" أم المخيم" الإماراتي الأردني شيخة العزام .. عمرها 105 أعوام ولها 70 ابنا وحفيدا


جراسا -

بدا جليا ان الأخاديد التي خطتها مئة عام ونيف في وجه اللاجئة السورية "شيخة العزام"، لا تزال تعجز عن طمس ابتسامتها عندما تستقبل زوار كرفانها في المخيم الإماراتي الأردني بمنطقة مريجيب الفهود.

كما أن الحال هي ذاتها مع صوتها، والذي راح يشف عن بقايا عذوبة من صبا غابر، حين انطلقت تشدو به مقاطع من أغنية "امتى نعود لك يا نبي"، التي انشدها المطرب المصري الراحل احمد عبدالقادر عام 1916، أي حين كان عمرها خمس سنوات فقط.

هذه الأغنية هي أكثر ما يخطر على بال شيخة أن تدندن به في الآونة الأخيرة، ولعل في ذلك تعبيرا عن أمنية في نفسها ربما تتقدم على حلم العودة إلى مدينتها "جاسم" بمحافظة درعا جنوب سوريا، والتي تشردت عنها مع اندلاع الحرب هناك.

وعدا بعض علائم الوهن بفعل الشيخوخة ومرض السكري الذي أضعف بصر إحدى عينيها،إلا أن هذه المرأة تتمتع بصحة جيدة عموما، والأهم، بذاكرة حاضرة تستطيع معها سرد أسماء أحفادها الذين يصل عددهم الى ستة وستين حفيدا.

ورغم أن حياة امرأة في مثل عمر شيخة التي تقول وثائقها أنها ولدت عام 1911، ربما تبدو محكومة بالرتابة داخل المخيم، إلا أن الامر على العكس من ذلك تماما، فهي تستقبل جاراتها في كل يوم، تحاورهن، وتبادلهن أحاديث ذكريات درعا وحمص ودمشق الشام، ويتسع صدرها للجميع كبارا وصغارا، حتى بات يطلق عليها "أُم المخيم".

وبنظرة فيها الكثير من الحنو، أومأت شيخة التي جلست على فرشة متواضعة في الكرفان الى عجوز قربها في الخامسة والثمانين من عمرها وقالت "معظم وقتي أمضيه مع ابنتي هذه، وأفضل الخروج معها الى الهواء الطلق وقت المغرب، وفي الليل أعود للكرفان لأنام".

هي لا تقرأ ولا تكتب، ولكنها مع ذلك تحسن التحدث باللغة الفرنسية، كما أن أحداً لا يعرف يقينا تاريخ ميلادها، غير أن وثائقها الصادرة في سوريا واعتمدتها مفوضية اللاجئين تشير الى 1/ 1 / 1911، كما يخبرنا أحمد هارون، وهو أحد أحفادها ويبلغ من العمر 35 عاما.

ويذكر هارون، وهو أب لأربعة أبناء،أن جدته كانت قد أنجبت ثلاثة أولاد وبنتا، ولم يبق الآن إلا البنت، وهي أمه، والتي بدورها أنجبت ثماني بنات وأربعة اولاد ذكور.

وتقوم على خدمة شيخة اثنتان من حفيداتها، كما ويجاورها في المخيم اثنان من الأحفاد مع عائلاتهم، وكل في كرفان مستقل.

وبحسب هارون، فإن جدته تستيقظ قبيل آذان الفجر، وبعد أن تصلي، تفطر على البيض المسلوق أو الفول، وهو ما دأبت عليه منذ سنوات قريبة،أما عندما كانت في سوريا، فقد اعتادت تناول السمن البلدي والبيض البلدي نيئا.
وهناك في الوطن، كانت لديها حاكورة تزرعها، وفيها "جرن" لطحن الحبوب، وكان الجيران يقصدونها دوما من أجل طحن ما لديهم من قمح الجريش.

ويؤوي المخيم الإماراتي الأردني حاليا أكثر من 7100 لاجئ، بينهم 85 تتجاوز أعمارهم الخامسة والستين، وهؤلاء توفر لهم إدارة المخيم معاملة خاصة.

وعن ذلك، يقول سـالـم المـزروعي نائب مدير المخيم "، فإننا نعامل كافة اللاجئين كأخوة وأبناء لنا، وفئة كبار السن بالتأكيد هم بمقام آبائنا وأمهاتنا، حيث نقدم لهم رواتب خاصة لأنهم بالطبع غير قادرين على العمل".

وأضاف أنه "في حال كان المسن غير قادر على الحركة يتم تقديم حمام له ويعطى كرسيا متحركا في حال الطلب،وبذلك نحاول أن نلبي احتياجاتهم، ونهتم بهم من كافة النواحي".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات