جراسا -

رائده الشلالفه - لا احد يدري حقيقةً عن المنصب الذي يتولاه نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، ووزير شؤون الاستثمار الدكتور جواد العناني والذي خرج من طبيعة منصبه ليتحول الى (عراب الحكومة) !

وسواء كان العناني مدفوعا باتجاه ان يكون عراب الحكومة طوعا او قسرا، فإن الرجل جهد حد الاستماتة في تقديم نفسه للحكومة بوصفه مخلصها، كما قدم نفسه للشارع الاردني ولهموم الاردنيين بأنه قيصري اكثر من القيصر نفسه، بل وراح الى ابعد من ذلك بممارسة نهج "الديكتاتورية" الرسمية في مصادرة الرأي الآخر، واقصاء وتهميش الرأي العام في الشارع الاردني، ومتجاهلا حقيقة ان الشارع الاردني يحتاج "امتصاصا" لا "احتقاناً" لما يعانيه.

العناني الذي سارع للدفاع عن "فضيحة تعديل المناهج" التي صاغتها الحكومات المتعاقبة عبر لجان المناهج في وزارة التربية بأنها مصدرة وصانعة للارهاب، لم يتوانَ عن تحريف مقاصد العقيدة الاسلامية ومضامين الايات القرانية التي اجتزأها في معرض دفاعه قبل اسبوعين عبر تصريحات صحفية ليقول اننا نعلم اولادنا في المدارس لغة السيف والدماء.

ولم تقف هرطقات العناني عند ذلك، ليتحدى موقف الاردنيين المناوئ للتطبيع مع دولة العدو الصهيوني ويروح للمشاركة في تشيع جنازة ابرز رجالات عصابات "الهاجاناه الصهيونية" بتاريخها الدموي الارهابي الشهير، وهو ما ترك اثره السيئ لدى عموم الاردنيين الذين لا زالوا تحت وقع صدمة استشهاد الشاب الاردني سعيد العمرو قبل اقل من شهر في باحة الاقصى وقبلها التغييب الكامل لنتائج التحقيق في استشهاد القاضي الاردني رائد زعيتر قبل اكثر من عام الذي طالته يد الغدر الصهيونية على معبر الكرامة.

صباح اليوم الاثنين خرج العناني علينا بتصريحات "استفزازية" غير مسؤولة للعناني رد خلالها على وقفة الاردنيين ليلة امس في تنفيذهم لحملة اطفاء الانوار تعبيرا عن رفضهم لتوقيع اتفاقية الغاز مع دولة العدو الصهيوني، معتبرا نتائج الحملة باطفاء الانوار بأنها لم تحقق اية خسائر بحق شركة الكهرباء، متجاهلاً هدف الحملة عما تحمله من مضمون يتعلق بقيمة سلوكية انسانية رفيعة يجهلها ذلك "المسؤول الرفيع" والمتمثلة بـ"الكرامة" ، وقد اطلق منسقو ومنفذو الحملة عليا اسم "ساعة كرامة" !!

الاردنيون لم يطفئوا الأنوار مقابل تحقيق خسائر مادية لشركة الكهرباء، الاردنيون اطفئوا الانوار ليقولوا للحكومة وللعناني اننا شعب حر يمتلك ارادته وكرامته ، وهو ما التقطه العالم اجمع عبر منابره الاعلامية، وقد طالت التغطيات الاعلامية العربية والعالمية مبادرة الاردنيين في اطفاء الانوار رفضا لاتفاقية الغاز مع دولة العدو بما يًشرفنا نحن الاردنيون ، وبما لم يلتقطه العناني الذي يصر على ان يكون قائد"الطابور الخامس" في سدة الدوار الرابع !!