشي في الأسواق ) ..

أن كلفة أعادة تكليف النسور باهظة جدا جدا ليس أقلها أسقاط مجلس النواب الذي حفي كل الوطن وعري حتى شهدنا ولادته وهي عملية أصطياد للعرش في عملية ( هذه بضاعتكم ردت أليكم ) فلا يجد المواطن الملهوف بدا من القول ببساطة ( لا أمل ولا تغيير ولا أصلاح ) فكيف سيتقبل المواطن الأردني فكرة أعادة تكليف من رفع الأسعار عليه ويهدد بالمزيد وكيف سيتقبل المواطن فكرة منح مجلس النواب الثقة لأكثر شخصية منتقدة وأثارة للجدل في الشارع ؟؟

هل وصل العجز ببعض النواب لهذه الدرجة ؟؟ الملك يحاول أن يستن سن حسنة في الرجوع للمجالس المنتخبة من الشعب ويحاول أن يضع أسسا للأنسجام مع الرأي العام وصناعة النموذج الأردني بالحد الأدنى المقبول من التوافق وبالمقابل يصر النواب على أعادتنا الى عصور ما قبل التاريخ وأظهار الشعب ( أو الجزء الذي انتخب ) كجهة بحاجة للوصاية وأن الشعب الأردني غير قادر على أدارة نفسه وتوجيه الدفة من خلال مجلس النواب في حين أن الملك يدفع بأتجاه أنهاء مرحلة الوصاية ويرسل رسالة ثقة بقدرة الشعب على أختيار ممثليه وقادته !!

عجيب أمرنا والله مجلس يصر على أسقاط نفسه وأسقاط العرش في فخ التكليف البغيض والملك باتت خياراته محدودة فأما أن يرد الصاع صاعين للنواب بأجبارهم على التطور والتقدم للأمام وتكليف حزب وكتلة الأغلبية أو يتجاوزهم ويستمع مباشرة لرأي الناس والذي لن يقل تطرفا عن المطالبة بمحاكمة النواب محاكمة عادلة وأعدامهم على الخازوق وتكليف شخصية شعبية جديدة نظيفة سينهكها مجلس النواب ..

أقتراح لجلالة الملك حول رجل المرحلة .. راعي شلية غنم في البادية الجنوبية أو مزارع وراء سكة حراث في قرية شمالية أو أبن مخيم تتآمر الدنيا كلها على هويته لا يعرف عصير التفاح ولا تعقيدات الوضع السوري سينجح في أدارة الوطن أفضل من كل مرتادي السفارات وسكان عبدون لأننا ببساطة بحاجة لشخصية قريبة من أوجاع كل من يحمل وسام ( النشمي ) ..

المحامي بشير المومني
basheer7hasan@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات