رهانات استقرار الدولة تحت ضغوط كونية لاعادة صياغة المنطقة!


جراسا -

المحرر السياسي - لا يمكن للمنطق توصيف الاعتصامات الشبابية التي تنفذ على الدوار الرابع، بمفردات التشكيك، او تحميلها صفة التخوين والغمز واللمز، من قريب او بعيد لا قدر الله، فهي بمجملها وقفات متحضرة، لم تخرج عن السياقات والثوابت الوطنية، باستثناء مفردات خرجت من افواه عدد من الشخوص المتواجدين فيها، لم تكن موفقة في اقل تقدير لوصفها .

مثلما لا يجوز للمشككين في نوايا شباب وشابات لديهم مخاوفهم على الوطن، ويعبرون عنها بطريقتهم السلمية الحضارية الراقية، ان يواصلوا العزف على وترهم المقطوع، الذي لا يعبر حقيقة عن فسيفسائية المشهد الديمقراطي، بواقعية وامانة .

المعيار السليم في اتخاذ موقف مع، او ضد، لاي من الحراكات الشعبية هنا وهناك، مدى التزامها بالقانون اولا واخيرا، وعدم خروجها عن الثوابت الوطنية، او تحويلها الى ساحات تحريض وتاليب ضد الامن والسلم المجتمعي، دون ذلك، فان المدن والقرى والمحافظات الاردنية، نظمت فيها الاف مؤلفة من الاعتصامات والوقفات، طوال سنوات مضت، وظل التناغم الوطني في ابهى تجلياته، بين المحتجين، واجهزة الامن التي كانت تتواجد لتامين الحماية، لا القمع والردع والترهيب لا قدر الله .. مثلما حرص المشاركون غاية الحرص، على تغليب المصلحة الوطنية العليا للدولة، ولم يخّلوا بالامن او النظام خشية على وطنهم ..

وللانصاف ايضا، فان الدولة لها حساباتها الامنية الخاصة، التي يجب ان يعيها، ويعوها مؤكدا شبابنا المشاركين في الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية، والتي لا يمكن للعمق الامني، ان يتجاهلها ابدا، والا لكان ضعفا فيه، ومثلبة عليه، وهي مخاوف لا بد للمنطق من وضعها على طاولة الحسابات الامنية، ليس خشية من شبابنا الوطنيبن المتواجدين في اماكن تجمعات الاعتصام والاحتجاج، بل من اي محاولة متربصة لاستهداف الدولة الاردنية التي لا يخفى على عاقل، انها تقبع في عين العاصفة، وتتعرض الان لضغوط مهولة من القريب والغريب، لتمرير قرارات ومخططات كونية لاعادة صياغة المنطقة، وتحاول العبث في شعوبها وامن دولهم ..

الشباب الذين خرجوا الى الدوار الرابع، شعروا بخذلان من حكومتهم، سيما وانهم رفعوا سقف التوقعات فيها، وهم واسرهم يرزحون تحت ضغوط معيشية صعبة، مثلما ترزح الدولة بكل مكوناتها ايضا امام تحديات صعبة، في ظل ظروف اقليمية اسقطت دولا وشردت شعوبا وهدمت مدنا وقرى ومحافظات، ولم تخلف سوى الويلات والدماء والخراب ..

رهاننا دوما، كان ويبقى، على رحمة الله وعنايته بالاردن والاردنيين، الذين طالما كانو الحضن الدافىء لاخوتهم العرب والمسلمين في محنهم، مثلما هو رهاننا المؤكد على حكمة قيادتنا التي تنظر بعين الابوة للاردنيين، بمختلف مشاربهم ومواقفهم السياسية، وتحرص بكل قراراتها وتعليماتها لمختلف اجهزة ومؤسسات الدولة، ان لا يضام اردني، او تهدر قطرة دم واحدة لا قدر الله، حتى وان طالتها ثلة معدودة بالاساءة المباشرة !

كما هو رهاننا على حنكة اجهزتنا الامنية، واتساع مداركها في احتواء المواقف بكل مهنية ووعي ومسؤولية، والتي يكّن لها الاردنيون جميعهم، احترامهم وتقديرهم، ويدركون ان المهمة الملقاة على عواتقهم، كبيرة كبيرة، في وطن محاط بالاف المخالب والانياب التي تتربص لحظة رخوة للانقضاض عليه، ولتخسأ ..

الرهان الاكبر، معقود بناصية الشباب، ومدى وعيهم وتفهمهم للتحديات الصعاب التي تمر بها دولتهم ووطنهم، وانهم خنجر على خاصرتها، لا في خاصرتها لا قدر الله.. وهم المعقودة عليهم كل امال التغيير، للنهوض بالدولة ومستقبلها، مثلما هم قرة عين مليكهم، ومحط اماله التي لن تخيب بعون الله تعالى، ان يكونوا بناة الدولة الاردنية التي تقف على عتبات مئويتها الثانية، وانما الصبر ساعة، وما بعد الضيق سوى الفرج بحول الله لا محالة ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات