السنيد يكتب: أوباما (راعي الصهيونية) العدو الأول للأمة العربية


كتب النائب علي السنيد:

ربما لم يشهد تاريخ هذه المنطقة رئيسا كان اخطر عليها من الرئيس الامريكي اوباما الذي شن عليها دون ان تدري حرب التدمير الاقسى في تاريخها، وبادوات جهزها من داخلها، وقد جاءت على معظم دولها، وشعوبها ، ومقدراتها، وجيوشها الرئيسية، وافضت الى تدمير بناها التحتية، وادخل الصراع الى كافة مناطقها، وتسبب بتسميم نسيجها الاجتماعي، وحقن شعوبها بالطائفية. وهو الفاعل الدولي الخبيث الذي يقف من خلف احداث المنطقة العربية المروعة حاليا وذلك تحت مسمى إحداث التغيير ومساعدة هذه المنطقة للوصول الى الديموقراطية، والنظم العادلة.

وهو لم يستخدم جيشه في السيطرة عليها او احتلالها عسكريا ، وانما صنع من الادوات من داخلها ما يؤدي الى تآكلها، والتي تمكن من تقويض اركانها، وبحيث باتت هذه المنطقة تخضع الى عملية تدمير وتفتيت ممنهجة نتيجة ايجاد تصادم مستمر بين قواها ومكوناتها الداخلية. وهو ما اسفر عنه اليوم ان اصبحت الامة العربية مسرحا للعنف، والاضطرابات، وحكم المليشيات المسلحة، وجرى سقوط النظام العام في دولها، وهو ما استدعى تدخل قوى دولية واقليمية الى نطاق دولها المستباحة.

وهذا الرئيس الذي بدا بمظهر الداعم للقوى الديموقراطية عمل حقيقة على تأجيج الصراع بين كافة مكونات الامة العربية من خلف المشهد وقصد الى دفع التناقضات الاجتماعية والسياسية الى حدها الاعلى، ولإيجاد صراع داخلي يسفر عن تدمير مقدرات الامة العربية، واضعاف شعوبها، وحرفها عن مسارها لبلوغ اهدافها الوطنية والقومية.

وها نحن نشهد اليوم صراعا مريرا على السلطة اتى على مقدرات عدد من الدول العربية ، وحولها الى دول فاشلة، وخاصة في المراكز الرئيسة منها.

وواضح ان المستعمر الامريكي قصد من تدمير امكانيات وقدرات الدول العربية المحيطة بالكيان الصهيوني لغاية افساح المجال للكيان الصهيوني لاستكمال ما يمكن ان يطلق عليه الحلم التوراتي المتمثل بيهودية الدولة، ولإحكام الهيمنة المطلقة على فلسطين والتي سعى الامريكان من خلال تسعير مجريات الاحداث الواقعة في المنطقة الى حد الإخلال بالدول نفسها وبما يفضي الى كشف ظهرالقضية الفلسطينية من محيطها العربي، والاسلامي، وتركها وحيدة في مواجهة نزعة الغطرسة الصهيونية، وبما يمكِّن هذا الكيان المتحفز لحصاد نتاج ما اسفرت عنه المرحلة السابقة للحصول على اعلى المكتسبات الاستعمارية على صعيد القضية الفلسطينية، وهو ما وضع الفلسطينيين في دائرة الاستهداف اليومي المميت بمعزل عن امتهم، وبدأ الانقضاض الصهيوني ايضاً لتغيير البعد الذي يمثله المسجد الاقصى في مساحة الصراع العربي- الاسرائيلي.

ولذلك تقوم القضية الفلسطينية عادة بدور الموجه لحقيقة الصراع الدائر في المنطقة، وهي تصوِّب بوصلة التاريح العربي، وتحدد هوية العدو الحقيقي لها، وتؤكد حقيقة الصراع، وتعلم درسها للاجيال بان جهود الامة العربية ومقدراتها يجب ان لا تذهب في اضطرام حرب بينية او في الصراع بين الاطراف المختلفة في داخل كل دولة عربية، وانما وجهة الصراع الحقيقية فيها هي مع المستعمر الاجنبي، ومع الصهاينة، ولعل هذه القضية عندما تتحرك تفضح مدعي المواقف الاخلاقية والانسانية، ولعل في تصريحات اوباما الاخيرة التي تعزز وتدعم نزعة القتل الصهيونية إزاء الشعب الفلسطيني ما يظهر زيف وحقيقة هذا المستعمر الذي يتغطَّى بقناع احيانا بغطاء انساني.

ولذا يتحدد العدو الذي لا تخطئه العين كلما نزف الجرح الفلسطيني، وظهر الاعداء على حقيقتهم.



تعليقات القراء

مسكين
صدقت
18-10-2015 07:21 PM
المصالح المعيار
للاسف ان اكبر عدو للعرب هم العرب انفسهم لانهم متناحرين ومختلفين فيما بينهم ولو كانوا متحدين لرأيت أن اوباما وغيره من زعماء العالم اصبحوا من اقرب الاصدقاء للعرب ويرجون ودهم والتقرب منهم
19-10-2015 08:36 AM
اسماعيل
يدرس التاريخ سواء في الغرب أو الشرق أة حتى عند المحتل لأخذ العبر والبناء عليهافي خططهم. فهم يعرفون إن لغالبية العرب حضاره إسلامية نجحت في إقامة دول عظمية إمتد حكمها قرون في الأندلس أو الشرق .ولذلك سوف
19-10-2015 11:38 AM
سماعيل
لن يسمحوا للأمة العربيه أن تتعافى ويعملون دائما على إضعافها بكل الوسائل الممكنه من خلق الفتن بينها والتي تأكل الأخضر واليابس .ولن تقوم لهذه الأمه قائمه إذا لم تتخذ من التاريخ عظةوعبره كما يفعل أعدائها
19-10-2015 11:45 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات