دولة الملقي .. الشعبية تتأتى من وراء الانجازات لا من الاستعراضات "والعيديات" !!


جراسا -

كتب المحرر السياسي - بقبولٍ مشوب بالترقب والحذر، اكتفى الأردنيون بالوقوف على مسافة واحدة من رئيس الوزراء د. هاني الملقي لأسباب عديدة، يتعلق بعضها بعدم معرفتهم المسبقة به كرجل دولة، أو كنجل لرئيس وزراء اسبق في خمسينيات القرن الماضي، بالاضافة الى ركون البعض الى فكرة عدم اطلاق الاحكام الاستباقية على الرجل وفريقه الحكومي، من باب الاحتمالات المشرعة على نافذة الأمل نحو اردن افضل حالاً وأقل بؤساً !

د. هاني الملقي، والذي يعد من الأسماء "غير المطروقة" أو المتداولة في واجهة الدولة الرسمية، رجلٌ متدين ملتزم، هادئ الطباع واثق الحضور، ولا شبهات تدور حول نزاهته الوطنية وإلتزامه الإخلاقي، وهو الذي يروي بعض مقربيه حادثة تؤشر لمدى غيرته الدينية والاخلاقية والتي حصلت أبان توليه عمله كسفير بالقاهرة، حين دعا رجال اعمال اردنيين لحفل غداء بأحد فنادق القاهرة، وتزامن ذلك مع بث مبارة لكرة القدم بين المنتخب الهولندي ومنتخب اخر، حينها بدأ شبان مصريون بالهتاف لدولة هولندا مشجعين مؤازرين، ومصفقين، الأمر الذي أخرج الملقي وقتها عن طوره ليلتفت نحوهم مخاطباً إياهم بالقول " ما تخافوا الله ؟ تدعموا من اساءوا للرسول"، ليخبو الهتاف ويتوقف التصفيق ويلوذ الشبان المصريين بالصمت خجلاً وحياء من فعلتهم.

هو صاحب موقف عروبي قومي وطني ديني يترجمه الى افعال ومواقف، لتؤكد اننا أمام رجل واعي مثقف واسع الحنكة السياسية، ابن بيئة سياسية وطنية عاركها وخبرها خلال سنوات عمره بأكثر من دولة منذ نعومة اظفاره  بوصفه ابنا لرئيس وزراء.

الملقي، وقبل أن يدلف الى سدة الرابع كرئيس حكومة، قاد ثورة اصلاح وانجاز خلال توليه رئاسة سلطة منطقة العقبة الاقتصادية، حارب اصحاب الصوت العالي من المتسلقين والمتكسبين بغير وجه حق، كافح لاجل تطبيق القانون رغم الضغوطات التي مورست ضده من قبل "متنفذين"، يرفض وصفه بـ "القاسي " وقد يقبل بها اذا كانت لحساب المصلحة العامة والوطن، أسس لخروج الميناء الجديد والذي سيكون جاهزا في نهاية العام 2017، بعد أن كانت الترتيبات تتحدث عن البدء في عمليات التوسعة العام 2025، أي قام بمباشرة العمل قبل 8 سنوات مما كان مخططاً له وذلك لتوظيف عامل الوقت بالاستثمار لا بالاستنزاف.

صان أمانة سلطة العقبة حتى الرمق الاخير من توليه رئاسة سلطتها، ويذكر عنه انه عقد عشاء عمل في احد الفنادق مع فريق حكومي يتبع حكومة عبد الله النسور، ليقوم بتحويل فاتورة العشاء الى الجهة صاحبة الاختصاص بالحكومة وليس لسلطة العقبة معتبرها مصروفات تخص الحكومة اكثر ما تخص سلطة العقبة.

ولأنه صاحب قرار وطني في ادارته لمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، اسهمت سيرته المهنية بما تخللها من انتماء ومسؤولية وطنية في وصوله للرابع، لم يُزكى ولم تُعقد كولسات او مفاوضات في تسلمه لرئاسة الحكومة.


الا ان الملقي والذي خرج من الواجهة البحرية الرسمية بزهو النجاحات الانجازات، ودخوله الواجهة الرسمية لسدة الرئاسة ، على ما يبدو افتقد الناصحين والمستشارين الذين يتوجب ان يؤازرونه ويدعمونه في مهمة الحفاظ على ارث النجاح الذي حققه، وبدت جعبة الرجل خاوية خلافا لكل التوقعات المحتملة، وقد تبدى ذلك واصحا من خلال جملة من التحركات "البروتوكولية" التي خلت تماما من اية سمات رسمية رفيعة، فالرجل الذي اعتمد على "شخوص" لا دراية لهم او خبرة في التخطيط والتنفيذ بدأ في اتخاذ طرق لا تتناسب مع منصبه كرئيس وزراء ، وظهر خلالها كرئيس علاقات عامة لا أكثر، يحاول ان يحصد شعبية جماهيرية بأساليب "مبتورة" أودت به - رعم احترامنا لها - الى أن يأوم المصلين ، وهو ما حدث خلال لقائه الفعاليات التجارية في غرفة تجارة عمان، حين قام بإمامة ممثلي القطاع التجاري الذين كانوا ينتظرون رئيس وزراء صاحب خطاب واجندة اصلاح اقتصادي وليس إمام مسجد !

"الشحوص اللامستشارون" الذين دفعت نصائحهم بالملقي لأن يكون إماما لا رئيس وزراء ، هم أنفسهم الذين دفعوا به لتنفيذ "استعراض العيديات" عندما قام يوم امس، اول أيام عيد الفطر، بالنزول الى وسط البلد بالعاصمة عمان بسيارته وتوزيع "العيديات" على كبار السن والاطفال الفقراء.

الملقي الذي خلى حضوره ولغة فريقه الحكومي من اي خطاب اصلاحي، لم يستطع خلال الأربعين يوما الماضية من عمر حكومته ان يحظى ولو بالقليل من ثقة شرائح كبيرة من الاردنيين الذين استيقظ اطفالهم صبيحة العيد دون ملابس جديدة ودون "عيديات" نظرا لتردي الاحوال المعيشية والمالية لذويهم بفعل السياسات الاقتصادية الهالكة التي حطت على رؤوس الاردنيين خلال الحكومات المتعاقبة الماضية .

نقول للكتور الملقي الذي أثبت حرصه على المال العام ابان تسلمه سلطة العقبة، بأن الحرص لا يكفي أمام مستجد توليك رئاسة الوزراء، فأبن برنامج حكومتك صاحبة "الفريق الاقتصادي" للاصلاح الاقتصادي ؟ وأين برنامجها المقترح او المفترض لخطط العمل وتطوير الاستراتيجيات للخروج من الازمة الاقتصادية التي قفزت بالدين العام الى رقم فلكي، ام ان خروج حكومتك بمشروع "البطاقة الذكية" الى حيز الواقع اقصى الطروحات والانجازات، مع تحفظنا الى ان مشروع البطاقة الذكية توالت عليها حكومات وحقب وليس انجازا لحكومتك الراهنة !

واقع المديونية وعجز الخزينة والذي حدا بالاعلام العربي والغربي الى نشر شائعة "افلاس الخزينة الاردنية" وضع الاردن الرسمي على المحك الأخير إزاء قرارات اقتصادية حكومية لم تُفلح في ازاحة كابوس السياسات الحكومية السابقة التي تعتبر "جيب الأردني" الحل السحري الذي يصل لمستوى "المعجزة" في "الترقيع الفوري" لمآزق ومطبات حكوماتنا الرشيدة، وهو الامر الذي سينعكس "سوادا" على المقبل من الشهور والسنوات القادمة !


دولة الرئيس ..
هل كنت تعلم وأنت تدلف الى سدة الرابع والى مطبخ القرار الاردني بأننا في الاردن نعيش في إقليم ملتهب يتهدده "الإرهاب" والذي وصل لعقر دارنا مرتين خلال الشهر الفضيل، فعوضا عن "استعراض العيديات" كان الأجدى بك استخدام ذلك الوقت بالاجتماع مع كبار القيادات الأمنية للاطلاع على استراتيجياتها المعدّة والاطمئنان على مدى فاعليتها وتطبيقها على ارض الواقع الامني الذي لا نخفي حياله سراَ بأن الاردنيين الذين استيقظوا فجر الاول من رمضان على عملية مكتب مخابرات البقعة، وفجر منتصف رمضان على عملية "الرقبان" متخوفين من ان يستيقظوا ذات فجر - لا قدر الله - على عملية ثالثة !!

دولة الرئيس ..
ونحن أمام تحديات تعثر الاقتصاد، أمام مديونية مرشحة للارتفاع، أمام مجابهات أمنية وعسكرية على حدودنا الشمالية والشرقية، أمام قادم مجهول على كل الصعد الاقتصادية والامنية والسياسية، هل تعلم ان حكومتك ليست بأفضل حالا مما سبقتها من الحكومات، بل وقد وصلتم الى دفة الرابع بكثير من التعقيدات والتحديات والمجابهات فلا تدع طريق العشوائيات والمراهنات سبيلك لحصد شعبية الجماهير، فالشعبيات تتأتى من وراء الانجازات لا من وراء الاستعراضات والعيديات !

شعبنا يريد اكتفاءً ويحق له ان يطمع بالرخاء
شعبنا يريد الحفاظ على ارثه من الأمن والأمان ويحق له ان يطمع بالكثير والمزيد
شعبنا يريد تشاركية في صنع القرار، يريد مجلس نواب نهضوي يليق بنهضة مئوية ثورتنا العربية الكبرى، يريد قوته اليومي بكرامة، يريد مكتسبه الوطني والديمقراطي، يريد أن يصطف الى جانب قيادته ويهتف ملء القلب والروح ملء الولاء والانتماء مرددا خلف مليكه الشاب نعم "ارفع رأسك أنت اردني".

دولة الرئيس..
عندما نقول بأن حعبتك خاوية من اي مشروع اصلاحي فذلك لا يعني اننا نشكك بنزاهتك ووطنيتك، لكننا كدولة وشعب نريد الارتقاء بمفهوم مشروعنا الوطني ومصلحتنا الوطنية العليا، ولا سبيل لها الا بالاصلاح الاقتصادي والسياسي ، فذلك ما نريده كمؤسسات اعلامية تنويرية وطنية مسؤولة تماما كما يريده الأردنيون .. نحن معك والى جانبك نصطف عندما نرى حكومة افعال لا اقول، حكومة تنفيذ اجندات داخلية وطنية بحتة، حكومة ميدان لا حكومة مناصب ومكاتب مخملية !

دولة الرئيس .. للأردن أردنييّه .. وليس للأردنيين سوى أردن واحد

يستحق هذا الوطن .. وهذا الشعب ان تكون حكومتكم على قدر اهل العزم .. وعلى قدر ثقة سيد البلاد بكم 

 









تعليقات القراء

شو بدي
انا كمواطن اردني بدي 3 شغلات من الحكومة الاولى ما احس انها بتنشلني باسم القانون يعني راتبي ما احس ان اكثر من نصو بروح ظرايب ثانيا احس بالامن الداخلي والخارجي اللي كاردني يعني داخليا ما احس اني خايف اسوق سيارتي يجي واحد من الزعران ينط عليها يدفعني اللي فوقي وتحتي ولا احس ان بلطجي بدو يتمشكل معي عينك عينك وخارجيا ما احس ان بلادي العربية بتتكاكل قطعة قطعة وبتقرب الصفوية لحدودي واحنا قاعدين نساعدها بدخول مدن السنة مدينة مدينة تحت مسمى الارهاب ثالثا احس ان فيه تطوير علمي واقتصادي وسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي بكل المجالات مع وقف حنفية الاحتقان بين الناس اللي قاعدة بالشارع كل واحد بستنى الثاني ع دقرة ...
07-07-2016 05:36 AM
هيثم الشاعر
مرة اخرى اقول لدولة الرئيس لتكون عند حسن ظن الشعب بك ارجو منك تطبيق فكرة ملك المغرب بموضوع الحراميه والفاسدين في المغرب حيث حدد مبلغ على كل فاسد دفعه لخزينة الدوله يعادل ما سرقه من الاموال العامة والا السجن وحجز الاموال المنقوله وغير المنقوله ،ان استطعت ذلك فالشعب كله معك واذا مورست عليك الضغوط دون العمل بذلك فالافضل لك وللشعب مغادرة الموقع ،، يتبع
07-07-2016 06:26 AM
هيثم الشاعر
تمحيص الموازنه وتقليصها وتخليصها من كل مشروع راسمالي وخاصة ما يعتمد منها على القروض والتخلص من كل المؤسسات المستقله وان تكون رواتب كل موظي الدوله متساويه لكل من تساوت شهاداتهم العلميه وسنوات الخبره والدرجه ومسمى الوظيفه وكذلك الحال بالنسبة للمتقاعدين القدامى والجدد وبنفس المقياس حتى لو اخذ من صاحب الراتب الاعلى واعطي للاقل حتى وان تم جدولة الخطى، وقف اي خطوة جبايه حتى تتم الخطوات الاولى ونقيم ،،،،،
07-07-2016 06:36 AM
هيثم الشاعر
ومن ثم التخلص من كل مسؤول ومدير وصل لموقعه بالواسطه، اعرف مدير عام دائره لم يصل الى موقعه الا بعد احالة اربعة موظفين اجود منه واكثر خدمة واعلى بالدرجه هكذا وصل موقعه وعندما اصبح ودير عام تم تعيين مساعد مدير عام له وبعد سنتين وجد ان مساعده اكثر كفاءة منه وموظفي الدائره بحبون المساعد اكثرمنه والمساعد يحافظ على المال العام بعكسه فقام باحالة مساعده على التقاعد وحصلت الموافقه وبقي الفاشل مديرا والاجود منه اقعد في بيته هذا حالنا
07-07-2016 06:49 AM
المحامي امجدخريسات
ابدعت وأثبت والله المستعان
07-07-2016 08:50 AM
نجم الدين الطوالبة
كلام في الصميم ... ويبدو أن دولة الرئيس ما زال يعتمد على مستشار كان يقدم له المشورة قبل ان يكون رئيس للوزراء ، ربما كانت الاستشارة مقبولة حين يكون الموقع رئيسا لسلطة اقليم العقبة ، ولكن الوضع مختلف لنوعية الاستشارات اذ نتحدث عن موقع رئيس للوزراء .. عموما في الأوضاع العادية كنا نصبر على أي رئيس للوزراء أول مئة يوم .. ولكن ستين يوما كافية هذه المرة ... لأن الوضع الداخلي والخالرجي يتطلب منا جميعا أن نقول لدولة الرئيس ( هنا نصحوك ... وهنا أقحموك وأفشلوك ) ومع بداية شهر آب اللهاب ... ستكون لنا وقفة الذي ينصح ولا يهاب .
07-07-2016 11:16 AM
محمد رضوان
ياساده ياكرام. الاْردن بحاجه الى عصا موسى لتخرج من ضائقتها المالية . ولا يوجد من في الكون يملك هذه العصا. لذلك ارحموا الرجل شويه الذي لااعرفه ولا يعرفني ولا ادافع عنه لكن هذه الحقيقة .
08-07-2016 11:42 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات