جراسا -

خاص- حالة من الرفض الشعبي لآلية وتنفيذ مخالفات السير تشهدها غالبية محافظات المملكة، وذلك مع تزايد شكاوى المواطنين جراء عدم قانونية مخالفات السير التي يتلقونها ، والتي تعتمد على قانون الجباية وليس قانون ضبط السير بحسب وصفهم .

شكاوى المواطنين اتخذت طابعا منطقيا فيما هم يوضحون آلية تلقيهم المخالفات، فمن رب أسرة قام :بمحاولة" الاصطفاف أمام سوبر ماركت لانزال ابنه، ولم يتوقف في واقع الحال، الا بعد ان أشار له رقيب السير بالتوقف ليبدأ بتحرير مخالفة اصطفاف خاطئ، إلى سائق أبطئ بالسير على دوار المدينة الرياضية لتمرير سيدة وأطفالها، ليفاجئ برقيب السير يطلب منه الاصطفاف جانبا لتحرير مخالفة عرقلة السير، إلى مخالفة سائق ركن سيارته جانب الرصيف لمسح زجاج سيارته !

الى ذلك، حقق الأردن شهرة عالمية لجهة تغطية وسائل إعلام عربية لردود فعل الأردنيين الاحتجاجية على مخالفات السير التي يتلقونها، وقد تصدرت حوادث احتجاج الأردنيين على مخالفات السير اهم الصحف والقنوات الفضائية، فمن حادثة المواطن الذي قام بخلع ملابسه في مدينة إربد احتجاجاً منه على تحرير مخالفة سير بحقه ، الى سائق اخر اقدم على خلع ملابسه والبقاء شبه عار، عند دوار صويلح - عمان، بعد أن قام أحد رقباء السير بتحرير مخالفة مرورية بحقه، الى كثير من الحوادث التي افقدت الأردنيين صوابهم ازاء مخالفات سير أرهقت ميزانيتهم وأضافت اليها عبئا جديدا.

ولم تتوقف احتجاجات الأردنيين على ما يبدو عند خلع الملابس، فقد شهد الأردنيون حادثة قام بها احد السائقين بمحاولة حرق نفسه قبل عام نتيجة تكرار تلقيه مخالفات السير بشكل دوري أسبوعي، حيث قام احد سائقي سيارات الأجرة (السرفيس ) العامل على خط رغدان/جبل التاج قام حينها بسكب مادة قابله للاشتعال على مركبته وأجزاء من جسمه ولوح بحرق المركبة ونفسه اعتراضا منه على مخالفته من قبل إحدى دوريات السير.

لتتكرر الحادثة نهار اليوم الثلاثاء، على نحو مشابه، حيث أقدم مواطن على إشعال النار في مركبته بعد أن سكب عليها مادة البنزين في منطقة الوسط التجاري بمدينة إربد، احتجاجا على مخالفة سير تم تسجيلها بحقه، وأتت النيران على أجزاء من المركبة قبل أن تتدخل فرق الإطفاء في الدفاع المدني وتخمدها، فيما تم ضبط السائق وتم تحويله إلى المركز الأمني.

وإزاء هذه الحوادث التي تربك حياة الأردنيين وتضعهم تحت وطأة قانون جباية السير، تقف إدارة السير موقف المتفرج، مدافعة عن قانونية المخالفات التي يحررها رجال السير، على الرغم من عدم قانونيتها بحسب المتضررين الذين سردوا تفاصيل لا قانونية تلك المخالفات، ليستمر مسلسل الجباية ودون نهاية !!