زليخة أبو ريشة والجعد بن درهم وجهان لعملة واحدة


كنت دون العشرين من العمر ،حين كنت مصغيا إلى أحد علماء البلاغة ،يشرح لي بعض أسرار البلاغة ،وبين كلماته العذبة ،سألته عن مقولة لكاتب عُرِف بانحرافه الفكري، فأجابني بما هالني فقال لي: اترك عنك كلام المخنثين.
الحقيقة أنني صدمت إلى درجة الذهول ،كيف يصفُ هذا العالِمُ ،كاتبًا مهما اختلفَ معه بالتخنيثِ؟!
وحاولَ أنْ يشرحَ لي ما بدا عليَّ مِن اندهاشٍ ،فأنا ذاهلُ عنه ،مستغربًا مِن وصفهِ ، فضحكَ الرجلُ وقالَ : يا بُنَيَّ التخنّثُ لا يقتصر على السلوكِ الشاذِّ، ،بلْ هو حالةُ فِكرٍ شاذّةٍ، واخطرُ ما نواجهُهُ مِن الوصولِيينَ والمنافِقِينَ والزنادِقةِ ،هو التخنثُ الفكرِيِّ ،وهو واقعٌ عمَلِيٌّ يمارسُهُ الإنسانُ في مجالِ الفكِرِ.
وحقيقةُ هذا ما نواجهُهُ يوميًّا ،فأنتَ ترى بعضَ الكتَّابِ مِن أهلِ الباطِلِ ودعاةِ الفرقةِ وتدميرِ المجتمعاتِ ،يأتيكَ يوميًّا بفكرِةٍ أو روايةٍ أو مقالةٍ أو تغريدةٍ أو مغامرةٍ سخيفةٍ ،لينقض عليك فكرك وأنه يعلم أنه على خطأ وأنه يكذب ،وتستخرج له الكذب بالأدلةِ والبراهيِن ، فلا يدعُوهُ ذلكَ لخجلٍ أو أيِّ وَقْفَةٍ معَ الذاتِ بلْ يستمرُ ، ويستمرُ، ويستمرُ.
وكأنَّهُ فاقدٌ لكلِّ معانِي شرفِ الذاتِ ،والحسِّ بالعزَّةِ الشخصيَّةِ، فلا تُسبِبُ لهُ الإحراجاتُ أيَّ مشكلةٍ أبدًا ،فلا يُحرَجُ بكشفِ كِذْبِهِ، ولا يُحرَجُ بكشفِ جَهلِهِ ،ولا يُحرَجُ بكشفِ عدمِ لياقتِهِ في مُجابَهةِ الحَقيقةِ.
وحين تقولُ لهُ هذا سلوكُ مَن كَشفَ عَورَتَهُ في صِفّينَ ،فيُجيبُك بصفاقةٍ ،إجابة باهتة لا تخلو من الخبث. فهلْ هناكَ تخنّثٌ أكثرَ مِن هذا؟
لقدْ أسقط هؤلاء المخنثين فكريا ،حُرمَة المُصحَفِ ،وكّذبوا آياتِ اللهِ ،وبما أرسلَ اللهُ به رسلَه ،عنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قال : شَهِدْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ خطَبَ الناسَ يومَ النَّحْرِ ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ؛ ضَحُوا ، تَقَبَّلَ اللهُ مِنْكُمْ ، فَإِنِّي مُضَحٍّ بِالْجَعْدِ بْنِ دِرْهَمٍ ، إِنَّهُ زَعَمَ أَنَّ اللهَ لَمْ يُكَلِّمْ مُوسَى تَكْلِيمَاً ، وَلَمْ يَتِّخِذْ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ، سبحانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُ الْجَعْدُ بْنُ دِرْهَمٍ عُلُواً كَبِيرَاً ، ثُمَّ نَزَلَ ، فضحّى به في أصل المنبر.
منفذا حدَّ الحِرابَةِ عليه ،مصداقا لقوله الله تعالى : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْض)
وها هي "زليخة أبو ريشة" صاحبة هذا الفكر ،تنكرُ نبوءَة سيدِنا "يوسف" - عليه السلام – فتقول:عن سورة يوسف :إنها ليست أكثر من قصة ،وليس هناك أدلة تاريخية تثبت نبوءة سيدنا "يوسف" - عليه السلام - وصدق الله العظيم إذ يقول : (وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ إذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ)
كما أنها تنكر فريضة الحجاب أو وجوبه ،وتنكر أن القرآن أمر بذلك ،وتعتبر قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : "ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات" في حديث(صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجد ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا) رواه أحمد ومسلم في الصحيح . شتيمة وإهانة للمرأة ولا يجوز ذلك،كما أنها تكذب على الصحابة وتدعو إلى الامتناع عن الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم - تأسيا بالصحابة الكرام – رضوان الله عليهم – إضافة إلى مطالبتها بإغلاق مراكز تحفيظ القرآن ،التي هي تحت بصر وعين وزارة الأوقاف، باعتبارها مُمول للإرهاب.
مثبتا ذلك بما لا يدع مجالا للشك ،ما ورد على لسانها ،بالصورة والصوت في مقابلتين لها :إحداها مع كامل نصيرات في برنامج تنفيس ،والثانية عبر أثير قناة الشرقية العراقية.الرابطين:
https://www.youtube.com/watch?v=kdiSUqYfOZc
https://www.youtube.com/watch?v=oke48xPLRA4
أليست والجعد بن درهم ،وجهان لعملة واحدة؟ّ! لماذا لا يقوم النائب العام باستدعاء المدعوة :زليخة أبو ريشة" مثلما تعامل مع الكذاب الأشر "ناهض حتر" على جريمته النكراء بالسخرية من الذات الإلهية ،وتودع في السجن جرَّاء جُرْمِها ،فجُرْمُها َلا يقلُّ بشاعةً عنْ جُرمِ سيء الذكر المدعوِّ "ناهض حتر" وذلك بتهمة ازدراء الأديان ،وإثارة الفتنة ،وأنها تشكل خطرًا على الأمنِ القومِيِّ الأردنِيِّ بتوسيعِ دائرةِ الفتنةِ.
السؤال الذي يسأله الجميع الآن :لماذا الدعاة والمصلحون يزج بهم في السجون ،واعداء الله ورسوله والمؤمنين يصولون ويجولون؟!



تعليقات القراء

عبد الله الأمين
هذه المخلوقة كانت متزوجة من دكتور إسلامي في الاقتصاد الاسلامي ثم طلقها ... فأصبحت تتقمم الفكر الشاذ وتنشره .. بعض فرق الخوارج هي التي قالت إن سورة يوسف قصة حب وليست من القرآن .. أليس هؤلاء الكتاب الشواذ هم من يرددوا مقولات الخوارج ويوعمون أنهم يحاربونها ... بارك الله فيك أيها الكاتب .. وجعل مقالك في صحيفة أعمالك
19-08-2016 11:09 AM
محمد بن دينار
يسلم ثمك
19-08-2016 05:52 PM
متقاعد عسكري
نشكرك على غيرتك الوطنية والاسلامية...ويجب ان يطبق على سيئت الذكر ما طبق على الجعدي
20-08-2016 02:51 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات