فاقد الدهشة يبكي حظه .. ؟


- ما أن سلّم وراء إمام صلاة الفجر ، حتى حط فاقد الدهشة على أريكتي ، ينتابه الحُزن ولا يكف عن البكاء ، شارد الذهن ، مبعثر الأفكار ، يلوك كلماته بغير ترابط ، يهذي بفلسطين ، بالأيقونة ، الضائقة ، العشق ، أجرة الشُقة ، الضمير ، الأميرة ، الإنتحار ، الحب ، زغب الحواصل وعلى حين غرة يردد وعدتني يا حظي بالحلق فخرَّمت آذاني...!!! ، وتارة أخرى يُغرِّد قائلا : هذا طلاق بيني وبين السياسة ، أما لماذا فالأمر خارج عن نطاق المعرفة،،،!!! ، وذلك بعد أن أصبحت الأكذوبة سيدة الموقف في كل شيئ ، في الحب ، التعاون ، التفاهم ، العطاء ، التفاني وربما الموت لاحقا...!!!

- لا لوم ولا ملامة ، فكل في بحث مستمر عن ذاته ، عن مصالحه ، عن المال وما أدراك ما المال ، فهو ولا شك وحده حين يختفي من الجيوب ، يطحن أعتى الرجال ويقوِّض الهمم ، كل ذلك وفاقد الدهشة يترنح بين الأيقونات ، بلا حب ولا مال ، لا صحة ، سعادة ولا راحة بال ، فقد ضاع منه الواقع وبات كل شيئ مجرد خيال ، حيث لا ينفع المرء ، صديق ، حبيب ولا عمّ ولا خال ، ولذا سيبقى فاقد الدهشة سارحا في البوادي ، يجوب الأرض بالطول والعرض ، يبحث عن الحقيقة ، المصداقية ، الوعود والعهود ، يستمر ، ينتظر وينادي حتى يهده الجوع والتعب ، فيعود يهذي بلعل وعسى ، لكنه يحصد الخيبة والأسى حين يرتطم بزمن اللامعقول ، زمن تقرع فيه الباب صاحبة الشُقة ، تطلب الأجرة ، فيخرج رافعا كفيه مستسلما لبيع كل ما لديه ، وعلى الله الإتكال نحمده في كل الأحوال ، ونعود للبكاء مجددا...!!!

- سيدتي الأيقونة أيٍ كنت ، حبيبة ، صديقة ، رجلا ، إمرأة أو طفل فأنا أعترف بحيرتي ، لا أدري في أي معبد أسجد بين يديك ، وما هي باقات الحب التي أُهديها إليك ، وبأية لغة أتحدث كي تسمعيني ، ولكن من أنا بالنسبة إليك يا ملاكي...؟؟؟ ، وأنا الذي طالما رجوت الخشوع بين يديك...؟؟؟ . إرحمي عبدا عضه الدهر فبات ضائعا بلا حب ولا مال ، وقد ساقه القدر باللجوء إليك .

- لكن فاقد الدهشة ، ورُغم عناد الدهر سيبقى واقفا بقوة الإرادة ، يُجاهد في سبيل الحب والحياة ، يُراعي مسؤولياته ، يدفع الأذى عن أحبابه وأصدقائه ، ويعمل جاهدا على دعمهم معنويا بكل قواه ، ويردد شعاره <أما أنا فلا أخلع صاحبي> ،ومن ثم يستميح أبا ذر الغفاري رضي الله عنه عذرا ، ولن يخرج على الناس شاهرا سيفه ، لإيمانه المطلق بأن النضال السلمي والحضاري ، هو الطريق الوحيد لتحقيق
أيّ مبتغى ، حتى لو كان ذلك المبتغى وقف شلال الدم الذي يهدر في غير بلد عربي وإسلامي ، وحسبي الله ونعم الوكيل ففلسطين ، القدس والمقدسات تُهوّد ولا تهتز قصبات معظم القادة والزعماء العربويين والمتأسلمين ، وبقية الأمة في التيه تتبدد ، وغطيني يا صفية،،،!!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات