العزيمة مهنة رأس مالها الوقاحة .. واللغات مطلوبة


جراسا -

استفحلت ظاهرة انتشار الوشيشة أو العزيمة حسب المسمى الشعبي لها في أسواق دمشق الحديثة منها والقديمة خصوصاً، متمثلة بوجود مجموعة من الشبان المنتشرين في الأسواق يلزمون المارة بالدخول إلى المتاجر التي يعملون لحسابها وهؤلاء هم (العزيمة) مهنة رأسمالها وقاحة مقابل عمولة يحصل عليها العزّيم من أصحاب المحلات على كل زبون يدخله إلى المحل مستخدمين قاموس خاص بمهنتهم حيث يتسع لكلمات لا حصر لها تبدأ بالترحيب والترغيب والعروض المغرية من تنزيلات وجودة في البضاعة وأسعار تصل إلى سعر الجملة وتمر بمحاولات اقناع شديدة وعندما تفشل محاولاتهم قد يصل بهم الأمر إلى الإساءة للزبون.

إحراج ومضايقة

يخشى العديد من الزبائن اللحاق بهؤلاء الشبان إلى محلاتهم المتوضعة في الغالب بالأقبية والمستودعات ،كما أكد ثائر وهو يتجول في سوق الصالحية مبيناً أن هذه الظاهرة سلبية وتسئ للمظهر العام للأسواق السورية خاصة أمام السياح إضافة إلى أنها تسبب الإحراج للفتيات أو السيدات أثناء تسوقهن للبضائع والملبوسات بشكل خاص.
وتوافقه الرأي إحدى السيدات مؤكدة أنها تعرضت للتحرش اللفظي أكثر من مرة نتيجة رفضها لعروض هؤلاء الأمر الذي يدفعها إلى التسوق من المولات والوكالات تجنباً للتعرض للعزيمة في الأسواق الشعبية.

تسلية وربح

العمل في هذه المهنة يتطلب من الوشيش أو العزّيم أن يحسن التصرف مع المارة ويكون مؤدباً يجذب الزبائن بدون إلحاح أو إزعاج كما أكد لنا فؤاد أحد العاملين في هذه المهنة منذ 7 سنوات يقول " بالرغم من التعب والمضايقات التي قد نتعرض لها من بعض الزبائن إلا أنها مسلية ومربحة بنفس الوقت حيث يتقاضى نصف الربح من صاحب المحل عن كل قطعة يقوم ببيعها ويصل دخله اليومي بنهاية الدوام الذي يبدأ من التاسعة صباحاً حتى التاسعة مساءّ بحدود 1000 ل.س .

مطاردات

بحجة التسبب بإزعاج المارة يعتبر عمل العزيمة غير قانوني حيث لا يخلو من المغامرة والخطورة كما أوضح لنا حسن وهو يعمل لحساب صاحب أحد المحلات في سوق الحريقة مبيناً أن دوريات الشرطة تقوم بمطاردتهم من فترة لأخرى فقد تعرض لأكثر من مرة للتوقيف بعد أن تم تحذيره من تجاوز باب المحل وقد هرب أكثر من مرة من بين أيدي عناصر الشرطة ومع ذلك يعود من جديد لنفس العمل.‏

مصدر رزق

يقع على عاتق مسعود استقطاب الزبائن لمحل والده الكائن في سوق الصالحية فيضطر للوقوف في الشارع ودعوة الزبائن إلى المحل ، موضحاً أنه بات يعرف الزبائن الذين يريدون الشراء من غيرهم الذين يتجولون لمجرد التسلية، فيما يبيّن والده مأمون أنّ اعتماده الرئيسي في المبيع على ابنه العزيم خصوصاً وأنّ محله لا يملك واجهة على الشارع ، ويضيف مأمون أنّ هذه المهنة تحقق منفعة للطرفين صاحب المحل والشاب العزيم كما أنها تشكل مصدر رزق وفرصة لمن ليس لديه عمل ، مبيناً أنه يقوم كل عام بجولة لمجموعة من الدول العربية والأجنبية لشراء بضاعته ولاحظ وجود هذه الظاهرة في معظم هذه الأسواق وتعمل فيها النساء أحياناً.

تنافس وتنازع‏

يستقطب سوق الحميدية الكثير من الأجانب لذلك يجد بعض أصحاب المحال التجارية ضرورة لتعلم لغة أجنبية كالانكليزية والفارسية ، في حين يلجأ آخرون لتوظيف شاب ايراني ليجذب النسوة الايرانيات اللواتي يتواجدن للتسوق ويرى صاحب أحد المحال التي تبيع المكياجات والاكسسوارات وكذلك الشرقيات أن وجود سمسار للمحل ضروري جدا "يحاول سماسرة بقية المحلات سرقة زبائننا في زحمة انشغالنا في الداخل وهذا يحدث مشكلات بين السماسرة وتنازعاً على أخذ الزبون".‏

ويرى معتز صاحب محل لبيع الشرقيات أن من حق أصحاب المحلات الترويج ودعوة الزبائن وهذا ضروري لتسويق بضائعهم التي كاد يصيبها الكساد من الركود وقلة الطلب وأكثر رواد الأسواق هم من الأجانب وخاصة للشرقيات والسجاد العجمي وهؤلاء إن لم تدلهم على المحل فهم لا يعرفونه لذلك على الجهات المختصة السماح لصاحب المحل الاستعانة بشخص لجذب الزبائن.

ضرورة تنظيم

ويوافقه الرأي رأفت الدبس صاحب محل لبيع الأحذية في الصالحية مبيناً أن غلاء الأسعار في سورية، أثر على حركة الأسواق ، وبالتالي على حركة البيع والشراء الأمر الذي دفع بأصحاب المحلات للاستعانة بالعزيمة لتقليص الخسائر وجذب مزيد من الزبائن مبيناً أن هذه الظاهرة منتشرة بكل دول العالم، وطالب الدبس بضرورة تنظيم هذه المهنة والسماح للعاملين فيها بالعمل دون أي ملاحقات أو مطاردة ويحمل الدبس وزارة السياحة مسؤولية هذا التقصير، معتبرا أنه يجب عليها الاهتمام أكثر بالسوق وبالسائح الأجنبي.

مديرة الخدمات السياحية بوزارة السياحة رمزية أوضه باشي اعترفت بوجود هذه الظاهرة ، موضحة أن المديرية الآن بصدد تطبيق برنامج عام الجودة السياحية الذي أطلقته الوزارة بداية العام الحالي،وتؤكد أوضه باشي على أن الشرطة السياحية تعمل مع وزارة الشؤون الاجتماعية على الحد من ظاهرة السماسرة من خلال التنسيق مع محافظة دمشق للقضاء عليها ورفع جودة المحيط السياحي.



تعليقات القراء

فراشة
فعلا السوريين هيك وعندهم حتى الحمامات بتدفعلهم>-(
07-07-2010 09:25 AM
دودة
مكثرهم. ... بطلت اشتري اواعي بسببهم
07-07-2010 09:27 AM
tiger_3632
يا ريت تتوقف عزيمتها الوقحه على الملابس فقط وانما تتعدى للعروض الاخرى ويقوم بأغرائك بالمقاسات وانته بالسياره قسما بالله ما بتحس الا واقف قدامك لما يعرف انه السياره موه سوريه ويصير ينادي عليك فيه عندنا مقاس عمر 17-22,شامله المسكن وعالساعه وخاصه مخل مجمع الكراجات عند السكه ومن اول دخلولك من اشره السيتي سنتر
07-07-2010 10:21 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات