قصف "مخيم نازحين" على حدودنا .. رسالة للأردن أم محض ارهاب ؟


جراسا -

المحرر السياسي - قَصفُ الطيران الروسي ليلة أمس مخيماً للنازحين السوريين قرب الحدود الاردنية بالقنابل العنقودية، الذي قتل وجرح خلاله عشرات الاطفال والنساء المهجرين الفارين من نيران الحروب المستعرة في بلادهم، جريمة ارهابية بربرية وحشية، تضاف الى سجل الجرائم التاريخية التي ارتكبت بحق الشعب السوري خلال سنوات قليلة مضت، تحت سمع وبصر أمة تعدادها مليارا ونصف مليار مسلم، لم يتحرك ضمير واحدهم برهة، تجاه المجازر التي ترتكب بحق اهلنا في سوريا.

توقيت القصف، ومكانه، قد يحمل في ثناياه رسالة موجهة الى الاردن، بعد الاعلان قبل اسبوعين عن اغلاق الحدود  الشمالية ووقف انشاء مخيمات لجوء جديدة، عقب جريمة "الرقبان" الارهابية التي نفذت ضد جنودنا العاملين في طواقم اغاثة اللاجئين السورين، استشهد على اثرها سبعة منهم، في محاولة للضغط على المملكة، لاعادة فتح الحدود لللاجئين المتدفقين الفارين من أتون الحرب الدائرة هناك.

وجاء قصف المخيم السوري الواقع في منطقة "الحماد الشامي" المحاذية لمنطقة الحدلات الاردنية، ويضم نحو 60 الف نازح سوري معظمهم من الاطفال والنساء ، عقب ساعات من اعلان رئيس هيئة الاركان المشتركة الفريق اول الركن مشعل الزبن، ان المنطقتين الشمالية الشرقية، والشمالية، منطقتان مغلقتان عسكرياً، وأكد انه لن يُسمح لاي كان تجاوزها.

الجبهات الاردنية، الشعبية والعسكرية والامنية، متماسكة بشكل غير مسبوق، بل وزادت نيران الاقليم المستعرة من صلابتها، ورفعت من وتيرة تأهبها وجاهزيتها، تحسباً لأي ارتدادات عكسية قد تنتجها فوضى المنطقة، ما يجعل من أي محاولات يضمرها طرف أو جهة حاقدة متربصة ضد المملكة وأهلها، رهان خاسر، وتفضي باية أموج تحاول جر الاردن الى فيضانات المنطقة واعاصيرها، الى التكسر على جنبات سفينته التي تغب بحور المنطقة الهائجة، بثقة وهدوء وتيقظ.

في المقابل، فأن استهداف مدنيين مهجرين عزّل بقصف جوي، جريمة تخالف كل العقائد السماوية والاعراف البشرية والقوانين والمواثيق الدولية الكاذبة التي أغمضت اعينها عن ذبح الشعب السوري، وتركت الاراضي السورية مرتعا لكل مجرمي البشرية، ولم تندد دولة ولا مؤسسات حقوق انسان ولا أمم متحدة ولا غيرها، بالقصف الروسي الممنهج الذي يقوده فلاديمير بوتين.

النظام السوري، الذي همه البحث عن طوق نجاة له على حساب ضحايا واشلاء شعبه، متحالفاً مع شياطين الارض وسفلتها ضماناً لبقائه جالساُ على كرسي من الدم، متمسكاً ببقايا مقاليد حكمه الواهن، لم يعد في حساباته أي مكان لشعب وارض الدولة السورية العربية التي طالما كانت بوابة الشرق ومهد حضارتها.

الايرانيون الطامحون باعادة احياء امبراطوريتهم الفارسية، أخذوا هم الاخرون من دم الشعب السوري والعراقي ايضا نصيباً كبيراً، متواطؤون مع "الشيطان الاكبر" الذي صدّعوا ادمغتنا بذمه وتحقيره طيلة أزمنة ثورتهم الخمينية، لنكتشف انهم "الحليف الاكبر" للشيطان، وجزء لا يتجزأ من مشروع أمريصفوي صهيوني خالص، لينالوا قطعة من كعكة تقسيم المنطقة، على حساب أبناء العرب والمسلمين السنة الذين خلت أدمغتهم من اي مشروع سياسي مقابل، قادر على لجم اطماع الطامعين بهم، تاركين بلادهم مرتعاً لكل زناة التاريخ وقواديه.

الصمت العربي بطبيعة الحال بات طبيعياً، وروتينيا، فلم يعد هناك كيان عربي اساساً، كما لم يكن طيلة عقود مضت، عجز خلالها النظام العربي، وشعوبه، عن النهوض بواقعهم وأمتهم، وايجاد حلول لمختلف قضاياهم المصيرية، بل وربما سقط مفهوم "الوطن العربي" حكماً على ارض الواقع، مع مخططات التغيير الجغرافية الديمغرافية التي تجري على قدم وساق، بغية تمزيقه وتفتيته وتحويله الى دويلات مذهبية طائفية، خدمة للكيان الصهيوني ومشاريع الدول الاستعمارية ومصالحها في المنطقة.

واذا بقي وقت لبقايا الامة وشعوبها لتدارك حجم الاخطار المهولة التي يواجهونها، ولم يستدركوا على عجل، شعوباً قبل أنظمة وحكومات، المفصل التاريخي الاصعب الذي يعبرونه، فأن الغد القريب لا يبشر سوى بمزيد من النكبات والمذابح والتقسيمات والويلات ، وصولاً الى تهديد حقيقي بطمس حضارة طالما كانت متربعة ذات يوم على رأس حضارات الامم، وحينها لا ينفع الندم ولا العض على الاصابع.



تعليقات القراء

ابوعيد
كلام في الصميم....مئة بالمئه
13-07-2016 06:00 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات