مائدة عيد الفطر .. أغرب الأطباق حول العالم


جراسا -

أسماك مملحة، سلتة، مسموطة، عصيدة، توفاهية، مهما اختلفت المكونات والأسماء باختلاف الإقليم، تظل مائدة عيد الفطر مميزة حول العالم، فالمسلمون يتلهفون عليها بعد 30 يوما من الصيام، ويجدون فيها ما يروي ظمأهم ويؤهلهم للعودة إلى نظام الحياة الطبيعي مرةً أخرى.

مائدة عيد الفطر تختلف في تفاصيلها من بلد إلى آخر، بل إن عدة بلدان قد يشتركون أحيانا في وجبة رئيسية ويختلفون في تفاصيل الحلوى والأطباق الأخرى.

مائدة الفراعنة والدول الأربعة

ولعل الأسماك المملحة أو السمك الفرعوني، المعروفة علمياً بوجبة إعادة التوازن للجهاز الهضمي للصائم، الوجبة الأقوى في سيطرته على الدول، وسادت بين الفلسطينيين والأردنيين والمصريين على وجه الخصوص.

ويسمى بالأكلة الفرعونية لأنه وفقاً للمصادر التاريخية فإن المصريين القدماء في عهد الأسرة الفرعونية الخامسة، هم أول من تناول الفسيخ، بل أول من صنعوه عن طريق تجفيف وتمليح سمك البوري لذا كانوا يأكلون السمك المملح فـي أعيادهم ويرون أن أكله مفيد.

مصر

أحفاد الفراعنة حافظوا على ربط الأسماك المالحة بالأعياد، خاصة بعد شهر رمضان، وحجتهم أنهم على مدار شهر كامل لا يتوقف كثيرون عن تناول اللحوم سواء الحمراء أو البيضاء، إضافة إلى الأكلات الدسمة، لذلك يفضلون كسر هذا النظام الغذائي في العيد بتناول الأسماك المالحة، لتعويض ما فقده الجسم من ماء خلال ساعات الصيام كان من الصعب تعويضها خلال الفترة ما بين الفطور والسحور، فالأسماك تحفز الرغبة في شرب الماء بكثرة.

كذلك تعمل هذه الوجبة المالحة على تهيئة جدار المعدة لاستقبال المزيد من الأطعمة طيلة النهار، بعد أن تعودت المعدة على الصيام والانقطاع عن المأكولات والمشروبات لمدة شهر.

وكذلك يحافظ المصريون على خبز “كعك العيد” المتوارث من زمن أجدادهم أيضا، وكان يسمى آنذاك “أقراص العسل الأبيض”.

فسيخ وبندورة الشام

فقد اعتاد سكان قطاع غزة على تناول السمك المملح “الفسيخ” أول أيام عيد الفطر كوجبة فطور رئيسية، بعد صيام شهر رمضان بكامله.

وتنتظر النساء في البيوت عودة أزواجهن وأبنائهن من صلاة عيد الفطر في الصباح الباكر لتملأ المائدة بذلك النوع من الأسماك، التي تملأ رائحته أثناء القلي مع الثوم والبندورة المطهية شوارع وأزقة مدن قطاع غزة، ويعتقد الفلسطينيون بأن الفسيخ مطهِّر للمعدة لكثرة أملاحه بعد صيام شهر كامل.

وللأسباب نفسها يحرص الأردنيون كذلك على تناوله قبل حلوى العيد.

سمك المسموطة في العراق

في العراق يطهون سمك العيد على طريقتهم الخاصة، ويحمل اسم “مسموطة”، وهي واحدة من أشهر الأكلات، وهي المحببة لعوائلهم في صباح العيد وأيامه ومواسم خاصة وأيام الجمعة، في علاقة أزلية وطيدة توثق حبهم للأسماك البحرية والنهرية، يلتقي بها الحداثة والتراث.

تسميته الشعبية قد تكون غريبة على البعض، لكنها تُطلق على السمك البحري المجفف المملح في الظل، وتختلف طريقة تحضيره حسب المدن، حيث يسلق بالماء ثم يطبخ على شكل مرقة، مكونة من الدهن والماء والملح وسمك (المسموط) والبامية والبصل، فيما يفضله آخرون حارا فيضيف لها التوابل الحارة.

ومثل البلدان الأخرى، البصريون يعدونها أكلة صحية تعيد القوة إلى المعدة وتعوض الأملاح التي افتقدها الصائمون طيلة شهر رمضان.

فوالة الإمارات
عقب صلاة العيد يمارس الإماراتيون تقليداً شعبياً يُدعى بـ”الفوالة”، حيث تُحضِّر العائلات مائدة تحتوي على كثير من أصناف المأكولات الشعبيَّة والحلويات، ومن الأكلات الأساسية التي لا بد أن تضمها الفوالة، الهريس والثريد والبلاليط والعصيدة، ومحلا زايد، والخمير وهو نوع من الخبز المحلى، إلى جانب النخي والباجلة، إضافة إلى أن بعضاً من الأسر تفضل وضع الساقو والتمر والشاي والقهوة العربية التي لا بد أن تقدم بعد تناول الفوالة.

والفوالة كلمة مشتقة من فعل “تفاؤل”، وهي عنوان ترحيب بالضيف واستبشار بوجوده، ويقصد بها تجمع الأهل مع بعضهم بعضاً ولا يشترك فيها غريب ولا بعيد، إنما هي لأهل البيت أو يمكن أن تعد للأصدقاء والجيران.

بنت الصحن في اليمن

وفي العيد تتميز الأكلات الشعبية عن بقية الأيام، إذ تقدم “بنت الصحن” وهي عبارة عن فطائر بعسل النحل، ويقدم الفتوت، وخلطة الموز المكبوخ، والشفوت خبز مصنوع من دقيق محلى رقيق جداً، ويخلطونه بالزبادي، وكذا وجبة الهريش، وغيرها من الأكلات الشعبية.

أما وجبة الغداء اليمنية في العيد فلكل منطقة أكلاتها المفضلة، ومن الأكلات المفضلة “الزربيان” وهو طبق من اللحم والأرز، وقد يضاف إليه الزبيب والبطاطا، إلى جانب “السلتة” التي تطهى من الحلبة والكرات مع قليل من الأرز وخليط التوابل المذابة في الخل والماء، وتقدم مع خبز خاص يسمى “الملوج”، وهي كلها من الأكلات التي ارتبطت بالعيد.
بيض أفغانستان

يحظى البيض بشعبية كبيرة في جمهورية أفغانستان الإسلامية، حيث تشتري العائلة الواحدة في المتوسط من 200 إلى 300 بيضة، وبعد سلقها يقومون بالرسم عليها بـ7 ألوان؛ الأحمر، الأرجواني، الأخضر، الأصفر، الوردي، الأسود والأبيض، ثم يلعبون بها لعبة تُعرف باسم Tokhm-Jangi في ساحة مفتوحة لمحاولة تحطيم وفتح ذلك البيض.

كوارع إيران
من أغرب الطقوس التي اعتاد الإيرانيون عليها هو أكل “الكوارع″ في الصباح، ليتم هضمها كاملة بمجرد حلول المساء.

عصيدة السودان والسنغال

رغم اختلاف العادات والتقاليد من ولاية إلى أخرى، إلا أن أهل السودان يشتركون جميعهم في الحرص على تناول وجبة الإفطار في اليوم الأول بشكل جماعي عند الشارع الرئيسي، أو بالقرب من منزل أكبر سكان الحي سناً، حيث يحرص الجيران على جلب الإفطار، والذي يحوي أطعمة شعبية، منها العصيدة -طحين يطبخ على ماء مغلي وملح بشكل كثيف- وطبيخ أو تقلية، (وهي بامية مجفّفة تطبخ باللحمة والصلصة والبهارات وتوضع على العصيدة) إضافة إلى السمك والشعيرية.

العصيدة الحلوة أيضاً فطور مسلمي السنغال، ويتناولونها بعد عودة الرجال من أداء صلاة العيد في المسجد، ويتكون هذا الطبق من الحليب وزيت جوز الهند وزيت زهر البرتقال والكثير من السكر، وعندما يحين موعد الغداء يتم تحضير الطبق الرئيسي من لحم الغنم الذي تم ذبحه خصيصاً لمناسبة العيد، ويطهى على نار هادئة بالزيت والبهارات ويقدّم مع الكسكس.

البسطيلة وكعب الغزال بالمغرب

ما يميز الشعب المغربي هو أن العائلة تتمتع بوجبة إفطار فخمة لبعض الأطعمة التقليدية مثل الفطائر المغربية (بغرير، ملوي، كعب الغزال) والكعك والشاي والنعناع، وفي وقت الغداء فأغلب المغاربة يفضلون تحضير “البسطيلة” احتفالًا بالعيد.
الكيتوبات بجنوب شرق آسيا

يتهافت المسلمون فى دول جنوب شرق آسيا -مثل ماليزيا وسنغافورة وبروناى وإندونيسيا- على أطباق (الريندانج) خلال الاحتفال بالعيد، وهو اللحم البقري الحار، وطبق (الليمانج) وهي كعكة الأرز المطبوخة، إلى جانب طبق (الكيتوبات) وهو عبارة عن أرز يتم حشوه في أوراق النخيل، ثم تُسلق محشوّة، وتؤكل مع اللحم المشوي أو الخضار المطبوخ.

“شيرخارما” طبق بلاد الهند والسند
أما في الهند وبنغلاديش وباكستان فيتم إعداد أطباق عديدة من الحلويات، ويعرف العيد هناك بـ”العيد الحلو” لكثرة الحلويات التي تقدم خلاله، منها أنواع مختلفة من الكاسترد والبودينغ، إضافة إلى طبق “شير خرما” الذي يتم تحضيره من التمر، والشعيرية التي يتم تحميصها بالزبدة، والحليب الكامل والسكر، ويتم طهيه على النار بإضافة الحليب والسكر حتى يصبح قوامه سميكاً، ومن ثم يُضاف إليه التمر.

ولهذا الطبق شعبية كبيرة في بلاد وسط وجنوب آسيا، ويمكن تقديمه على الفطور أو كطبق من الحلوى.

التوفاهية في البوسنة

أمّا المسلمون في البلقان وعلى الأخص في البوسنة فيعدّون طبق “توفاهية” أو التفاحية باللغة العربية، أحد أهم الحلويات التي يتم تقديمها في عيد الفطر، ويعود تاريخ هذا الطبق الشهي إلى فترة الحكم العثماني، وهو في الإساس طبق فارسي يتم تحضيره بحفر التفاحة وتفريغها وسلقها بالماء والسكر، ثم حشيها بالجوز المفروم والكريما ورش القرفة لإضفاء نكهة خاصة تنسجم مع التفاح.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات