جراسا -

نضال سلامة و رائده الشلالفه - طفلة الورود التسع .. تغادر مدرستها راكضة الى حضن امها تنشد الامان وانتزاع الالم من رأسها وظفيرتها الشقراء المعقودة بالشبرة البيضاء : "ماما راسي بيوجعني كثير" .. الام تصطحب طفلتها الى مركز صحي البلدة، ولم تكن تدري انها تأخذها الى مصيرها المحتوم نتيجة الاهمال الطبي ومعادلة الانسان الاردني ارخص ما نملك، ازاء اطباء لا مخافة الله لديهم ولا قسم ابقراط، والى ممرضات كنّ ابعد من ملائكة رحمة واقرب الى شياطين لا ترحم !!

الطفلة سدين.. عاشت 9 سنوات بين احضان عائلتها لتنمو وتكبر وتدرس وتنجح وتلهو وتلعب وتفرح .. وتنتظر العيد لترتدي اجمل الفساتين .. ولتتزين بالعقود والاساور .. هكذا يخطف الاهمال الطبي الطفلة دون سابق رحمة .. وهكذا تتخلى عنها الممرضات قبل الطبيب الذي دس في وريدها دواءً لتخفيض الضغط دون ان يكلف نفسه او احدى الممرضات عناء قياس ضغطها .. لتفارق الحياة على الفور لان طبيبا لم ير فيها طفلته ولم يراها سو كائن حي يتحرك ان عاش كان به وان توفي فذلك قضاء الله وقدره..

القصة التالية حدثت قبل نحو 3 اسابيع، وروتها الام المكلومة بدموع القهر وليس الحزن فحسب، وقد فقدت فراشة ، قلبها ابنتها سدين ذات التسع سنوات، لتروي الام كيف تسبب الطبيب المسؤول والذي تتحفظ "جراسا" عن ذكر اسمه، في ازهاق روح طفلتها ليس بسبب الاهمال فقط بل بسبب خطأ طبي فادح تم الكشف عنه في نهاية فصول القصة المآساوية والتي ابتدأت بمراجعة الام مع طفلتها لمركز صحي كفر يوبا حيث تقيم، وهناك يتم تحويلها لمستشفى الاميرة رحمة، وليتبين لاحقا انها تعاني من اتساع في حجرات الدماغ.. وليبدأ مسلسل الاهمال وينتهي خلال خمسة ايام فقط.. حينما دخلت ذات الظفيرة الشقراء كالفراشة الى مركز صحي كفر يوبا لتخرج جثة هامدة من مستشفى الملك المؤسس !! 

نقول الام بان ابنتها جاءتها من مدرستها تشكو وجع رأسها، ووسط حالة البكاء الشديد التي انتابتها واستغراب الوالدة في ان تشكو طفلة صغيرة من هذا الكم من وجع الرأس قامت باخذها الى مركز صحي كفر يوبا ، ليتم تحويلها الى مستشفى الاميرة رحمة التعليمي، وليتم اجراء فحوصات اظهرت نتائجها ان لا التهابات او امورا مستعصية لديها، ليتقرر لها اجراء صورة طبقية.

وتتابع الام رواية مأساتها بالقول بأن اسرتها لا تمتلك تأمينا صحيا، ما اضطرها لاجراء الصورة الطبقية لطفلتها على حسابها الخاص وبكلفة 50 دينارا، في مستشفى الاميرة بسمة، وبمساعدة الخيرين هناك استطاعت تصوير طفلتها بوقت قياسي والعودة الى طبيب مستشفى الاميرة رحمة ، ليبلغها الطبيب المسؤول والمشار اليه في بداية التقرير بان طفلتها  تعاني من حالة مرضية تتمثل باتساع حجرات الدماغ ، وانها بحاجة لتدخل جراحي من قبل طبيب اعصاب، وهو الامر الذي تفتقر اليه المستشفى حيث لا طبيب اعصاب فيه، ما يتطلب تحويلها الى مستشفى الملك عبدالله المؤسس، الا ان عدم وجود تأمين صحي لدى الطفلة حال دون تحويلها.

وتحت رجاء وتوسلات الام للطبيب بتحويل طفلتها، الا انه امتنع مؤكدا لها ضرورة الحصول على اعفاء طبي نظرا للكلفة العالية للعملية التي يجب ان تخضع لها طفلتها ، وللتأكيد على توفر سرير في مستشفى الملك المؤسس، وعندما سألته الام حرفيا حول عدم خطورة انتظار طفلتها لانهاء معاملة الاعفاء الطبي من الديوان الملكي العامر والذي لا يستغرق 3 ايام، اخبرها الطبيب ايضا حرفيا "لا خوف عليها من يومين او ثلاثة" رغم خطورة حالتها ، مختتما حديثه لها بالقول ( روحي دوري على اعفاء ما عليها ضرر ) وتم ادخال طفلتها في قسم الاطفال تحت اشتباه اصابتها بالسحايا، وهناك بدأت فصول القصة السوداوية، حيث لم تلق اية عناية طبية او تمريضية، ولم يتم قياس المؤشرات الحيوية لديها من نبض او ضغط او حرارة، في حين تقوم الممرضات برمي ميزان الحرارة على الام مطالبات اياها بقياس حرارة طفلتها او جلبها لغرفة الاجراءات حيث يخضع المرضى للفحوصات، لا ان تأتي الممرضة لسرير المريض في "بروتوكول غير انساني وماركة مسجلة بممرضات مستشفى الاميرة رحمة !!

الام تقسم بأن طفلتها وخلال تواجدها في مستشفى الاميرة رحمة لم يمسك الطبيب يدها او معصمها ولم يقم باي اجراء طبي كان لها، فقط ينظر اليها ويقول ( ما دبرتو لها اعفاء) يريد التخلص من مسؤوليته التي لم يمارسها اصلاً تاركاً اياها لتهديد الموت !

الطفلة وازاء الام الرأس وفيما هي تصرخ من شدة الوجع، تجيئ الممرضة على صراخها لا لتكشف عليها وتتحسس المها، بل لتصرخ بدورها على الام قائلة لها ( سكّتي بنتك صراخها يزعج المرضى) !

وتتابع الام : يوم الاربعاء الساعة 4 فجرا بدأت طفلتي بتقيؤ مادة صفراء، وعندما ذهبت مذعورة لاخبار الممرضة قالت لي (ابصر شو ماكلة) فاخبرتها ان طفلتي منذ دخلت المستشفى لم تأكل ولم تشرب شيئا، فقالت لي اذهبي وابحثي عن الطبيب في غرفة الاطباء فذهبت هناك واذا بالاطباء بالملابس الداخلية ممدين على الأسرة، فخجلت ان ادخل عليهم ولم تقبل الممرضة باستدعاء الطبيب بالاتصال على تلفونه الشخصي، لتبقى طفلتي بوضعها الصحي الحرج حتى صباح الخميس مع موعد الجولة الطبية للاطباء، ليجيئ طبيبها وبرفقته نحو 20 طالبا من كلية الطب، وليقوم خلالها باعطاء محاضرة طبية وليس معاينة او فحص المرضى، ..

وتتابع : فقلت للطبيب ابنتي لا تستطيع فتح عينيها لا تريد ان ترى الضوء، بل وتضع الشرشف/الغطاء على عينيها ما يشير لسوء حالتها وتأثير الضوء على دماغها، والاعفاء الطبي لم يصدر بعد وحالتها تسوء ، ارجوك اكتب لي تحويلا وانا اقنع الاطباء في الملك المؤسس بقبولها، ليقول لي ما معكم مصاري ولا اعفاء، وما في اسرة يجب التنسيق مع الاطباء هناك، فقلت له ابنتي لا تتوقف عن الصراخ من شدة الالم، فقال الان اعطيها دواءً بنزل ضغطها..

فاوعز للممرضة باعطائها دواء بالوريد، ولتعود الممرضة ثانية بعد ضخ الدواء بالمغذي، لتقول (نزول الدواء بطيء وانا اريد تسليم الشفت)، فقامت بتسريع عجلة ابرة المغذي المحتوي على الدواء في الوريد، وهنا حلت الصاعقة  لتبدأ طفلتها بالتشنج وكان ذلك عند الساعة 11 وربع صباحا حتى الساعة 3 عصرا ودون ان يكشف عليها اي طبيب او ممرضة، فذهبت متوسلة للممرضة فقالت لي (روحي دوري على الطبيب في العيادات ) والتي تبعد مسافة كبيرة عن القسم، فذهبت هناك واحضرت الطبيب ليقول لي (شو بدي اعمل لها ) لتبادره الممرضة بصوت خافت ( الدواء مش لازم توخده) فطلب الطبيب ادخالها الى قسم العناية المركزة وذهب دون اي كلمة، في حين رفضت الممرضات مساعدتي بنقلها الى العناية الحثيثة فقمت بحملها الى هناك ليتبين وفاتها دماغيا !!

وتتابع، زوجي قام بدفع شيك تأمين بمبلغ 5 الاف دينار في مستشفى الملك المؤسس عبدالله الأول ليتم استقبال طفلتنا، وعندما جاءت سيارة الاسعاف لنقلها امتنع الطبيب عن الموافقة الا بعد ان ادفع لقسم المحاسبة مبلع 60 دينارا.. ابنتي بين يدي في طريقها للموت والطبيب يصر ان اذهب وادفع لقسم المحاسبة المبلغ، لتقوم احدى الامهات المرافقات وتخبرني ان الطبيب والممرضات قالوا ان قلب ابنتي توقف، ويريدون اشغالي بالذهاب لقسم المحاسبة، وعند حضور سيارة الاسعاف رفض اي من الطاقم التمريضي والطبي الخروج مع ابنتي وتذرع الطبيب ان لديه عملية علما انه غير مختص باجراء العمليات، كل ذلك للتنصل من مسؤولية وفاة طفلتي التي وصلت الى مستشفى الملك المؤسس متوفاة دماغيا ولتلفظ انفاسها الاخيرة هناك بعد محاولة تخفيض السائل الشوكي .

عدت من غير وعي الى مستشفى الاميرة رحمة لاقول للممرضات ان ابنتي ماتت بسبب الاهمال من قبلهن، لتقول لي الممرضة ( انتي ما بتعرفي انك جايبة بنتك على مستشفى تعليمي ؟؟.. انتي ما بتأمني بقضاء الله وقدره ؟؟ ) 

اسرة الطفلة التي امنت بقضاء الله وقدره.. ولا تؤمن بالممارسات الطبية الخاطئة والاهمال الطبي الذي اودى بحياة طفلتهم يطالبون بتشكيل لجنة طبية للتحقيق في وفاة طفلتهم خاصة بعد رفض  مستشفى الاميرة رحمة تزويدهم بالتقارير الطبية والتي تثبت ان ابنتهم توفيت نتيجة الحقنة القاتلة التي تم ضخها في وريدها، وهذا ما اكده احد اطباء مستشفى الملك عبدالله المؤسس الذي اخبرها انه تم اعطاء طفلتها دواءً مخفضا للضغط دون قياس ضغطها، هذا الى جانب انه كان يتوجب ادخالها الى وحدة العناية المركزة منذ اليوم الاول وليس تركها تبيت على الارض لحين تفريع سرير لها كما اكدت والدتها !!

الطفلة سدين سامي سلامة الفسفوس كانت في اوج صحتها وتؤكد والدتها انها معافاة سليمة لم تزر طبيبا في حياتها .. الا انها فقدتها في ليلة وضحاها بسبب لاانسانية الطبيب والممرضات مطالبة بتشكيل لجنة للتحقيق في مقتل ابنتها.. وخلاف  ذلك ستقوم بتسجيل شكوى قضائية وامنية بحق المستشفى ووزارة الصحة، خاصة ان احد الاطباء اخبرها انها اذا قدمت شكوى بحق الطبيب المذكور فلن تجد طبيبا او ممرضة قد يشهد معها ضد زميله .. !

"جراسا" اذ تضع هذا التقرير بين يدي وزير الصحة د. محمود الشياب للتصرف لاحقاق الحق ومحاسبة المقصرين حال ثبوت تقصيرهم .. ولكي تصطف العدالة الى جانب والدتها المكلومة التي مضت 3 اسابيع على رحيل طفلتها ولم تجف لها دموع ولم تٌطفى لها نار قلب.

ملاحظة : الفيديوهات المرفقة للطفلة قبيل وفاتها وخلال مراجعتها للمستشفى