في الاردن "داعشين" اثنين .. وليس "داعش" واحد !!


جراسا -

خاص - كتب المحرر السياسي - يرى المراقب السياسي للحالة الاردنية والمتعلقة بالحيثيات والأخبار حول "اسطوانة داعش"، التي تسيدت الصالونات السياسية والشعبية منذ اشهر مضت وحتى الان، بأن ثمة تطور للحالة انتقلت خلاله الى طور التأويل والتحليل ، إلى أن وصلت الى ما وصل اليه الاردنيون بقولهم ان "داعش" الحقيقي الذي يُرعب الاردنيين ليس واحدا وانما اثنين !

"الداعش" الأول يتمثل بمجلس النواب الذي وعلى ما يبدو اسهم بطريقة أو باخرى بترهيب الشارع الاردني وهو يقوم بمناكفة الحكومة ازاء نفيها لقصة وقضية "ذهب عجلون" ذائعة الصيت ، والتي شغلت الشارع الاردني برمته على مدار الاسابيع الثلاثة الماضية.

النواب الذين شكلوا لجنة تقصي حقائق، والذين زحفوا الى الشمال الاردني نحو خربة هرقل في عجلون، خرجوا بمشروع نزهة فيما بينهم، ليتم تقديمها للاردنيين بأنها رحلة استكشاف للحقائق التي اخفتها الحكومة عن الاردنيين ، فذهبوا واستجموا وغسلوا رئاتهم بهواء مرتفعات عجلون، وعادوا بمزيد من التشكيك نحو حكومة عبد الله النسور!!

الدور الذي قام به النواب في رحلتهم الاستقصائية دور للأسف كان من شأنه ان حرض الاردنيين على تحدي الحكومة بطريقة غير عملية او علمية، فهبت اعداد وفيرة من اكبر عشائر المحافظة للخروج بمعاولهم وفؤوسهم لحفر الارض والنبش عن مزيد من الذهب من جهة، وللتأكد من ما تم نبشه وحفره في ارض خربة هرقل !

جهاز الامن العام بجميع مرتباته ابدى حنكة في محلها عندما لم يتدخل وترك ابناء عجلون يحفرون في ارضهم، ولولا هذه الحنكة لصارت مصادمات ومناوشات كان من الممكن ان لا يُحمد عقباها ، والسبب الرئيسي "داعش النواب" وليس "داعش" تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام.

"الداعش" الثاني الذي يراه الاردنيون هو بعض منابر ومحطات الاعلام المحلي الذي بدأ يُسرف ويُغرق بتغطيات ما انزل الله بها من سلطان عن "داعش ما غيرو" .. فخرجت تحليلات استخدمها البعض بصورة عفوية عبر وسائط الاتصال من مسجات و"واتس اب" ومواقع تواصل اجتماعي على شبكات النت، مفادها تعرض الاردن الوشيك لهجمات "داعشية" ، بل وراح المواطنون الى ابعد من ذلك من نقلهم اخبار بعض الاعلام المحلي المغلوطة على صورة اشاعات تم تحويرها الى خبر صاعق يقول باحتمالية تعرض بعض "مولات" عمان التجارية لاحداث ارهابية تم بموجبها اخلاؤها !!

وهو الامر الذي دفع بمديرية الامن العام عبر ناطقها الرسمي الى اصدار بيان ينفي هذه الشائعات ويدعو الى تحري الدقة والمصداقية بنشر اي خبر من شأنه ان يُقلق راحة وامن الاردنيين !!

"الداعش الاعلامي" اخطر من الداعش السياسي" الذي يتهدد مناطق في دول الجوار، ونحن نتحدث عن اعلام عشوائي ترهيبي سيضر حتما بالمنظومة الاردنية السياسية والامنية الداخلية، كما سيضر بالمنظومة الاقتصادية الاستثمارية ..

ولأننا باذن الله اولا ، وبقيادتنا الهاشمية الرشيدة، وبقيادة امننا العام بمنأى عن "الداعش" الحقيقي ، فاننا نتمنى أن نكون حقيقة بمنأى عن كلا "الداعشين" المشار اليهما حيث ان المرحلة الراهنة محليا تستدعي المزيد من الدقة والمصداقية والتعقل، وقليلا من الانتماء الذي يبدو ان البعض فقد يوصلته !!



تعليقات القراء

محمد القضاة ابو عمرو
لقد جانبت الصواب أيها الكاتب المحترم فيما ذهبت اليه في الفقرة الاولى واصبت الحقيقة في الفقرة الثاني
29-09-2014 04:44 AM
نهار الواكد
شكرا للمحرر السياسي، نعم..
(المرحلة الراهنة محليا تستدعي المزيد من الدقة والمصداقية والتعقل)
29-09-2014 07:33 AM
هشام كساب
شكرا عزيزي المحرر السياسي , لقد اصبت الهدف ,شكرا لك ولقلمك الحر
29-09-2014 08:40 AM
المحامي بشير المومني
الانحياز للوطن لا يكفي فيه الانتماء بل يتوجب أن يكون من منبع حكمة .. جراسا اليوم تجسد ذلك
29-09-2014 09:11 AM
عصام
فهمت من مقالك انك تقول للاردنببن انسو موضوع الذهب ولا تيجيبو سيرته فالبديل عنه داعش . ما هذا الكلام
29-09-2014 10:32 AM
رياض السواعير
نحن نخشى من داعش الداخل اما داعش الخارج فالجيش والاردنيون لهم
29-09-2014 03:13 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات