جراسا -

بعد كل حادثة إرهابية في السعودية¡ ينقسم الناس إلى فئتين. الأولى تصدر الشائعات¡ والأخرى تطلق النكات الساخرة وتقوم بتوزيعها على نطاق واسع. ومع الحادثة الإرهابية التي تعرض لها مساعد وزير الداخلية السعودي "الأمير محمد بن نايف" والتي نجا فيها من محاولة اغتيال على يد الإرهابي الهالك عبد الله عسيري وبعد أن كشفت وزارة الداخلية السعودية عن تفاصيل العملية¡ وأن العبوة الناسفة التي استُخدمت¡ كانت قد زرعت في فتحة الشرج الخاصة بالانتحاري¡ بدأ السعوديون يسخرون من تنظيم القاعدة ملمِّحين في بعض النكات إلى "شذوذ الفكر الجنسي لدى التنظيم"¡ وارتباطه بنظرية "الغلمان" وحب قادة الإرهاب "للشباب الوسيم".

وتقول إحدى النكات "عاجل على قناة الجزيرة: أيمن الظواهري يعلن أن حجم جسد الإرهابي شرط أساس للالتحاق بالتنظيم". وفي نكتة أخرى "القاعدة تقوم بتصفية ذوي الأجساد النحيلة من معسكراتها في اليمن¡ بسبب عدم ملاءمتهم لأحجام العبوات الناسفة".

وتعبر هذه النكات عن ردة الفعل الرافضة تماما للفكر الإرهابي والإجرامي الذي يتبناه تنظيم القاعدة¡ ويحاول تجنيد الشباب السعودي بشكل خاص معه. كما تعبر عن الطريقة التي يفكر بها السعوديون تجاه الفكر المتطرف هذه الأيام¡ وهي حالة تمثل نقلة في الفكر وتغيير النظرة تجاه الأحداث¡ وعدم إبداء أي نوع من الدعم أو التأييد ولو بالصمت.

ولم تسلم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من النكات الساخرة ضد القاعدة¡ ففي إحدى النكات "رئيس الهيئة يمنع الموظفين من القبض على الجنس الثالث خوفاً من الإنفجار".

يقول أحد المراقبين : هذه النكات لم تظهر بهذا الحجم إلا في هذا الوقت¡ بعد أكثر من 9 سنوات من تجرع المملكة للويلات والضغوطات بسبب أحداث سبتمبر¡ ثم بعد الهجمات الإرهابية في عام 2003م على المجمعات السكنية التي يقطنها بعض الغربيين شرق العاصمة الرياض... في ذلك الوقت كان البعض محتاراً هل يصمت أم يتحدث ويخاف أن تطلَق الشبهة عليه وتلازمه".

وأضاف:" كانت الضغوط من قبل المتشددين على المجتمع بأن لا يصدق علاقة المتشددين بالإرهاب¡ هي إحدى عوامل الصمت التي كانت تدعم التطرف أكثر. لكن الآن المسألة مختلفة تماماً. فالجميع أصبح يسخر من المتشددين ومن الإرهاب ولا أحد يأبه لهم.

وفي الوقت الذي يتكاتف المجتمع مع القيادة ومع الأمير محمد بن نايف ويشجبون الحادثة الإرهابية يخرج لنا متشددون يصدرون بيانات التكفير والقتل والتحريض ضد المسلسلات وجمعيات حقوق الإنسان وغيرها".