منذ أزيد عن عشر سنين بدأ المواطن الاردني في محافظة اربد يفتقد الرمان في موسمه وخاصة القادم من مزارع مواطنين بني كنانه وقبلها بسنين اخذ الرمان يرتفع سعره شيئا فشيئا ,فكان غالبا ما يتواجد سوق الرمان في بداية شارع حكما وبالقرب من سوق الباله للملابس أو بالقرب من حسبة الخضار للمفرق , فبعد ما كان سعره في متناول ايدي جميع فئات المواطنين الا انه وكما اسلفت ارتفع سعره واصبح البائع عندما تسأله عن سعر الرمان يقول دينارين للكغم الواحد ثم ينظر الى الجهة الاخرى غير مبالي بك اشتريت ام لا ثم يعج أو تعج على سيجارته أو سيجارتها وخاصة أن اغلب البائعين من كبار السن رجال ونساء فتنسحب بعد ان تتيقن ان ما في جيبك من نقود لا تتحمل هذا الترف الذي ما بعده ترف وتعود ادراجك الى الحسبة لعلك تجد ما يحفظ ماء وجهك امام اولادك وتقنعهم انه ما فيش رمان بالسوق ومقطوع يمكن بصدروه بره , والبائع لا يكلمك أو يحاول استمالتك أو ترغيبك ,ثم اكتشفنا أن هناك سوق للرمان أو ما يسمى مهرجان الرمان يقام في مجمع النقابات المهنية لعدة ايام تحت رعاية وزارة الزراعة تشجيعا للمزارعين فأخذ المهرجان يرتاده النخبة من منتسبي النقابات المهنية على اعتبار ان الرمان مادة مخصصة لعلية القوم ومن يملكون المال ,ثم انتقل لسبب أو لأخر الى ساحة أحد المولات سامح مول ويقام أيضا تحت رعاية وزير الزراعة ثم تطور الأمر وزادت المواد المعروضة في المهرجان من منتجات الرمان والمنتجات الشعبية الأخرى .

يبدو أن اخواننا المزارعين من منطقة بني كنانه استهوتهم الاضواء ووجود الصحافة والاعلام والكاميرات وابتسامة ومصافحة وزير الزراعة والتقاط صورة سيلفي معه ولم يعد الرمان يعرض في الاماكن المذكورة سابقا واصبح سعره ثلاثة دنانير للكغم أو أكثر ويرتاده النخبة واصحاب المال ومن تواجد مصادفة في تلك المنطقة ,كثير من المواطنين لا يعرفون سامح مول ولا سميح مول مع الاحترام لهم ولا يعرفوا عن المهرجان ولا عن تواريخه , وبعض الذي يعرف ليس لدية سيارة للذهاب هناك أو لا يملك دفع اجور مواصلات اضافية للحضور والتشرف بمشاهدة اكوام الرمان بطلعته البهية وخاصة عندما يعرف ان سعر كغم الرمان اكثر من ثلاثة دنانير والتقاط بعض الصور بجانبه .

هل المواطن على وشك ان يودع الرمان كما ودع اللحمة من قبل ؟! هل الرمان هو اكسير الحياة للاهتمام به ورفع سعره وابعاده عن عامة الشعب ؟! قرأت قبل أيام ايضا ان رمان وادي الريان اقيم له مهرجان في حدائق الحسين بعمان ويشكو اصحاب الرمان من قلة البيع وخاصة ان رمانهم اخذ شهادة عالمية بجودته ومواصفاته , ومزارعي بني كنانه يشكو التصريف وانهم يطالبوا الحكومة لأنشاء مصنع لدبس الرمان بدل اتلافه .

واسمحوا لي ان اوجه نداء او كلمة او رجاء او استرحام الى اصحاب الرمان ان يتقوا الله في سعر الرمان وان يشعروا مع اخوتهم المواطنين فهم يشكون ثلاثية الفقر والحكومة ومجلس النواب فلاا تكونوا رابعهم وعونا لهم على اخوتكم المواطنين , مستدركا والله انه في بعض الاحيان الحكومة ارحم على المواطنين من رحمة المواطنين بينهم واقصد التجار واصحاب المهن فهم لا يراعوا الا ولا ذمة يغلفهم الجشع والطمع , أما وزير الزراعة والوزراء والاعيان والنواب فلا بأس من بيعهم الرمان بسعر عالي , وأن يعود مكان بيع الرمان في الاسواق الشعبية والحسبة واماكن ازدحام وتواجد المواطنين ومجمعات السيارات والباصات ولكن كما قلت بأسعار شعبية وستجدون فارق البيع بين المهرجانات والاماكن الجديدة ولن تحتاجوا بعدها لا الى مصنع دبس ولا شهادة ايزو يكفيكم شهادة المواطن .

اما وزارة الزراعة فنرجو منها ان ترفع يدها عن هكذا مهرجانات لأنها تشجع الباعة على رفع الاسعار والاحتكار والنظر بفوقية على باقي المنتجات الاردنية ,ونحن على ابواب مهرجان الزيتون الرابع , فخذ مثلا عنب عجلون الذي اصبح سعره بعيدا عن متناول المواطنين ما يقارب الدينارين الى ثلاثة بحجة انه من عجلون لماذا لا تقيموا له مهرجان ايضا والتين ليس منه ببعيد ان لم يكن اسوأ وبندورة ارحابا وكوسا تقبل وفوعرا وبامية وفقوس الحصن وجعابير مش عارف وين وبطيخ وادي عربة وتفاح الشوبك وخبيزة وعكوب الاغوار فكلها تستحق مهرجانات وكلها تتطلع بشوق الى اليوم الذي يقام لها مهرجان ان هذا الاجراء يكرس حقيقة رفع الاسعار ويميز المنتج ويبعده عن المواطن واخشى ما اخشاه ان ارى يوما على التلفزيون الاردني او المحطة الاردنية الجديدة او على ( mbc ) برنامج جلتون آيدول او سوبر ستار الجعابير عندها سنطلق الافوكادو والمنجا الى غير رجعة حمى الله الاردن وحمى المواطن من جنون الاسعار والمهرجانات .