د. زكريا الشيخ يعلن عدم نيته الترشح للانتخابات النيابية (مصور)


جراسا -

أعلن النائب السابق د. زكريا الشيخ عن نيته عدم الترشح لانتخابات المجلس الثامن عشر، مؤكدا عزمه على إفساح المجال والفرصة لوجوه جديدة بهدف "ضخ دماء" تحمل "خلايا متجددة" في شرايين مجلس النواب القادم وذلك ترسيخا لمبدأ الحد من "داء التوريث" السياسي للمناصب ولحث الكفاءات على التقدم لكي تتفتق "بذرة الإبداع" من ضمائر المخلصين من أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء بقيادته الهاشمية الكريمة ونسيجه الإجتماعي المتين وتعايش أبناءه على إختلاف مشاربهم العرقية والدينية والفكرية.

وإعتبر الشيخ قانون الإنتخاب الحالي بأنه قاصر عن تلبية طموح دعاة الإصلاح الرامية إلى وجود قوائم متماسكة ذات برنامج سياسي وإجتماعي وإقتصادي وقيمي وازن، تساهم في إفراز مجلس نواب قوي يمثل كافة شرائح المجتمع الأردني بعدالة وإنصاف بالإضافة إلى أن القانون يعد طاردا للكفاءات من ذوي الدخل المحدود وجاذبا لأصحاب المال والأعمال.

وابدى الشيخ خشيته من أن تكون مخرجات القانون الحالي بإفراز مجلس نواب "هش" و "قابل للتفكيك" بشكل سريع، بالإضافة إلى إيجاد بيئة إجتماعية وسياسية تزعزع الثقة بين المواطنين ما سيؤدي إلى تهديد الأمن والسلم المجتمعي ويهدر طاقات البلاد المالية وخطوات الإصلاح المأمولة ويفقد الثقة بالمستقبل السياسي المنظور.

وأكد الشيخ على ضرورة مشاركة الناخبين في التصويت في الإنتخابات القادمة على الرغم من "العور" الذي يشوب قانون الإنتخاب الحالي والمخالفة الدستورية الصريحة لنظام الكوتات الذي يتضمنه، وذلك من منطلق أن نكون إيجابيين إتجاه الوطن الذي يبحر في واحة أمن وأمان في خضم محيط متلاطم الأمواج التدميرية من حوله وضرورة الإنحياز لخيار أقل الضررين وهو المشاركة بدلا من المقاطعة.

وشدد على حتمية عدم منح الناخب الصوت إلا للقوي الأمين "قالت يا ابت إستأجره إن خير من إستأجرت القوي الأمين" والإبتعاد عن مرشحي المال الأسود وذئاب الصفقات والعطاءات والمشاريع من جهة والذين يتشعبطون على جراح الأمة من جهة أخرى وخاصة القضية الفلسطينية وغيرها ويغرزون أنيابهم السامة في جسد المواطن المنهك إقتصاديا.

جاء ذلك خلال اجتماع حاشد عقده النائب السابق الشيخ في منزله بالعاصمة عمان، ضاحية الياسمين، مساء السبت وقدم الشكر والثناء لجميع نشامى ونشميات الوطن من شماله الى جنوبه ومن شرقة الى غربه بما فيهم أبناء بلدته "بيت فجار" بكافة عشائرها على دعمهم ومؤازرتهم له قبل وبعد انتخابات المجلس النيابي السابع عشر، مشددا على أنه لولا الله عز وجل ومن ثم أبناء الوطن الواحد لما تمكن من الوصول إلى قبة البرلمان.

واستعرض الشيخ مسيرته خلال مجلس النواب السابع عشر، حيث كان من أكثر النواب حضورا لجلسات المجلس ومن أقلهم سفرا للخارج وترأسه للجنة التوجيه الوطني والإعلام ومقررا للجنة الصحة والبيئة النيابية، والجهود الكبيرة التي بذلها في صياغة القوانين مع زملائه أعضاء اللجتين والخاصة بإقرار تشريعات ناظمة للعمل الإعلامي والصحفي وحرصه على إدخال مصطلحات ومواد تحافظ على هوية مجتمعنا المحافظ وتحد من محاولات البعض إستغلال مناخ الحرية الذي تنعم به البلاد والعباد.

وأشار الشيخ إلى انه قدم مواقف تميزت بأداء رقابي وتشريعي قويان، منوها إلى أن أي تصرف قام به كان يضع أمام عينه دينه ووطنه وقيادته وابناء وطنه وعائلته وعشيرته، مشددا على أنه لم يكن يخشى بالحق لومة لائم.

وبين أنه خلال انتخابات مجلس النواب السابع عشر رفع شعار "قسما لن يؤتين الدين أو الوطن من قبلنا"، مؤكدا أنه حافظ على هذا الشعار طوال فترة عضويته في المجلس، فكان انموذجا للنائب المدافع عن دينه ووطنه امام تيارات الالحاد والاباحية بالإضافة الى ابرازه مفاصل القضية الفلسطينية.

وتطرق إلى قانون الانتخاب الحالي أو ما يسمى قانون القائمة النسبية المفتوحة وشرح آلية الترشح والتصويت واحتساب عدد الأصوات.

وتحدث الشيخ عن نظام "الكوتا" ضمن المادة التاسعة من قانون الانتخاب وأنه يعد مخالفة دستورية بحسب أحكام المادة السادسة من الدستور الأردني والتي تنص على أن الأردنيين أمام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وإن اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين، مشيرا إلى أنه طرح هذا في مجلس النواب السابق وتعرض لهجوم واسع على الرغم من دستورية وعدالة طرحه.

وأشار الى ان الأردن انموذجا للتعايش بعيدا عن التمييز والعنف والتطرف وتعمق قيم الحوار والوسطية وتمد جسور التفاهم والانسجام بين الجميع.

وفي نهاية كلمته أكد عدم نيته الترشح للانتخابات النيابية المقبلة وأنه سينتقل إلى خندق آخر للدفاع عن الدين والوطن.

من جانبهم تحدث عدد من وجهاء بيت فجار الذين قدموا الشكر والثناء للدكتور زكريا الشيخ الذي أعتبروا بأنه مثلهم خير تمثيل في مجلس النواب، وهو فخر لجميع أبناء الأردن.

وعبروا عن رفضهم لفكرة عدم ترشح الشيخ للانتخابات المقبلة خاصة وأنه بذل كل ما يملك لإيصال هموم الأردنيين جميعا.

إلا أن د. زكريا الشيخ اعتذر عن الترشح للانتخابات المقبلة لأسباب خاصة، مؤكدا أنه سيبقى الابن القوي البار لوطنه ومليكه وسيكون سندا وداعما لكل من يحتاج المساندة والمساعدة.

وفي نهاية الاجتماع قدم أبناء عشائر بيت فجار القرآن الكريم للدكتور زكريا الشيخ تعبيرا عن شكرهم وتقديرهم لدوره في الدفاع عن الدين والوطن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات