الأردن: تجدد السجال بين الدولة و«الإخوان»


جراسا -

عاد السجال مجددا إلى الساحة الأردنية بين أجهزة الدولة الرسمية من جهة، وجماعة الإخوان المسلمين من جهة أخرى، الأمر الذي يخشى مراقبون أن يتطور إلى الاحتكاك الجسدي بين الطرفين.

يأتي ذلك على خلفية اتهام الجهات الرسمية للحركة بالتحشيد ضد الدولة، والتلميح بالعمل الميليشياوي.
وكانت جماعة الاخوان المسلمين، وذراعها السياسية جبهة العمل الاسلامي، قامتا في الجمعة الاخيرة من عام 2020 بمسيرة تحت شعار «طفح الكيل»، باستعراض شبابي وسط العاصمة عمان، مما اعتبرته الأجهزة الرسمية محاكاة لاستعراضات حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

قواعد اللعبة تغيّرت
ويبدو أن قواعد اللعبة تغيرت بين الدولة، ممثلة بأجهزتها السياسية والأمنية، والحركة الإسلامية، وهو ما تحدث عنه أحد أبرز قادة الحركة زكي بني ارشيد، عندما قال إن «المقاربة تغيرت» بعد الذي حصل في المفرق.

وكانت جماعة الاخوان المسلمين الأردنية اتهمت، في بيان شديد اللهجة، بعض الأجهزة الأمنية، بالتورط في حادثة إحراق مقرها في مدينة المفرق شرقي البلاد، قبل نحو أسبوعين، وضرب المشاركين في المسيرة، وملاحقتهم الى داخل المسجد، واصابة أكثر من 20 من منتسبي الحزب اصابات خطرة.

كما انتقدت توجيه بعض وسائل الاعلام لشن حملة مغرضة تستهدف تشويه سمعتها، والسعي لانتاج مفاهيم وأساليب وتعبيرات «ما قبل الربيع العربي».

واستهجنت الحركة بيان مجلس النواب، الذي اتهم الإخوان بتشكيل ما قال انها «ميليشيات عسكرية»، وقالت: «هل سيبقى مجلس النواب بوقاً لجهات رسمية ينطق بما يبرر سياساتها وأفعالها؟».
واتهمت الجماعة بعض الاطراف باللعب بورقة العشائر، وتوظيفها حسب الحاجة، واكدت التزام كل افرادها والمنتمين إليها «بالمنهج السلمي في الإصلاح، مطالبين الحكومة القيام بمهام الولاية العامة، وحماية أبناء الشعب وحقهم في التعبير والحراك السلمي، ووضع حد لمراكز النفوذ والتسلط».

انتهاء فترة الهدنة
ويرى مراقبون أن أحداث المفرق هددت علاقة «السلام الباردة» بين الدولة والحركة الإسلامية، بعد أن كانت الأخيرة منحت الأولى فترة هدنة واضحة، كعربون ترحيب بعد ترحيل الحكومة السابقة، التي كان بينها وبين الحركة الإسلامية والحركات الشعبية المنادية بالإصلاح ما صنع الحداد.

العصيان المدني
ويتخوف مراقبون من تطور العلاقة بين الدولة والإخوان سلبا، إلى الاحتكاك الجسدي بين الجانبين بعد حادثة المفرق، الأمر الذي قد يؤزم الوضع في البلاد، حيث يخشى من حصول مفاجآت بمناسبة الذكرى السنوية لانطلاق الحراك الشعبي الأردني المنادي بالإصلاح. فلم يعد الفيتو مرفوعا ضد الاعتصامات الطويلة او المفتوحة، ولا بعض مظاهر العصيان المدني، وفق تصريحات لرئيس الدائرة السياسية في حزب جبهة العمل الإسلامي بني ارشيد لوسائل الاعلام.
ولفت بني ارشيد الى ان الاعتصامات قد تنتقل لاحقا لتنظم امام الديوان الملكي وجهاز المخابرات العامة.

عشائر بني حسن
وفي الأثناء، تولى القيادي في حركة الاخوان المسلمين، ارحيل الغرايبة، اعادة التواصل مع عشائر بني حسن في مدينة المفرق، وبقية الحراكات العشائرية في المحافظة، التي اتهمت بأنها هي من كان يقف وراء الاعتداء على «الإخوان».
ويرى مراقبون أن ما قامت به الحركة من استعراض يشبه الكشافة، ما هو إلا تعبير عن ضغوط داخلية على قيادة الحركة ومن القواعد الشبابية بعد حادثة المفرق، متخوفين من ان الأمور قد تخرج عن السيطرة.

جمعية إدارة المركز الإسلامي
من جهة أخرى، تراجعت الحكومة أخيرا عن قرار إعادة جمعية إدارة المركز الاسلامي، الذراع المالية للإخوان المسلمين، التي تقدر أصولها المالية بأكثر من مليار و200 مليون دينار، إلى الحركة الاسلامية، بعد ست سنوات من إحالة ملفها إلى النائب العام في 2006 وتشكيل هئية مؤقتة لإدارته، الأمر الذي يشكل انتكاسة جديدة في العلاقة بين الدولة و«الإخوان».
وقال رئيس الهيئة الإدارية المؤقتة لجمعية المركز الإسلامي الخيرية، الدكتور سلمان البدور، إنه تلقى اتصالا من وزيرة التنمية الاجتماعية، نسرين بركات، «تبلغه فيه بأن حال الهيئة الإدارية المؤقتة للجمعية باق على ما هو عليه في الوقت الحالي».

مخالفة للقانون
وكانت الوزيرة بركات أكدت ان الهيئة المؤقتة (الحالية) للجمعية مخالفة للقانون، ولم يتم اقرار التقريرين المالي والاداري خلال السنوات الست الماضية.
وقالت، خلال مناقشة اللجنة المالية في مجلس النواب أخيرا لموازنة الوزارة والهيئات التابعة لها، ان قانون الجمعيات العامة يشترط العودة الى الهيئة العامة للجمعية، بعد 60 يوما من تشكيل لجنة مؤقتة لها، وفي حالات استثنائية يتم التمديد 120 يوما، فيما مضى على الهيئة المؤقتة اكثر من 6 سنوات بعد قرار رئاسة الوزراء احالة ملفها الى النائب العام.
وأوضحت أن الحكومة تجري مباحثات مع رئيس مجلس شورى جماعة الإخوان، الدكتور عبد اللطيف عربيات، من اجل تسلم ادارة الجمعية، التي تمتلك المستشفى الاسلامي و56 جمعية.
الأيام المقبلة ستكون حبلى بالمفاجآت على صعيد علاقات الدولة بالحركة الإسلامية، وخصوصا في ظل وجود تيار أمني يرى أن الحركة تمادت في الشارع لجهة رفع سقف شعاراتها، التي طالت رأس الدولة والنظام، وهو ما يعد خطا أحمر لا يستلزم الاحتواء الناعم للحركة.(القبس)



تعليقات القراء

ديما
إذا .... مؤسس هاي الحركة شو بدكوا يطلع منهم يهني .... الله يكون بعون الوطن
07-01-2012 11:22 AM
الى ديما
بتعرفي انك ما شاء الله متحدثه وذكيه

وبشكرك على الدرر اللي بتحكيها

بس كلو هاد الكلام بتحكيه باخبار الفن ...
07-01-2012 11:48 AM
ranman
I am disappointed by the way the new Prime Minister Mr. Awn Khasawneh handled the situation with the Islamic Brotherhood Organization. He seems to give a lot of leeway and carrots without demanding anything in return. On the other hand the Muslim Brothers somehow used the extra rope they have been given by the government to hang themselves, Not very smart move on their part. How ...? Amman is not South Lebanon or Gaza city. There is no need to bring these images to Jordan. Jordanians have very deep love for Jordan and their nationalism is second to none. Jordan’s stability will trump everything and everybody. Therefore, The Muslim Brothers must recalculate their ill-advised strategy and avoid any confrontation that will –if it happens- end their existence in the kingdom.
07-01-2012 12:46 PM
المغــــــــــــــــــــاريز
الاخوان يجب تهميشهم فلقد تم اعطائهم حجم اكبر مما يستحقون بكثير ولو تكتوهم للشعب فهو كفيل بمعالجتهم فالحزب محدود بمنتسبيه ولا يستطيعون تحريك شعره في الدوله الاردنيه.
07-01-2012 01:39 PM
بني هاني
من يطالب بالاصلاح يعتبر فاسد ومن يعمل بالفساد يعتبر صالح يالها من مفارقة عجيبة حيث ان الاخوان المعروف والمشهود لهم انها جماعة اسلامية معتدلة تدعوا الي الاصلاح ككل الشعب الاردني وهذا ليس جديد عليها حيث انها منذ القدم تسعى الي الاصلاح وهي رسالة الانبياء .
07-01-2012 01:58 PM
س س 20
تهديدات حزب جبهة العمل الإسلامي و حمزة منصور هي اكبر هدية للكيان الصهيوني حيث ان وظيفتها الأساسية هي غلهاء الحكومة والشعب عن العدو الرئيسي - اليهود - وعلى الحكومة أن تتحرى عن المهددين لوحدة الشعب الأردني و المفسدين لأمنه بمظاهراتهم و إعتصاماتهم التي كبدت الإقتصاد الوطني مئآت الملايين من الدنانير ....
07-01-2012 02:52 PM
.khaled khalaelahme too
I do belive that
07-01-2012 03:56 PM
والى اصحاب الاعتصمات هزلت ؟.
والى اصحاب الاعتصمات ما انتو شاطريين غير في طقع الحكي الي ما اله طعمه ولا تمزمز.انتم المشكله ومؤمراتكم لا حدود لها.
هذا كله اتى من المندسون ودولرات الرشاوي لبعض ضعاف النفوس.
فلوس تمويل الى بعض الاحزاب من الخارج لضعضعة الحكم في الاردن.
ترددو شعارات دون معرفة من المستفيدون منها او صانعوها او اهدافهم منها.
الفضل في سلمية المسيرات هو الى جلالة الملك في توجيه الحكومه الى تفادي الصدام من جهه.
ثم الى رجال الامن العام والدرك الاشاوس الذين يتحلون في ضبط النفس والاحتراف في معالجة الامور رغم التحدي الذي يجابهونه من المعتصمون.
معضم المسيرات تحمل الحقد والتحدي والاستفزاز. بل واجنده خارجيه مغرضه وهذا واضح من شعاراتهم وتجاوزهم الخطوط الحمراء التي من شائنها ات تشعل الفتنه.
هذه هي الحقيقه في سلميتها لحد الآن.
اما الذين يطالبون ويهددون في التصعيد هم خدام الوطن البديل ويحلمون ان يكونو حكام المستقبل.

لو ان قصد الالاعتصمات الاصلاح ومحاربة الفاسدين ؟. كان من المفروض ان يعطو الجكومه مهله زمنيه تمكنها من اصلاح الامور والكشف عن الفاسدين ومحكامتهم.

لاكن قصدهم اشغال الحكومه في مشاكلهم وحمايتهم ومراقبة جميع المغرضون منهم للتعرف على مؤامراتهم.
07-01-2012 04:06 PM
الى المدعو المغاريز
الا تعلم ايها المدعو... ان جماعة الاخوان المسليمن من ابناء هذا البلد ومن ابناء عشائرها وهم لهم اكبر قاعده شعبيه في الاردن ... فهم موجودين في هذا لبلد شئت ام ابيت ..
07-01-2012 09:50 PM
متقاعد من الاخوان المسلمين
عمار لما ماكان يرفع على ارض الاردن سو علم الاردن الذي مات ابائنا تحت ساريته وحافظوا عليه عاليا" مرفوعا"/ بلشت رايات تظهر بجانبه اصحوا ياابناء الشعب الاردني لاتنجروا وراء المخربين والله يضحكوا عليكم ويوهمونكم باكاذيب ظاهرها الاصلاح وباطنها التخريب ولكم مشان الله راحت الاردن والله غير تندموا على افعالكم لما اتصفوا على الرف الفئه اللي جرتكم وراها والله غير اتبيعكم وصدق الاجداد لما قالوا( عدو الجد مابصير صديق الولد) وصلتكم افهموا يا شباب الاردن الى ى ذيبان الابيه والكرك الشماء واربد مفخرة الاردن هدوا اللعب قبل ماتروح الاردنونصبح على ما فعلنا نادمين
08-01-2012 09:16 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات