دوائر العاصمة الانتخابية .. تخبط وتيه والغموض سيد الموقف


جراسا -

خاص- في تلخيص المشهد الانتخابي في دوائر العاصمة عمان الخمس فإن حالة من التخبط والتيه تسود الشارع الانتخابي مرشحين وناخبين، فمع بدء العد التنازلي وموعد الانتخابات المقرر في العشرين من ايلول المقبل، ومع اقل من نحو اسبوعين من بدء الدعاية الرسمية لاعلان الترشح رسميا لا زال الغموض سيد الموقف، ولا زالت مناورات القوائم الانتخابية تشهد مخاضات عسيرة، بعضها يحمل اسماء باهتة لجهة الثقل السياسي، وأخرى ضمت في جنبات تكوينها تجارا ورأسماليين ممن يؤمنون بأن المال اسهل الطرق لعبور الواجهة النيابية والسياسية.

بعضها قوائم بدت مبتورة، وتم الزج فيها بأسماء "براقة" لا حول لها ولا قوة في غمار العمل السياسي، والبعض الاخر تم تشكيلها ليلا وانفرطت صباحا نتيجة الانقسامات وعدم التنسيق الشمولي في ضمها للقوائم، في حين تم تطعيم البعض الاخر بأسماء "نسوية" بقصد التنوع وابراز عنصر المساواة بغية حشد وجذب الأصوات الأنثوية، وهو ما فندته التجربة الانتخابية الاردنية منذ عودتها لأتون المرجل الديمقراطي بعودة الحياة الديمقراطية والنيابية منذ عام 1989، حيث اكدت الوقائع عزوف الأصوات النسوية عن دعم والتصويت لصالح المرشحات النساء والشواهد كثيرة.

باستثناء القوائم التي تم الاعلان عنها "شبه رسميا" والخاصة بالاسلاميين والذين اعلنوا عن تشكيل قوائمهم الانتخابية للمجلس النيابي الثامن عشر، فقد نجحوا بتشكيل قوائمهم لكافة دوائر محافظات المملكة، غير متأثرين بالحالة الضبابية التي يشهدها المناخ الانتخابي في بدء استعداداته الراهنة، بل وراحوا الى ابعد من ذلك بتشكيل قائمتين او ثلاث لبعض دوائر المملكة هذا الى جانب ضمهم لأسماء من غير منتسبي الحزب من شخصيات وطنية ونقابية.

اللافت في بعض اسماء القوائم لدوائر العاصمة عمان، هناك نواب سابقون، يطرحون انفسهم مجددا "مدججين" بلغة المال السياسي لا غير، وهم من دخلوا المجالس السابقة وخرجوا منها دون ان يتفوهوا كلمة واحدة تحت القبة، وهو ما رصدته تقارير اداء نواب المجلسين الماضيين الخامس والسادس عشر على وجه التحديد !

اسماء القوائم الانتخابية المعلن عنها في دوائر العاصمة وعلى وجه الخصوص الدائرة الثالثة، تبدو قليلة نسبيا ازاء التعداد الهائل لمجاميع الناخبين الذين يحق لهم الانتخاب، لكن المراقب العام يستطيع ان يلحظ بوادر لحالةٍ من العزوف الانتخابي ، اساسها الارث الذي خلفه اداء النواب في المجالس السابقة، وعدم وجود اسماء مقنعة وجاذبة ، وقد ضمت القوائم "اليتيمة" التي تم الاعلان عنها اسماء مرشحين منهم نواب سابقون يحملون من "الرمزية السياسية" الكثير ولكنا اسماء اقرب الى "الفقاعة" منها للأسماء الراسخة في العمل النيابي التشريعي او الخدماتي. 

هناك ارباك واضح لدى الشارع الانتخابي مرشحين وناخبين، هناك فتور في وتيرة الاستعداد الفعلي والعملي والحقيقي تجاه خطوة ما بعد اعلان القوائم، وهناك تخوف من افراز قوائم هزيلة لن تكون عملية خوضها للانتخابات النيابية الا هدرا وتشتيتا للأصوات، وهي القوائم التي خرجت للعلن سلقاً واستدراكاً للوقت او استرضاءً لمرشحين بعينهم تم ادراج اسمائهم لغايات ذات علاقة بهم وبمصالحهم وتوجهاتهم الشخصية او لعلاقة اسمائهم بكولسات ودهاليز العملية الانتخابية !

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات