منذ عام تقريباً كتبت هذا المقال ولكن لم اجد افضل من هذه الايام حيث تتقاتل الأكلة على قصعتنا لنشره وليقرأ من لا يعرف القراءه ما عنيته من بين السطور فهنالك الكثير في خُلد كلٌ منا نجبر صباح مساء البوح به بعدما استعدينا على تراب وطننا...
ليت الوقوف بوادي السير اجباري...وليت جارك يا وادي الشتا جاري... هذا ما خطت يد شاعرنا الاردني ابو وصفي في زمنٍ أكثر ما يشبه زماننا مع تغيير للمفاهيم واستخدام تعابير اكثر دبلوماسية في ايامنا هذه.. فقد قال الكثير من اشعاره في حوار مع الملك المؤسس وقلما اتفقا لكن بقيت في حينه الدوله تحمل شرعية العقد الذي أبرم بين الأمير في حينه وممثلي الشعب من شيوخ العشائر الاردنيه ذات المنبت الاوحد..
لكننا في هذا الزمن القميء تشيّخت علينا صعاليك المرتزقه عندما حُيد الشرفاء واضحينا غرباء في وطننا كما الهنود الحمر يُشار الينا بالبنان وتنتهك كراماتنا وتستباح على ايدي من يمارسون العهر السياسي صباح مساء على الفضائيات والمواقع الالكترونيه والصحف الصفراء ذات الانتماءات المشبوهه والتي تنتظر الشيك مع نهاية كل شهر لتسدد رواتب واجزيات كتابها الشرره..
ليس منا من شرب من بئر مائنا الزلال ورمى به حجر , وليس بأردني من حاول بقصد مسبق الاتجار بالوطن بغية الحصول على مكتسبات,,وكُثر هم مدّعي الاصلاح ممن يحاولون التسلق على جدار الوطن وعلى ظهورنا يلبسون رداء الاخفاء برغم معرفتنا لهم واحد تلو الآخر,,اناءهم الذي منه تجرعوا البغض لنا, واحد,,ولائهم لمؤسسة العرش هوقولاً لا فعلاً لجلب منافع,فهم يسعون بكل ما اوتوا من نفوذ لتعميق الفجوه بين الشعب والنظام ليحصل ما لا يحمد عقباه, ونرفض حدوثه لأننا من هذا الوطن ولسنا على استعداد ان نستبدله بأي بقعة وارفة الظلال في العالم حتى لو اسقينا لبن العصافير وعشنا رفاه العيش..وكما جاء في القصة التي تخاصمت فيه امرأتان حول امومة طفل فقبلت الام الغير حقيقيه برأي القاضي ان يقسمه بينهن بينما رفضت الام الحقيقيه وادعت انه ليس بابنها رأفة به..هم يقبلون القسمه بينما الوطن يرفض ان يقبل القسمه على اثنين..
لاأخالني احمّل الامور بأكثر مما تحتمل,فواقعنا المرير ليس وليد اللحظه او ما يسمى بالربيع العربي, فنحن نعيش المأساة والتهميش والقبول بالآخر برغم رفض الآخر الاعتراف بوجودنا وحقنا في تراب وطن الاباء والاجداد,اضافة لما يوصموننا به من الاقليميه وببداوتنا وبردائنا العربي الذي نقي به اجسادنا حر الشمس وبرد الشتاء بعدما تبخرت مقدرات الوطن وتكاثفت في جيوبهم, ويتلصصون على خصوصيتنا اناء الليل واطراف النهار,وهم اصحاب الياقات الباريسيه والهندام الايطالي غالي الثمن جلبوه من حر مالنا وعرق فلاحينا والجباه السمر التي ترابط على تخوم الوطن لحماية اقتصادياتهم وشركاتهم وتأمين رغد العيش لابناءهم ليعيشوا مترفين في فللهم وقصورهم ومسابحهم بين الخلان والخليلات..
لله درك ايها الوطن المجبول بخبز الشعير المأكول المذموم وهو ضالتنا في الوقت ان بين ظهرانينا من يزرعون الشوك في طريقنا بُغية ان نبقى حرّاسهم وعلى ابوابهم جنوداً ودرك ورجال أمنٍ ليس بأكثر ننتظر واطفالنا طوابير على صناديق الزكاة وصناديق المعونة الوطنيه نترقب الاعطيات والمكارم وفتات الراتب الشهري فحسب..
هنالك في نهاية النفق ارى ضوءاً لن يخفت وكلما اقتربنا منه اكثر ارى بوادر الانفراج بدأت في الاتساع وسيعود الينا الوطن بكامل جسمه ولحمه وثرواته وسنكتب على مداخله وطن الاحرار حرام على الصعاليك ولوج ابوابه..أعلن طلاقهم بال23 لا بالثلاث فحسب وسأدفع مقدم صداق مهرهم ثلاثون الفاً ومؤخر صداقهم ستون ليبقى الوطن حراً عزيزاً..